سر العارف - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


سر العارف
شعر ياسر خنجر
                        إلى حسين بن منصور «الحلاج».

عَطِشٌ والورد قليل،
لا يكفي ليبل القلب
فهلا تقاسمني الذكر لنأتلف
ونشيعَ الحبَّ.

***
«دع عنك الجُبَّة
والله، ما في الجبة إلا الله»،
أو قبسٌ من نورهِ يخفق في القنديل.
لا تنضحُ مشكاةٌ
إلا من وحي سراج
يألفه العارف في السرّ،
فيتوب إليه ومنه يتوب.
أسألـُني النور لأغفر هذي العتمة.
أغفرُ زلة من يسرق مني الوقت،
فيشحُّ الزيت وأذوب،
أفيضُ،
أفيضُ حدَّ شفاه الكأس –الجسدِ—
وكفافَ الروح،
أثملُ من حب وأذوب.
***
«هو أنت»،
من كلّ سماءٍ خصلة أفق
في كل سماءٍ غيمة.
ترخي أنفاسك في صحراء الوقت
كي تقطر قنديلا تلو ألآخر،
وصلاةً من بعد صلاة،
أنفاسك تقطر في صحراء الوقت سلالم،
من شاء سما
وتوحّد.
من شاء كبا
وتبدّد.
«هو أنت»،.. سرّك أنك تدرك
كيف تجلـّى الطلق في الناسوت،
وكيف يعود العارف أدراجه
صوب أقاصي الروح مُريداً..
شهيداً..
يشرق من بعد غرب.
***
«هو أنت»،
نيروزك خلف الباب يدقّ
فلا تتعجل أفراحَك، وأرفق برفاقك،
حين تفيض غماماً في أحضان الأزرق.
كـُلـُّك منذور للأزرق،
مخطوف منه... إليه.
قل: هل يكفيك البحر وموج البحر،
يا كأسَ الماء المسروق من العطش.
يا كأسَ الماء المسروق لأفواه الفقراء العطشى.
قل هل يروي ظمأك
هذا البحر المنسول من شفتيك،
فترتاح قليلا من تعب الذكر
وتكفّ عن الدوران
بحثا عن سر أوسع مما أحطت به،
أنقى من دمع تذرفه؟
بحثاً عن سر أعمق؟
أم أنّ الورد طريق مشغول من سُهدٍ،
فلا يفضي إلا إلى الورد.
والعارف يدرك حين يعرج صوب المطلق
أنّ طقوس الأمس الضيق
لا تكفي لتبل القلب،
وغدا ينقشع الدّرب
أوضح من صبح صبحي صيفي صافٍ
فيعود الحب إلى المحبوب.
***
عَطِشٌ والورد قليل،
لا يكفي ليبل القلبَ،
فهلا تقاسمني الذكر لأحيا؟
أم أسلك دربي وحدي
صوب أقاصي الروح
مُريداَ..
شهيداَ..
أتجدّد فيك أتوحّد،
أتوحّد بالأرض أتجدد،
وأشيع الحرية والحب.

حُرّاً أشرق من بعد غياب،
حرّاَ..
أشرق من بعد غروب.