عامر حليحل: «عندما تصل الجولان تحس مباشرة
أنك في سوريا»
مجدل شمس \ الجولان - نبيه عويدات - 29\11\2008
ضمن فعاليات مهرجان المسرح في الجولان، قدم الفنان الفلسطيني عامر حليحل مساء
السبت، وعلى مسرح قاعة الجلاء، عرضاً شيقاً لمسرحية «دياب»، التي يتعرض فيها للواقع
الأليم الذي آلت إليه أحوال الأمة العربية وقضيتها فلسطين، من خلال مقاربة ناجحة
جداً لأحداث «تغريبة بني هلال».
ويحكي الفنان حليحل أحداث «تغريبته» بطريقة شيقة، يصف فيها كيف خرج العرب في رحلة
طويلة نحو فلسطين السليبة، ليحرّروها من وِزر الاحتلال، في مغامرة عسكرية كبرى
يحتلون فيها الدول العربية الواحدة تلو الأخرى، متخلصين في طريقهم من «العرب
الخونة» حتى يَصِلون إلى حطين في فلسطين. ولكن الخلاف يدبّ بينهم، فيتحاربون
وينسحبون عائدين إلى نجد، إلا دياب ابن غانم، الذي يمتطي فرسه "الخضرا" ويهجم على
جيش اليهود، فيقع في الأسر، ويُلقون به في قبو سفينة أمريكية يعمل فيها ليلَ نهارَ
على ملء أفران محركات السفينة بالفحم، ولكنه يصرّ في أسره هذا على أنه حرّر فلسطين
لوحده، وتربّع على عرش تل أبيب...".
المسرحية من تأليف علاء حليحل، إخراج سليم ضو، موسيقى حبيب شحادة، ديكور وملابس
أشرف حنا، إضاءة نعمة زكنون، والأشعار مأخوذة عن "تغريبة بني هلال" الشامية الكبرى
الصادرة عن "دار الفكر العربي" ببيروت.
وفي لقاء معه بعد انتهاء المسرحية، قال الممثل عامر حليحل:
"رغم اختلاف تفاصيل القضية ومصطلحاتها، ولكنك كفلسطيني في الجولان تشعر أنك في
بيتك. مع كل الفروقات الثقافية الخاصة بكل مجموعة لكنك في الجولان تشعر بدفء، ليس
فقط عند الجمهور بل حتى وأنت تسير في الشارع تشعر بدفء الناس، وهذا أمر مهم جداً
بالنسبة لي، لأن التواصل بالنسبة لنا عرب الداخل ممنوع مع سوريا والعالم العربي،
والجولان بالنسبة لنا هو فسحة الأمل لهذا التواصل- بالرغم من عدم وجود حدود نمر بها
عندما نأتي من حيفا إلى هنا، ولكنك عندما تدخل الجولان تحس مباشرة أنك في سوريا.
قد يقول البعض أن الأعمال المتعلقة بالقضية الفلسطينية أصبحت متكررة، ولكني لا
أعتقد ذلك. أعتقد أنه يجب تكرار هذه الأعمال لأنها الوسيلة للمحافظ على روايتنا
لقضية فلسطين. نحن عرب الداخل نعيش في واقع تقوم السلطة فيه بطمس هذه الرواية،
ومحاولة فرض رواية أخرى كاذبة مكانها، وكأن فلسطين لم تكن هنا، لذا وجب تقديم هذه
الأعمال لكي تبقى قضية فلسطين حية في الذاكرة وفي وجدان الأجيال القادمة.
من الناحية العملية، ولكي لا ندخل في التكرار الممل، يجب طرح القضية في كل مرة
بجماليات وتقنيات متطورة أكثر".