إلى أمي - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


إلى أمي
للشاب الراحل مفيد أبو رافع

-1-
عيناك ساهرة إلى أن يُطفأ القمر
ويداك زرعت قلبي باقات الحنان
وأهدت صيف عمري حبات المطر...
وأنا الذي احتضنتني في حديقتك
هاجرت وضعت بين أغصان الشجر
لكن سوف أرجع يا أماه
سامحيني إذا أطلت السفر...

-2-
ودّعت أمي
لم اسمع من شفتيها سوى رافقتك السلامة
ولم أرَ في عينيها سوى الدمع الذي
يسخر من تلك الغمامة
وحيدة أمي في شوارع الانتظار
تنام وطيفي في راحتيها
تضمه إلى صدرها وكأنني لديها
فتبعث لي دفء القلب وحرّ الشوق
لبرد الغربة...

-3-
ما زلت أكبر مع هذا الزمن
وقلبي فرّمن صدري وراح يبحث عن وطن
وأنا ساهر العينين أبحث عن رفيق
قد أموت يوماً وتكبر الآهات بي
شوقاً إليك ولا أدري الحياة...

-4-
أعيديني إلى أيام الطفولة
وأحلى أيام الربيلة
حين احترقت الأرق لتبعثي في عيوني
جنة فردوس ودنيا أحلامٍ جميلة
رديني إليك إلى الجولان
إن حياتي مستحيلة
فانتحار الشاعر أن يبحر في العيون السود
ويُشنق في طول الجديلة...

-5-
أعيديني إلى رحاب عينيك
حتى أصلي للأطفال
وازرعيني في ربى بلدي زهرة أقحوان
فأنا الذي يحتاج عطفك في كل زمان
ما الذي يرويني لو ضمئت يوماً
لبعض الحنان...

-6-
علميني كيف يطلع الفجر
كيف يورق الصبر... فالغربة كفر وجنون
وأيوب الذي عهدُتِهِ استشهد من قرون
أما أنا فالصبر عندي آخر ما يكون
لأنني لا أملك سوى حنيني إليك..
وللجولان وبحر دموع
قدميني هدية لعيدك
وارتديني حلة من الأشواق وحوراً في العيون
والثميني نقاباً كقطعة ثلج على حرمون
أعيديني إليك يا أمي
فالصبر آخر ما يكون...