الطفل أمل أيوب يتماثل للشفاء بعد أسبوعين
من حادثة وقوعه في المدرسة
مجدل شمس \ الجولان - «جولاني» - 18\12\2008
الطفل أمل أحسان أيوب كان قد وقع وتعرض لكسر في الجمجمة قبل حوالي أسبوعين، عندما
كان يلعب مع أترابه في وقت الفرصة في المدرسة الابتدائية أ في مجدل شمس. أمل يتماثل
للشفاء وقد عاد للمدرسة بعد عملية جراحية صعبة في الرأس، وينصح رفاقه بالابتعاد عن
اللعب العنيف لأن عواقبه يمكن أن تكون خطيرة جداً.
يصف أمل ابن الـ 11 عاما الحادثة فيقول أنه كانت يتدرب على أداء أغنية سيقدمها مع
مجموعة من أبناء صفه أثناء حفلة عيد الأضحى، عندما ناداه بعض الطلاب ليلعب معهم
لعبة جديدة، فاستجاب لدعوتهم ونزلوا إلى الساحة. اللعبة كانت تقتضي أن يقفز أمل على
أيدي أصدقائه الذين يقومون بدورهم برميه على الأعلى، وأقنعوه أنه كلما كانت قفزته
أقوى كلما ارتفع أكثر في الهواء فكانت اللعبة مشوقة أكثر.
أحد المعلمين المناوبين شاهدهم يلعبون فاقترب منهم ومنعهم من متابعة اللعبة،
وأفهمهم أنها خطيرة. لكن الطلاب لم يقتنعوا بما قاله لهم المعلم، فما أن أدار ظهره
حتى تابعوا لعبتهم.
وأثناء لعبهم للعبة الخطيرة حدث ما حذر منه المعلم، فما أن قفز أمل في الهواء حتى
فقد توازنه فسقط بقوة على رأسه فاقداً الوعي.
المعلمون قاموا بإسعافه إلى مجمع العيادات الطبية، حيث تقرر نقله بسيارة الإسعاف
إلى مركز الطوارئ في «كريات شمونه»، ومنه إلى مستشفى صفد. وبعد تبيان خطورة حالته
تم نقله تحت العناية المشددة إلى مستشفى «رامبام» في حيفا، وهناك أخضع لعملية
جراحية خطيرة في رأسه، وكانت حياته في خطر شديد.
ويقول أمل أنه عندما كان ينصحنا المعلمون والأهل بالابتعاد عن اللعب العنيف فإننا
كنا نسخر من ذلك، ونعتقد أنهم يريدوننا أن لا نفرح. الآن أنا أعرف أن الأهل
والمعلمون يخافون علينا ويريدون سلامتنا، لذلك هم لا يريدوننا أن نلعب هذه الألعاب
الخطيرة، لذا أقول لجميع الطلاب أن هناك طرق عديدة للعب والاستمتاع وليس بالضرورة
تلك الألعاب العنيفة التي قد تتسبب لنا بآلام وتعرضنا للخطر.
والد أمل السيد أحسان أيوب يقول:
أن ما حصل يجب أن يكون عبرة للجميع، فلولا لطف الله بنا لكانت النتائج أصعب من ذلك
بكثير. لا يمكن أن أصف شعوري ومدى قلقي خلال الساعات التي انتظرنا بها نتيجة
العملية الجراحية، إلى أن اطمأنينا أن ابننا قد اجتاز مرحلة الخطر. أتوجه لجميع
الأطفال والأهل والمعلمين في المدرسة، أن يأخذوا مما حدث لابننا عبرة لكي لا تتكرر.
أما السيدة زهيرة أيوب والدة أمل فقالت:
هناك تزايد في حالات العنف بين الطلاب في السنوات الأخيرة، وهذا أمر يتطلب منا
البحث عن طرق للعلاج. اعتقد أن أحد مسببات ازدياد العنف هو يوم التعليم الطويل،
فالأطفال يقضون وقتاً طويلاً في المدرسة، دون أن تكون المدرسة مهيأة لذلك، وتفتقر
إلى الظروف المناسبة. فمن الطبيعي أنه عندما يتم «احتجاز» الطفل بهذه الظروف أن
يفتش عن طريقة لتفريغ الطاقات المخزونة لديه، لذا نرى ازدياداً للعنف في تصرف
أطفالنا.
وفي ختام حديثنا معهم توجه أفراد العائلة بالشكر للمعلمين الذين أسعفوا أمل، وخاصة
المعلمين ماجد محمود ونسيم أبو شاهين، والمعلمة أميرة الصفدي "التي تابعت قضية
ابننا بطريقة تبعث على الاحترام"، ولجميع الأشخاص الذين ساعدوا العائلة في محنتها.