بأي حال عدت يا عيد
صالح فرحات - 01\01\2009
تمر الأيام والشهور وكأنها السنون والدهور أرقب هذه الرزنامة أعد أيامها فاسرح في
متاهات الأفكار حتى إنني اصرخ أحيانا وكأن هذه الرزنامة المعلقة على جدار غرفتي عدو
يراقبني في كل حركه وفي كل نظره.
أيتها السنة 2008 اذهبي إلى الجحيم فانك لم تحملي لي سوى الماسي والويلات ولا زال
شقيقي وإخوتي داخل غياهب السجن يقاسون ما يقاسون ويعانون ما يعانون. اذهبي أيتها
المشؤومة لا رعاك الله فانك قد زدت في انقسام أمتي وجلبت الماسي لها وها أنت
تودعيننا بجريمة إنسانيه عظمى لم يعرف لها التاريخ مثيلا، فشلالات الدماء تنهمر في
غزه هاشم لا لشيء إلا أنهم رفضوا الخنوع والركوع ورفضوا الاملاءات الصهيونية عليهم
رغم أنهم انتخبوا بطريقه شرعيه، وهذا هو العالم الظالم لا يحرك ساكنا إزاء ما
تقترفه أيادي الشر من آلة البطش الحاقدة ويدعون الانسانية، فهم لا يدينون بدين إلا
دين القتل والتدمير فأي مذهب أو عقيدة تشرع قتل الأطفال والشيوخ والأبرياء وأي شرعه
إنسانيه تبيح تدمير البيوت ودور العبادة فوق رؤوس أصحابها؟
أين أنت أيها العالم؟ أين أنت يا أمريكا مما يرتكب بحق شعب شبه اعزل إلا من الإيمان
وتفتك فيه آلتك الحربية بأيدي مجرمي حرب يتفننون في قتل الأبرياء والأطفال والشيوخ
والنساء، فهل تخافون أن يكون هؤلاء الأطفال مستقبلا محاربين أشداء يثأرون لما
ترتكبون؟ وهل ذنب هذه الامرأة هو أنها أنجبت أولائك الأبطال الذين يسطرون ملاحم
الشرف والإباء؟
وأين انتم أيها العرب يا من تدعون أنكم أخوة وتجمعكم جامعة عربية؟ أين انتم مما
يرتكبونه في غزة هاشم؟ فالعروبة منكم براء لأنكم خنتم ما اؤتمنتم عليه وتلذذتم
بمشاهدة الطفل يبكي والشيخ يتأوه والمرأة تندب ابنها أو زوجها.
وفي هذه الليلة الظلماء سأرمي بك يا رزنا متي في أتون المدفأة كي تلتهمك ألسنة
النار لأنك لم تجلبي لي سوى الويل والدمار، وكي ترى أختك سنة 2009 ما حل بك علها
تعتبر فتجلب لي ولشعبي ولأمتي ما عجزت عن الإتيان به سابقتك. وأما أنت يا سنة 2009
مع اشراقة شمس أول يوم منك أناشدك أن تجلبي لي ولشعبي العزة والفخار وأن يطلق مع
بدايتك أسر شقيقي وجميع الأسرى من جولاننا الحبيب إنة سميع مجيب، وأن يطلق سراح
أسرى إخواننا الفلسطينيين.
وفي الختام مع بداية هذه السنة ارفع إلى شعبي في وطن الآباء سوريا الصامدة أسمى
آيات الحب والتقدير والى قيادة هذا الوطن وعلى رأسها سيادة الدكتور بشار الأسد والى
امتنا العربية أحلى الأمنيات بالعام الجديد، راجيا أن يحمل مع أيامه بشائر الخير
والعزة والسعادة وان يأتي مع العام الجديد نصر مؤزر يتحرر من خلاله جولان الصمود
ويعود إلى أحضان الوطن عالي الجبين مرفوع الرأس وأن يتحرر كل شبر عربي محتل من
أيادي الأوغاد الصهاينة .
وأما نحن في الجولان نعاهد العالم ووطننا أن نبقى أوفياء لمبادئنا متمسكين بهويتنا
العربية السورية حتى النصر والتحرير.