من يوميات فلسطين - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


من يوميات فلسطين
نزيه بريك – 08\01\2009

مجلس الأمن
ككل مرة راح يلتهم ذات الطريق برأسه، ورغم عجلته استوقفه حمار يستظل تحت شجرة، ولأول وهلة ظنّ أنه حمار وحش، لولا آثار السياط النازفة على جسده. كان الحمار يداوي جراحه بصبر،فسأله ذاك المار: لماذا لا تشتكي مَن ضَرَبكَ...؟
فأجابه: نحن الحمير لا نسلك ذات الطريق مرتين إذا تعثرنا في المرة الأولى.
حاولوا إقناعه أن يحاول مرة ثانيه، لكن دون جدوى. لم يَرِِد ذاك المار أن يهدر وقتا أكثر في إقناع الحمار ، فقد كان على عجلة من أمره . حين أدار ظهره للحمار، قرأ الحمار ما كُتِبَ على ظهر المار:
قضية فلسطين
الوفد العربي الواحد بعد الألف إلى مجلس الأمن

شعر الحمار بالظلم، فهز برأسه ضاحكا، قائلا : "الصيتُ لِيَ والفعلُ لِغَيري"

برج الجدي 2008
كان يمر بجانب الغابة فاستوقفه صوت يشبه صوت العاب ناريه ، ثم شدَّ نظره اختلاط الألوان في السماء ، ظن أنها بداية احتفالات رأس السنة ، وحين صارت الغابة خلفه، تسللت إليه أصوات في ربيع العمر ، ثم قصرت المسافة بينه وبين الأصوات، فرأى مئات الأطفال من موتى برج الجدي 2008 ومواليد غزه . مضى في طريقه حزينا بعد أن خاف أن يستوقفه الأطفال ويسألوه عن أمهاتهم، قطع بضع خطوات فاستوقفته الشهادة برصاص الجنود الاسرائليين.

الدبابة
بعد أن أنهكته الحيرة، كيف يثبت سلطته ، قرر أن يستشير الجوار. قصد الخليج يطلب المساعدة،فأجابوه بان شعبه لن يقبل بِمَلِكٍ، فتابع طريقه إلى والي الشام ، لكنه تحفظ على ما نصحه به ذاك الوالي . أراد صيغة أكثر ديمقراطية، فقرر أن يستشير والي بغداد، فأشار له إلى الدبابة الأمريكية، لكنه تردد ورفض خوفا أن يتهموه بالخيانة والعمالة. قرر أن يطير إلى بلاد النيل، إلى "قاهرة الأعداء"، فهمس له والي النيل بالدبابة الاسرائيلية، فهي اقرب من الدبابة الامريكيه، وترابط في قلب وطنه. بعد أن اقسم له ذاك الوالي على مساعدته ،قبل بالنصيحة. بعد يوم وصلت "ليفني" إلى قصر والي النيل، تبادلوا القبلات وأوعز لها أن تطلق سراح الدبابات، لكن لسوء حظه سقطت دبابته ضحية عبوة ناسفه بعد عبورها حدود قطاع غزه ، فأعلن رفاقه الحداد حتى إشعار آخر.

خجل الكرسي
متخما جالسا فوق كرسيه، يحدق في الأفق البعيد ، فيبدوا غارقا في سبات اليقظة، ودماء غزة تسيل من تحته. حين استفاق من يقظته، كان رأسه ينزف ببصاق الجماهير ، فخجل الكرسي من الزعيم العربي.

القاسم المشترك
من خلف الحدود، وعلى الجبهة امسك رئيس "الممانعين" بالميكروفون وأطلق العنان لحنجرته يتصدى الأعداء.
على الجبهة المقابلة احتار زعيم "المعتدلين" كيف يرضي "الأصدقاء"، ولكي يخفي المؤامرة أطلق "المبادرة".
بين الجبهتين سفاح يتبختر،جماهير غاضبة وغزة النازفة .
قال الموتى قبل الأحياء: القاسم المشترك بين الجبهتين، النباح.

قبلة الموت
لا بدّ انه متيم بثقافة القبلة، وكلما كان يرى عرفات وهو يتناول القبلات مع "أولبرايت"، كانت تمتلكه الغيرة والحسد، ولما استلم القيادة بعده، قرر أن يمارس نفس الهواية، فراح يقبل "اولمرت" بشهوة، فبادله "اولمرت" بقبلة الموت على جبين غزه، حينها عرف كيف اغتيل أبو عمار، لكن بعدها امتنع عن تقبيل زوجته.

الصدى
اكفهرت سماء غزة بأرواح الموتى وانين الجرحى، وصراخ الجماهير وحفيف البطون الجائعة، فأغمضوا أعينهم واقفلوا آذانهم، وحين جاء الصدى من فنزويلا- تشافيز، لم يبولوا على أنفسهم !!! فقد انتحر الذين يخجلون.

هدنه إنسانية،
استمرت ثلاث ساعات، تخللها رقص الطائرات وزفير المدافع . كانت تكفي بان تتبول جحافل جنود الاحتلال، وتتحصن ضد "فيروس" الإنسانية، لكنها أبت على الجرحى الحياة، وازدحم الجوع في الأمعاء الخاوية ،بعد أن ظلت المعابر محكمة الإقفال أمام قوافل الأطباء وحافلات الغذاء والدواء.

عاش القاتل
أغلقوا كل المعابر الإنسانية كي لا تهرب الضحية ، ولما فتحوا المعابر تدفقت منها الدماء،فقد مات الإنسان، وعاش الحيوان.

درس في السياسة
طلب معلم في الضفة الغربية من تلاميذه أن يستخرجوا الفكرة من خلال قراءة النص بالمقلوب، وكتب على اللوح :
سامح فتح
وطلب معلم في غزه من تلاميذه نفس الشيء، لكنه كتب على اللوح:
حتف حماس؟؟؟
فردّ تلاميذ الضفة وغزه: ضاع الوطن.