لقد فضحتكم غزة!
أدهم حلبي - 09\01\2009
إلى من يدعون العروبة في زمن الصمود والتحدي. إلى من يحتفظون بحق الرد بالمكان والزمان المناسب. إلى من يدعون بأنهم سوف يحررون القدس. إلى الملوك والرؤساء، عليكم أن تحلوا جيوشكم الجبارة وتكفوا عن المهاترات البالية والخالية من أيه مصداقية. لقد فضحتكم غزة شر فضيحة. لم يجرؤ زعيم عربي واحد على نصرة إخوانه تحت الاحتلال والحصار. إنه الخوف من فقدان العرش، فالعرش أولا والعروبة وقلعة الصمود والتحدي ثانيا. لقد قدمت الشعوب العربية مظاهرات صاخبة تدعم غزة وتندد وتستنكر العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، لتقف إسرائيل مذهولة من شدة الاحتجاج العربي، ولتوقف الحرب فوراً. أيها الحكام العرب إن الشعوب العربية اشرف واطهر الشعوب على وجه الأرض لكنكم أقبح صور وأقبح بشر، تختبؤون وراء هذه الشعوب المسكينة المغلوب على أمرها لتسلبوا كرامة المواطن العربي وعزته، فأنتم قدوة للكذب والنفاق والهروب من الواقع.

بعهدكم الأبدي لم يتبق شيئا للمواطن العربي، فهو أرخص مما نتصور. جشعكم وطمعكم وعشقكم للسلطة فرض عليكم استعباد المواطن لأنه الحلقة الأضعف، ليصفق لخطبكم المملة، ويفديكم بالروح والدم، وأنتم لا تفدون غزة بشيء سوا اللافتات البالية. فأنتم أجبن من الوقوف بوجه عدوكم، لكنكم أبطال أمام شعوبكم المقهورة لتنكلوا وتعذبوا ولتقتلوا ما شئتم وكيفما شئتم. قانون الطوارئ ساري المفعول في كل الدول العربية لأنه يحمي العرش من أيه هزة, لأن الملوك تعتبر نفسها وصية على هذه الشعوب، وحدها تقرر مصير هذه الأمة، لكنها عاجزة عن حفظ ماء الوجه أمام أي عدوان غاشم يستهدف أرضها وشعبها.

القدس لن تحرر على أيدي حماس وحدها, فإذا أراد العرب تحرير القدس عليهم توجيه جيوشهم نحو القدس، لا شعوبهم نحو ساحات آمنه ليسمعونا أصواتهم وخطبهم الرنانة وأكاذيبهم المدروسة. لقد مللنا منكم ولا نريدكم بعد اليوم لأن غزة قد فضحتكم شر فضيحة.