جدل
ياسر خنجر – 20\01\2009
لن أستعير من الريح ظلاً
لأكمل موج اسمي،
وإن كان لا بد لي من سماء
لتحمل عني ريش جناحي حين ألف المدى،
فهاجس حريتي
خصلة سماء أشد وضوحا من كلام الأنبياء،
تهيل علي الحنان،
وحلم تراب يفيض أمومة
يعدّ لي الخبز والذكريات،
لأعبر هذا الزمان
بما فيه من وجع الأجوبة،
بهذا المكان
الذي ينسل الأبجدية من جسدي،
وأروي جذور غدي
بما فاض حولي من الأرجوان.
هو الأمس يترك في
الكثير الكثير من الحب..
والعشب..
والأسئلة.
وبعض تفاصيله العابرة....
تفاصيله الدائمة....
يترك لي فسحة من مكان
لكي أمتطي حلماً آخر،
غير ما أورثتني يداه المتعبة،
فأعد التفاصيل كيف أشاء
لخفقة قلب تجيء على صهوة الذاكرة،
فلا الأمس ينسى تماماً
ولا الحلم يبقى أسير الأزل،
لكل زمان مكان يزف إليه بحرية
تـُوارى إليه طفولته الهادئة.
وحرية الوقت أن لا يحَدّ بصوب
ولكن أن يبلل تفاصيلنا اليابسة
بما نشتهي من حرية يديه.
بما يشتهي من حكمة.
كلما زاد هذا الزمان مشيباً وحكمة
تكاثرت الأسئلة،
وتزاحم المريدون على عتباتها:
كيف للريح أن لا تستريح
إلا على أرجوحة هرمة؟
كيف لله أن يتوالد في كل روح
- وإن نتفاً عابرة -
ولم تلده الروح إلا هرباً منه.
تكاثرت الأسئلة
وضجّ بها الكهنة:
أما من ذبول خفيف
يخفف عبء الإجابة! أما من قيامة،
تحقق وعد إلهات سومر
بأن نستحق الخلود إذا ما ائتلفنا وصوت التراب؟
أما من قيامة تحقق فينا الخلود،
كما وعدتنا إلإلهات منذ انحناء السنابل في أمسنا،
من اكتمال الأنوثة من فضة في القمر؟
وعدتنا بحب يزيدنا جلالاً
ويغفر كل خطايانا... كل خطانا إلى غيرها
وأحلامنا الآثمة.
وعدتنا بسرّ القيامة،
إن نـُُصِخ السمع للقمح
حين يغل ببطء إلى الجسد الأبدي، التراب
ويدفن،
فلا يألف العتم مهما تأخر عنه المطر
ويطلع سنبلة في غد،
وسلالم تمتد حتى حوافي المعرفة.
كلما زاد هذا الزمان مشيباً وحكمة،
ضج بها الكهنة،
وأقاموا صلاة على ضفاف الرّيح،
حين أقمنا صلاة على ضفاف الأسئلة.