تداعي... الغابات الماطرة
ماجدة الحلبي/المرعي – 25\01\2009
أنا على ما يبدو ما بعرف ساهم بإنقاذ غابات المطر.
أنا على ما يبدو-واقعيا- المساحة المتاحة أضيق من حاجتي, لهيك بدوّر رمزيا على
مساحات إضافية استهلكها حتى لو كانت "من ورق".
إستهلاك!! بتنقزني هالكلمة, بس طبعا بتطرح أسئلة حول الحد الذهبي بين الحاجة
والكفاية... آه ...السؤال نفسو بيرجع على نفسو, ومرات بسأل حالي أنو حلّك تدوّري
على سؤال جديد!!!! طيب السؤال ما تلبـّى, شو الجواب؟ وين الجواب؟ طيب!!! إذا ما في
جواب مندقـّر عند السؤال ذاته؟ والله بيملّل هالسؤال... طيب, منحتاج بس شوية شجاعة
انو نترك الصفحة بيضا بدون حل وننتقل لسؤال جديد وهيك منوفــّر وقت , وممكن ساعتها
يزيد احتمالنا بالنجاح, والسؤال هذا منرجعله بآخر"الامتحان". طيب!!! شو مع التراكم؟
وشو مع مسألة انو الجواب الجديد بيعتمد على جواب سبقه , متل أي شي اسمه بحث, أنو
المعطيات القديمة او الآنية بتمهد لأبحاث ومعطيات جديدة, تراكم هرمي يعني, عنجد, شو
مع التراكم؟ ها!!!! حلو, سؤال جديد, لقيت أخيرا سؤال جديد.
بتعرفوا؟ أول مرة بلتقي بامتحان الممتـَحـَن هو اللي بيوضع الاسئلة وهو نفسه اللي
بيجاوب عليها. يمكن بيتبادر للبعض لأول وهلة أنو أوّه شو سهل هالامتحان, بس
لاااااااا ...اذا الواحد بدو يطلع عبيضحك ومكتفي بالنهاية ( ويلعن دين هالكفاية شو
مستحيلة, مرة قريت جملة بتقول "الذروة هي النقص" وشو احبطتني , انما خلتني اكتشف
ساعتها انو العالم كله عايش عشان شي اسمه ذروة, بكل شي, كل شي) المهم, اذا بدو
الواحد يطلع من الامتحان مكتفي لازم يكب الاسئلة السهلة , لأنو السهل بسهولة
وتلقائيا بينتسى , ولازم يخلي الاسئلة الصعبة اللي وحدها بتخرق بالدماغ , رغم انو
جوابها صعب , هذا اذا كان موجود أصلا.....ييييييي ضعت, عن شو كنت عبحكي؟ لحظة لأرجع
شوف.
آه, حكيت عن غابات المطر, وفوق كل ماكينة تصوير بالمخللا حاطين لافته طويلة عريضة
أنو " صوروا على الجنبين, وأنقذوا غابات المطر" وقلال الطلاب اللي بيردوا, وأنا
منهن , بختنق من الشحّ والتقتير, بس لازم ما نستهلك كثير موارد من الأرض, الأرض
بخطر!!! مين السبب؟ صناعة الغرب ؟ أوّه , نحنا أبرياء!!! لأنا شرقيين , بس ادوارد
سعيد بيقول فش شرق وغرب- انو رجعت أتفلسف- أساسا ما كمّلت كتاب الاستشراق , عشانو
صعب, بس عندي رأي بالنسبة لبراءتنا من تلويث الأرض. بتخيّل أنو لأ مش أبرياء نحنا,
لأننا سلبيين وقاعدين بس عمنتفرج "باسيفيين" يعني, وعايشين عشان يا دوب نكفي
حاجاتنا الأولية, أكل وشرب وتكاثر, أنو لازم نعمل شي, شو هو هالشي؟ حلو, وهذا سؤال
جديد, عبيطلع معي أسئلة, مؤشر جيد, يمكن أنجح بالامتحان!!!! بس بعدني ما بعرف شو هو
هالشي!!!
حكيت كمان عن الاستهلاك, لما بقول استهلاك بتذكر السوبر-ماركت وثقافة المجمعات
التجارية, طبعا هي كمان ثقافة غربية (كل شي مش حلو غربي) أي, بتريحني هالفكرة, بس
يا ترى صحيحة؟ هذا سؤال جديد, لأ في تقدم. انما هون ما بتذكر وأنا صغيرة أنو أمي
طبخت شي طبخة موادها الأولية من السوق, حتى لو دخل اللحم بمكوناتها, كانت مثلا تذبح
الديك الاختيار, طبعا اللي ميئوس من "حالته" عالآخر, واللي بيستاهل الذبح كعقاب مش
بس كحاجة غذائية للعيلة الكبيرة, إنما لأنو بس شاطر يعمل بوعلي على الدجاجات,
وخصوصي القرقات المناضلات, بالرغم من انو عمليا خالص كازه وما بيطلعله يفقعهن جميلة
, وكانت تظل تغلي فيه من الصبح لعشيه, حتى يستوي يعني, ما كنت أستطيب أكله, بس
اليوم أنا أكيدة, انو على الاقل كان أصح من الدجاج الطري والمصنع تصنيع اللي بطعميه
لبناتي.
وكمان بالحديث عن الإستهلاك, قريت مرة كتاب بيحكي عن الفلسفة, ويومها قريت جملة ما
بنساها لسقراط, قال لما فات على دكانة بأثينا, أكيد دكانة صغيرة مش "كنيون" يعني,
قال تفرج على الدكانه هيك وهيك وقال " كم من الأشياء لا احتاجها" نمّل جسمي من
هالجملة , بس أمساني مثلا, خربت الكمبيوترات بالبنك, وكنت بدي روح عالمخللا ومعيش
مصاري, رحت عالبنكات قالتلي "ليكي بقدرش اعطيكي, الكمبيوترات خربانه" , لملمت خيبتي
ورحت عالكزية, قال "فش تكشورت" وما فيكي تعبي بالديركت, وساعة البنزين كانت مضويّة,
قلت ساعتها لسقراط بقلبي, انو لأ , بهذا العصر ونحنا تحولنا لعبيد للتكنولوجيا
ولصناعة الغرب, " كم من الأشياء واقعة تحت رحمة عازتها" وما عدت فيي أفشخ ولا فشخة
بدون أستهلاك, لأني بكل لحظة محتاجة... إسا السؤال بيرجع على نفسه هون, الحد الذهبي
بين الحاجة والكفايه, أوف, رجعت للبداية , السؤال بيعيد نفسه, ما عندي غيره يبدو,
وما رح أقدر لاقي أسئلة جديدة قبل ما جاوب علية, أو أنو يمكن هذا السؤال بيختصر كل
الأسئلة. بالوقت اللي بعدني بحكي فيه عن حاجات مادية, كيف لو بتجاهل الجاذبية
مثلا؟؟ شو بيتركب ساعتها السؤال وشو بيصير صعب!!! بيخوفني كثير إحساس أنو أرسب
بالامتحان, بيكفي العلامات المزفته السابقة!!!!
طيب!!! لازم أخلص من هالدوامة المتسائلة, ولازم أذكر انو بإحدى المحاضرات بيمل
الواحد-قصدي الوحدة- وبتصير تخربش عالورق, وبهي اللحظة بالذات بديت أكتب "دو-تسدادي"
يعني للي ما بيعرف عبري من خارج الاحتلال, ثنائي الجوانب, إن صحّت الترجمة. شو مزعج
الاحتلال وكل شي بيخصّه, ومزعج كمان أنو الحبر يعلّم من جنب للثاني , بس لازم ننقذ
غابات المطر, ولازم نسأل كيف؟
الملل بيخلي الواحد-قصدي الوحدة- تفكر بالأسئلة, هل الملل سلبي؟ أو أنو بيفسح
المجال للفكر يسبح؟ ما بعرف!!! ما أحلى هالجواب...آه , واوووو لقيت الجواب , إيه...
وشو مقنع هالجواب!!!
يا غابات المطر المقدسة, أنا الشرقية السائلة, امنحيني, قبل احتضارك, مزيدا من
خضارك, خففي عني وطأة السؤال وانشليني , بدائية التكوين, من وحل الجواب....