السلطان الثائر ... - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


السلطان الثائر ...
للشاب الراحل مفيد أبو رافع
كتبت في رثاء قائد الثورة السورية الكبرى سلطان الأطرش

قصيدتي تنثرها الشظايا
وقلبي تمزقه الخناجر
أنعيك للثوار في المنفى
أعزيهم ... الملم كل أوسمتي
وابشر أزهار المقابر
حيث الأسى يملأ الدنيا
والسلطان بعد ألان أصبح نادرا ...


سلطان...
لن ننساك يا نبي الأولياء
أنت امتنا... أنت وحدتنا
أنت أوفى الأوفياء
أنت قائد الثورة سلطان العروبة
أنت لكل غمامة سماء
غامرت وكنت سوارا
لقلعة الصمود
أصبحت التاريخ الراسخ
في جوار الأنبياء...


سلطان...
شعبك جدد الماضي
عرينك ينتصر فينا
يصعد نحو المجد يحضنه
فترفعه أيادينا
ويبقى اسمه الجولان
آذاراً وتشرينا
هو الجولان كل الدنيا تعرفه
فثوري مثله يا لينا
غدا نلقاك يا بطلاً
إلى الجولان لاقينا ...


يا من تمثل العرب
في وغى فرنسا
أعوذ بسيفك من كل مستعمر
حين أراك بالأحرار استبشر
يدعونك الأداهم يا باشا
والسماء رصاصاً تمطر
أصحيح بأنك راحل
وهل جوادك مستنفر؟



ماذا تقول بعد رحيلك الطيور؟
يا بلبلاً غرد بين القنابل
وتوج بين أحضان الزهور
ماذا نقول - نحن العرب-
وقد علمتنا أن الأرض لا تدور!


ماذا يقول حوران
وقد صعدت في أعاليه البخور؟
ماذا نقول؟ وهل نتمرد في القبور؟
بماذا تفه النسور؟
ووحوش العالم تهدم عشها
وتدعي البطولة والقناعة والغرور
من سلب لؤلؤة الصدر؟
الم تجف أن تثور!


فليودعك كل حسام عاهدك
ولتسمح له أن يقبل راحتيك
فبلابل الشرق تندب قائد الثورة
والسماء قادمة إلى السويداء
لكي تبكي عليك
لله أنا صامت خاشع
والشعر يأبي إلا أن يرثيك
ليتني طير كنار
أتوغل داخل الثكلى واقبل وجنتيك ...


سلطان
أودعك وقلبي يصرخ النجدة
وآذار لماذا ثار لا ادري
أحوطك يا سلطان بالخضر
أحوطك بالنيروز وبالمطر
لن ننسى وصيتك
فهي وثيقة العمر
ولن نرفع أيادينا
إلا لحفاوة النصر
بحفظ الله يا باشا
يا أعجوبة الشرق
ويا أسطورة القدر ...