الجولان يؤكد هويته السورية في ذكرى الإضراب
الكبير
مجدل شمس\الجولان - «جولاني» - 14\02\2009
استجاب الجولانيون للدعوة التي وجهتها لجنة التحضير لإحياء ذكرى «الإضراب الكبير»
الذي بدأه الجولانيون في 14\02\1982 رفضاً لقرار ضم الجولان الذي أقره الكنيست
الإسرائيلي في حينه.
وجاءت استجابة المواطنين لهذا النداء والمظاهرة الضخمة في مجدل شمس اليوم لتدحض ما
نشرته وسائل الإعلام الإسرائيلية، من تقارير مضللة عن مشاركة الجولانيين في
الانتخابات الإسرائيلية، وتصويتهم لحزب ليبرمان اليميني المتطرف.
المتظاهرون أكدوا على الهوية العربية السورية للجولان المحتل، وجددوا رفضهم للجنسية
الإسرائيلية ولقرار الضم الإسرائيلي. فقد رفع المتظاهرون الأعلام الوطنية السورية
ورددوا الهتافات والشعارات والأناشيد الوطنية التي كان الجولانيون يرددونها في أيام
«الإضراب الكبير».
وقد تجمعت الحشود التي قدمت من كافة قرى الجولان المحتل، ووفود تضامنية من
عرب 48، في ساحة سلطان الأطرش في
مجدل شمس، وسارت في مظاهرة ضخمة باتجاه خط وقف إطلاق النار شرقي البلدة، حيث كان في
الانتظار على الطرف الآخر من خط وقف إطلاق النار حشد من المسؤولين في الحكومة
السورية وحزب البعث، وجمهور كبير من المواطنين.
وأقيم عبر «وادي الآلام» (تلة الصراخ) مهرجان خطابي تبادل فيه الطرفان الكلمات، افتتحه من الطرف الآخر السيد محمد مبارك عضو فرع الجبهة الوطنية
التقدمية في فرع القنيطرة، ثم كلمة الجولان القاها الدكتور مجد أبو صالح، وكلمة حزب
البعث العربي الاشتراكي القاها السيد محمد عفش، وبرقية عهد ووفاء للسيد الرئيس بشار
الأسد ألقاها السيد اسماعيل معاون. واختتم المهرجان بالنشيد الوطني للجمهورية
العربية السورية.
وكان الجولانيون قد أصدوا بياناً بهذه المناسبة،
وزع مساء أمس في قرى الجولان وعلى وسائل الإعلام. فيما يلي نص
البيان حرفياً:
بيان جماهير الجولان العربي السوري المحتل
أيها الأهل في الوطن الغالي، يا جماهير أمتنا العربية وأحرار العالم
تعود علينا
اليوم الذكرى السابعة والعشرون للإضراب المجيد الذي أعلنته جماهيرنا في الجولان
العربي السوري المحتل رفضا لقرار المحتلين الصهاينة فرض القانون الإسرائيلي على
الجولان العربي السوري المحتل.حيث وقفت هذه الجماهير وقفة رجل واحد من طفل وامرأة
وشيخ ورجل ذودا عن الكرامة والانتماء لأمتنا العربية ووطننا الغالي سوريا التي عمدت
بشلال من الدماء قدمها آباؤنا وأجدادنا والتي روت ثرى الجولان خاصة والوطن الكبير
عامة في مواجهة كل الحملات الاستعمارية فرحل المستعمر العثماني والفرنسي مندحرا
وبقي الوطن ملكا لأبنائه , عزيزا بهم . كما سيرحل المستعمر الصهيوني مهما طال وجوده
البغيض , حيث لن يكون أشد بطشا ممن سبقه ولن نكون أقل فداء وتضحية من أسلافنا ممن
أورثونا هذا الوطن معمدا بدمائهم الزكية .
لقد تعلمنا نحن أبناء الجولان من خلال تجربتنا في مواجهة المحتل , وخصوصا في مرحلة
الإضراب المجيد, وما سبقه وما تلاه من مواجهات خاضها شعبنا دفاعا عن صموده وانتمائه
وما حققه من انتصارات, رغم قلة العدد والعدة أمام عدو يمتلك كل أدوات البطش
والتنكيل , أن الوحدة الوطنية لكافة شرائح المجتمع المرتكزة على وثيقتنا الوطنية
الخالدة والنابذة لكل مثيري التشرذم والفتنة هي الضمان لرد كيد المعتدي لنحره وأن
يبقى قرار ضمه المشؤوم حبرا على ورق يجرفه فجر التحرير الآتي لا محالة.
أيها الأهل في سورية الحبيبة ووطننا العربي الكبير....نعيش في هذه المرحلة إثباتات
قاطعة لصواب موقف من راهن ويراهن على قدرة شعوبنا على تحقيق النصر وهزيمة
المستعمرين مهما امتلكوا من إمكانات ومن دعم قوى غاشمة وأن ليل الاحتلال زائل مهما
طال وتباشير فجر الحرية بدأت بالانبلاج .
يحق لنا نحن العرب السوريين القابعين تحت الاحتلال التفاخر بأننا كنا وما زلنا جزءا
أساسيا فاعلا من هذه التضحيات وما أدت إليه من انتصارات بدأت بالتحقق اثر مرحلة علا
فيها نعيق غربان الهزيمة والمذلة.
يحق لنا أن نفاخر بأننا في الجولان من أوائل الذين وقفوا دفاعا عن كرامة الإنسان
وطهارة الأرض منذ أن وطئت أقدام الاحتلال الدنسة أرض الجولان.
يحق لنا أن نفاخر بأن وطننا سوريا شكل ويشكل قلعة الصمود الأخيرة التي تكسرت على
أسوارها أمواج هذا الطوفان الاستعماري على مر التاريخ مدعوما من أدوات الذل من
أنظمة الاعتلال العربي.
يحق لنا أن نفاخر بأننا كنا ومازلنا الحلفاء الأوفياء والمراهنين بلا تردد على
مقاومة شعوبنا البطلة من العراق إلى لبنان إلى فلسطين وبالجوهر منها غزة الأسطورة
التي صغرت أمام عظمة صمودها أسطورة ستالينغراد وما رافقها من هبة الجماهير الغاضبة
من محيط الوطن إلى خليجه, تساندها مواقف أحرار هذا العالم من قيادات ومنظمات وشعوب.
لن يرهبنا اليوم أن العدو الصهيوني أمام حالة الإرباك التي أصابته قيادات وجمهورا
اثر هزائمه المتلاحقة أمام شعوب تواجهه بأجساد أطفالها ومقاوميها وهو الذي امتلك كل
أدوات الجريمة وتوفرت له كل ظروف التآمر لينجز مهمة تصفية قضايانا وإعادة صياغة هذه
المنطقة على مقاسه ومقاس كل الطامعين بخيرات شعوبنا . حيث يقوده فشله إلى اختيار
الرموز الأكثر فاشية لتقوده ولتحاول إنقاذ مشروعه. وفي هذا نقول إن ما عجز عن
انجازه رموز الجريمة وعتاتها من قادة الصهاينة وراعيهم الأكبر(بوش)لن يستطيع صغارهم
انجازه.
إننا إذ نحيي ذكرى الإضراب في هذا اليوم نؤكد أننا سنبقى أوفياء لمسيرتنا النضالية
ولإرثنا التاريخي المشرف وسنواجه المحتلين بوحدتنا الوطنية وبالتصدي لكل من يحاول
النيل منها بكل ما أوتينا من قوة مستمدين العزم من إرادة شعبنا المقاوم حتى يعود
العلم العربي السوري مرفرفا خفاقا فوق سماء الجولان الحبيب. وانه ليوم قريب.
- تحية لشعبنا الفلسطيني المقاوم ولدرة تاجه غزة العزة
- تحية للمقاومة الوطنية اللبنانية مثار فخرنا واعتزازنا
- تحية للمقاومة العراقية التي شكلت العامل الأساس في انهيار آخر الإمبراطوريات
- تحية لأسرانا الأبطال في سجون الاحتلال ولرفاقهم
- تحية لجماهير شعبنا في وطننا العربي الكبير التي ملأت الساحات منذرة واعدة
ولأحرار العالم ممن رفعوا الصوت في دعم قضايانا العادلة من قيادات ومنظمات وشعوب
- تحية لوطننا الحبيب سوريا شعبا وجيشا وقيادة ممثلة بالسيد الرئيس الدكتور بشار
الأسد
جماهير الجولان
العربي السوري المحتل
14-02-2009
صور من المظاهرة: