الجيش الإسرائيلي يتجاهل طلب أصحاب الأراضي
في منطقة البستان
مجدل شمس\الجولان – «جولاني» - 04\03\2009
تتكرر القضية كل عام. المواطنون عاجزون عن فعل أي شيء.
المياه تجرف أراضيهم في منطقة يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي،
والجيش لا يفعل شيئاً لحل القضية، يتجاهل طلبهم، ثم يحيلهم إلى المجلس المحلي في
مجدل شمس، لكن المجلس يؤكد أنه ليست له الصلاحية للتدخل، والموضوع كله من ضمن
صلاحيات الجيش.
المنطقة التي يدور الحديث عنها هي منطقة «البستان» جنوبي مجدل شمس، بجانب «المطحنة»
القديمة، حيث تفيض مياه النهر سنوياً بسبب السيول القوية أثناء موسم الشتاء، فتغمر
أراضي المواطنين المحاذية، وتخلف أضراراَ جسيمة بها.
السيد زياد فؤاد القلعاني يصف المشكلة قائلاً:
لب المشكلة هو أن المنطقة تقع تحت سيطرة الجيش مباشرة، لذا نحن غير قادرين على حلها.
فالمنطقة مليئة بالألغام، ولا نستطيع نحن كمدنيين العمل فيها. مياه السيول تجرف
معها كل شيء في مجرى النهر، ما يؤدي إلى انسداد العبارة وفيضان مياه النهر فوق
الجسر. المياه تجري في أراضينا كالنهر وتجرف معها التربة وتقتلع الأشجار. هذه
القضية تتكرر كل عام.
كل سنة نتوجه للجيش الإسرائيلي لكي يحل المشكلة بشكل جذري، ويقوم ببناء قناة مناسبة
لتصريف مياه السيول، لكننا لا نلق أي جواب. آخر مرة اتصلنا بالجيش قالوا لنا أنه لا
يمكنهم التعامل معنا بشكل مباشر كمواطنين، ويجب أن يقوم المجلس المحلي بصفته جهة
رسمية بالتوجه للجيش، لكي يتدخل الأخير في لحل المشكلة. ونحن على هذا المنوال منذ
عدة سنوات، لا نعرف لمن نتوجه.
نحن غير قادرين على فعل شيء لأن المنطقة تخضع للجيش، ولا يمكننا التقدم خطوة واحدة
عبر حدود أراضينا، وإذا فعلنا ذلك قد يتم اعتقالنا لدواعي أمنية.
موقع جولاني اتصل بالمجلس المحلي لاستيضاح دوره في حل المشكلة، وجاء الجواب على
لسان السيد محمود أبو صالح، الذي نفى أن يكون للمجلس أي دور في القضية، قائلاً أن
المنطقة هي من مسؤولية الجيش المباشرة، وليست للمجلس الصلاحية في التدخل فيها، لذا
فهو عاجز عن تقديم أي مساعدة، موضحاً أن الأراضي في المنطقة هي ملكية خاصة
للمواطنين ومن المفروض أن يتوجهوا مباشرة للجيش لحل مشكلتهم.
تجدر الإشارة إلى أن أكثر ما يثير هلع المواطنين وقلقهم هو أن تجرف معها السيول الألغام المزروعة بكثرة في المنطقة الحدودية المجاورة، وهو ما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة وأخطار مباشرة على حياتهم وأفراد أسرهم، وخاصة الأطفال منهم، وذلك بعد انتهاء موسم الشتاء وعودتهم للعمل، في الأرض في الربيع والصيف، وأن تكون هذه الألغام مطمونة في الأرض بحيث لا يلاحظونها، وقد يصطدمون بها في أي لحظة، الأمر الذي سيتسبب بكارثة.