عش اللحظة
شوق أبو صالح - 22\03\2009
كيف بنا أن نجعل اللحظات السعيدة هي الغالبة على واقعنا وحياتنا؟
يظهر في تعاملنا في معترك الحياة أن الأطفال تكثر عندهم اللحظات السعيدة على
اللحظات التعيسة، وكلما تقدم المرء في العمر يبدأ اختلاف الموازين إلى أن يصل إلى
اللحظات التي تكثر عنده اللحظات التعيسة على اللحظات السعيدة.
وجميعنا يفكر في ماضيه وفي حاضره، فمنا من يبقى يفكر ويعيش في الماضي وكل حديثه
وتفكيره في الماضي، وكأنه للحظه هذه يعيش في الماضي ويمضي عمره دون جدوى.
ومنا من يفكر في مستقبله ويكثر حديثه عن المستقبل وعن مشاريعه وطموحاته وماذا سيجري
في المستقبل، وينتظر هذه اللحظات يوما بعد يوم.
ليس غلطا أن نفكر في مستقبلنا لكن لا أحد منا يعرف ماذا سيجري له في المستقبل وما
يخبئ له القدر من مفاجئات غير متوقع.
ولكن لنتوقف للحظات ونفكر في هذه اللحظة التي نعيشها الآن، وما هي هذه اللحظة. هل
هي لحظة قوة أم ضعف، أم سعادة ام يأس؟
فنحن نركض في هذه الدنيا تحت ضغط كبير ولا نستمتع بوقتنا ولحظاتنا ونريد أن نعمل كل
شيء بسرعة لكي تمضي الأيام ونرى ماذا يوجد بعد هذه الأيام.
فلو فكرنا في هذه اللحظة اللتي نعيشها الآن وكيف نعيشها وكيف نستغلها لوجدنا فرق
كبير في حياتنا ومتعه أكثر لحياتنا. فهذه اللحظة هي مصدر قوتنا وطاقتنا لأنها الآن
وليست في الماضي أو المستقبل. ففي هذه اللحظة كل حواسنا ومشاعرنا تكون حاضرة، فما
هو المانع من عدم استغلال هذه الدقائق والثواني من حياتنا!
دائما نقول لو عملنا كذا لو تعلمنا كذا.. لو لو لو... دون جدوى. فلنضع هذه الـ لو
الآن ونستعملها في هذه اللحظة، وضع تفكيرك وعقلك في نفسكظن أي أين يتواجد جسمك
تواجد معه لكي تعيش هذه اللحظة.
وكما قال الدكتور ابراهيم الفقي "عش كل لحظه كأنها آخر لحظه في حياتك"، أي لو قالوا
لك بقي لك في الحياة يوم واحد ماذا كنت ستفعل وكيف تستغل هذا اليوم بأكمله لتنجز كل
أعمالك ومشاريعك، فهل هذا اليوم سيكفي لانجاز كل أعمالك؟
وقال الشاعر اليا أبو ماضي
فتمتع بالصبح ما دمت فيه لا تخف أن يزول حتى يزولا.