مركز تواصل يحتفل بعيد الأم
عن موقع تواصل - 22\03\2009
بمناسبة الاحتفال بعيد الام , اقام مركز تواصل الثقافي احتفالا , تضمن عرض مسرحية
كبوتشينو في رام الله للفنانه سلوى نقارة. وتضمن
الاحتفال أيضاً كلمة للمركز ومن ثم كلمه معبرة
القتها السيدة ريما جميل حسون عبرت عن الحنين والشوق
لوالدتها التي يفصل الشريط الحدودي المصطنع بينهما .
كلمه المركز
أمهاتنا..سيداتنا الأفاضل...مساء الخير
اسمحوا لنا اليوم .. في هذه الأمسية لنتشرف وللمرة الأولى في مركز تواصل أن نلمس
حنانكن ..أن نكون لكن ولو ساعةٍ واحده كما انتن لنا كل الحياة .
بدايةً نود تقديم الشكر الكبير لكن على تلبيتكن دعوتنا .. كذلك نتقدم بكل الشكر
للفنانة سلوى نقارة لحضورها بيننا اليوم ..
أمهاتنا.. سيداتنا الغاليات
هذا هو الصوت القادم لنا من شام العروبة ليقول : أبلغوا أمي يا رفاق أنني خاتمٌ من
صياغتها ونسيجٌ لغوي من حياكتها وأن صوت شعري خرج من حنجرتها ..وأنني رسالةُ حبٍ
لوطنٍ غالي مخطوطٌ بطهر يديها..وأني سحابةُ من القرفة واليانسون ممزوجةٌ برائحتها
...يا أمي كم تشبهين دمشق الجميلة .. كم تشبهين المآذن والجامع الأموي ..أماه
انتظريني ولك في عيديكِ أروع تحية معطره بياسمين العروبة بياسمين دمشق فكل عام وأنت
بألف خير أيتها عربيه ...
أما مع الصوت القادم من غياهب السجون فجاءنا ليقول :
أبلغوا أمي يا رفاق في عيدها وعيد الوطن معاً أنني بخير وما زال في عيني بصر وما
زال في السماء قمر ..وثوبي العتيق حتى الآن ما اندثر ، تمزقت أطرافه لكنني رقعته
ولم يزل بخير..أبلغوها أنني لا زلت أرى وجهها الجميل في رغيفي الأسمر كل صباح.. يا
صفصافةً أرخت ضفائرها علي..يا عاصمة الكبرياء لا أريد منك إلا ابتسامة... لا أريد
منك سوى أن تطمأني.. تلك القضبان الحديدية ليست الا حاجز وهمي بيني وبينك .. يا رمز
العروبة الأول، يا من صنعتي رجولة هذا الشعب .. لكِ عيد الوطن وعيد الأم وعيد
الحرية ..كل عام وانتي بخيرٍ يا حرة....
أما انتن يا زهرات الشام .... فها هو صوتكن حاضراً بيننا .. بكلمةٍ تلقيها لنا
السيدة ريما حسون .. فلتتفضل مع زجيل الشكر...
كلمه السيده ريما جميل حسون :
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة الأمهات الفاضلات والسيدات الصغيرات ,الكبيرات ,أتقدم بأحر التهاني لكن في
عيدكن. كما أشكر مركز تواصل الثقافي على هذه أللفتة الجميلة والمعايدة الأجمل لنساء
القرية. باسمي الشخصي ,وبالنيابة عن من عبرن قبلي ,معي, وبعدي حدود الوطن الواحد
لنصل هنا...لنحيي جيلا ونحيى ألما عشش في داخلنا ,وكبر صامتا حزينا ,يستفيق كل فجر
,يكبر ويكبر فيفرفر حتى حدود الشمس في يوم العيد ,فيسقط شهيدا جميلا ووليدا حيا
لنتناقله ثانية في ركن داخلنا..... إليكم, ما نزف قلمي وألمي كأمراة متيمة, مغتربة
داخل دائرة القريب البعيد عشية العيد.
إلى أمي
ها أنا أماه أصبحت أما ....ها هي صغيرتك ذات الدموع اللؤلؤية تهرم في يومها ألف مرة
ومره ....وفي عمرها الذي امتد امتداد مملكتها الصغيرة تحيا ألف حياة ...تكابد ..تعاند
...تحاول دائما الصمود . ها هي أماه صغيرتك وقد أدركت معنى أن تكون زوجة ومعنى أن
تكون ملكة ...فما وجدت أحلى ولا أجمل من أن تكون أما....فكنت أما ...وكنت دائما معي
....كنت معي عندما انتزعوا صغيرتك من حضنك الدافئ وروضك العابق فلا كفا تمسح لي
دمعا ولا انساما تزيل لي هما ولا لهفة تكف البأس عني وتواري عثراتي وزلاتي ...
كنت أماه معي في كل صرخة ألم كتمتها في صدري ,وكبتها في داخلي حتى حلت بصخبها
الطفولي ابنتي مستأذنة القدوم بالحياة ..بأن تكون خارج أحشائي ...كم أوجعني وكم
تمنيتك معي ..وكم ..وكم ذكرتك... كنت أماه معي كلما أقضت مضجعي ,غير عابئة بحالي ,
عكرت صفو حياتي وأسرتني بصحبتها الشقية تقيدني بكفها الصغير في كل آن وكل حين...وأصبحت
الآمر الناهي ,إذا بكت أيقظتنا وإذا اشتكت أربكتنا وإذا جاعت أقلقتنا ..وإذا ضحكت
أسرتنا وإذا نامت استعبدتنا ...هكذا كانت التي كننتها في يوم من الأيام ...وذكرتك
أماه ..كنت دائما معي وذكرتك......
وكبرت مملكتي ..واتسعت, فمضيت أسعى في مناكبها ,أعمرها ,أثبت أركانها وإلفها بأسوار
منيعة خشية عليها ,فنثرت في أروقتها الحب والحنان الذي أعطيتيه أماه يوما واختزنته
...وكم ..وكم تمنيتك معي وذكرتك.... ذكرتك أماه وكنت معي في كل لحظة ,في كل همسة ,في
كل قطرة دم ضخختها من سويداء قلبي ,قلبي الذي تركته هناك يوم العبور وقلبي الذي بات
يستجدي العبور ....
ذكرتك دائما ..وأبدا..وذكرت تلك الياسمينة الشامية التي عاهدتني إن غادرتك ألا تكون
, فما هنئت بإغفاءة ولا ذقت غمضا حتى لهجت بدعاء لك ...ظلموك أماه فقالوا اليوم
عيدك...... لا تحصيك الأيام...ولا تعدك الشهور..ولا تحيط بحنانك السنون.... هاك
أماه..هاك أماه وافترشي روحي بجسدك الطيب..واقبلي رأسا يطاطىء ينحني... يقبل أخمص
قدمك ..يرجو عفوا ..رضا..غفرانا ..عن كل أف أو آه لفظتها يوما ولو سرا بحضرتك....
صور من الاحتفال: