اسم اللعبة – كيف نحمي المصلحة(الجزء الاول)
أسامة العجمي - 14\04\2009
Excellence & Caliber A.E.S.
Osam.klkla@gmail.com
ان تكون مبادرا وان تدير مصلحة صغيره هو امر صعب بلا شك، الطريق من الحلم الى
الواقع مليئة بالامال، الاندفاع والرغبة بتحقيق النجاح ولكن تبقى مسألة الاحباطات،
عدم حصول ما اردناه بالضبط والنقص بالتخطيط من اهم الاسباب التي تؤدي الى تراجع
معنويات المبادر واغلاقه للمصلحه في مرحلة مبكرة.
في يومنا هذا يتوجه الكثيرون للمجال المستقل (עצמאי) بسبب الانخفاض الشديد على
الطلب للقوى العاملة والمنتجه نتيجة الازمة الاقتصادية العالمية والتي لا زالت
تهيمن على الاسواق والدول قاطبة.
على الرغم من جميع الاضرار التي تسببها البطالة العالمية المتنامية، فإن احدى
منافعها القليلة اذا استثنينا ايجابياتها على المنظومة البيئية، يكمن في دفعها الى
ملايين العقول البراقة والمبدعة الى السوق الحر، واعدة ايانا بعوائد واختراعات
عظيمة في المستقبل القريب.
في عالمنا هذا والذي تحكمه التكنولوجيا المتبدلة، فان الحدود الجغرافية لم تعد تشكل
عائقا امام اذواق وحاجات المستهلكين المتغيرة. الامكانيات والفرص التجارية عديدة
وهي بانتظاركم. "الأحلام وُجدت لكي تتحقق، لا حاجة لأن يكون الحلم كبيرا – يكفي أن
يكون لكم".
إذا، كيف تنجون من هذه الفترة العصيبة؟ الحل يكمن في خروجكم من فتحة القنينة التي
عشتم فيها في الاشهر او حتى السنوات الاخيرة والبدء بصنع بعض النظام والتخطيط في
مصلحتكم وهنا اقدم لكم بعض النصائح التي ستقدم دفعة قوية لمصلحتكم الصغيرة.
1- إهتموا بسيل النقد (תזרים מזומנים)
تعتبر مسألة السيولة النقدية (كمية النقد الداخلة للمصلحة والخارجة منها) من أهم
المجالات الادارية المركزية، ففي ظل أزمة عالمية خانقة تأخذ الحاجة إلى موهبة
إدارية للنقد وزنا اكبر بكثير وذلك بسبب الواقع الاقتصادي والمالي التي تفرضه
الازمة علينا كبشر ومجتمعات.
عندما يكون الاقتصاد العالمي في وضعه الطبيعي فإن "ثمن النقود" يكون منخفضا ولكن في
يومنا هذا يتعرض التوازن العالمي بين الطلب والعرض الى ضربات قاسية دافعة بالثمن
الى قيم قياسية اذا اخذنا بالحسبان الفائدة المرتفعة على القروض المصرفية، الضمانات
العالية المطلوبة وعملية اتخاذ القرارات الطويلة والمتعبة من قبل المصرف ذاته. على
صاحب المصلحة أن يفهم بأن النقود كانت وستبقى في نقص وذلك ما يجعل لها قيمة حقيقية
لدى المتداولين بها.اذا لكي تمنعوا اهدار مواردكم المالية الثمينة، عليكم ان تتبعوا
هذه الخطوات:
- أولا تعلموا ان تديروا سير النقد – أي ان تكونوا قادرين على تنبؤ ما سيحصل في
المستقبل وأن تحاولوا التأثير والسيطرة عليه. من المفضل ان تقوموا باستخدام برامج
خاصة بادارة سيل النقد (מערכות לניהול תזרים)، التي تعتبر آداة ادارية ضرورية
وناجحة مانحة اياكم الشعور بالسيطرة على كل ما يجري في المصلحة من مدخولات ومصروفات،
تذكروا! ما لايمكنكم قياسه لن يمكنكم ادارته ابدا.
- الائتمان التجاري (אשראי מסחרי) والقروض ليسوا حفرة توصل الى الجحيم – عندما
تحتاج المصلحة الى النقود، لا يهمنا لمن النقود. من المفضل أن تقوم المصلحة بالحصول
على التمويل عندما يكون متوفرا وليس عندما تصل الى مأساة سيولة نقدية. تذكروا بأنني
اشدد على ضرورة دراسة القرض قبل أخذه وعدم تجاوز الحدود التي سمح بها المصرف للحساب،
عن طريق اخذ المبلغ المطلوب بالضبط وبعد تخطيط تجاري سليم، الذي يرتكز على سيل نقد
مستقبلي وبنية اقتصادية قوية وحتى الاستعانة باستشارة مختص في المجال المالي (مدقق
حسابات، مستشار اقتصادي او مدير حسابات).
- المصرف ليس مصدر التمويل الوحيد – من يعتقد بأن المصرف او السوق الرمادية (שוק
אפור- מלווים פרטיים) هو مصدر النقود الوحيد فهو بلا شك مخطئ. يمكنكم أن تستفيدوا
من الفترة الائتمانية التي يعطيها لكم المزود وأن تطلبوا منه زيادتها (אשראי ספקים)،
تقديم دفعات الزبائن، سلطات الضرائب والمجالس المحلية (فرز الدين بالطريقة التي
تلائم سيل ديون المصلحة)، شركات التأمين (لأصحاب بوليصة تأمين على الحياة والمدراء)
وشركات الائتمان التجاري (قروض، تقديم دفعات شركة الائتمان للمصلحة..) وفي النهاية
أذكر امكانية التوجه الى صناديق الاستشارة الاقتصادية والتمويل الحكومية المنتشرة
في البلاد مثل "ماطي" (מט"י-מרכז טיפוח יזמות עסקית) والتي توفر قروضا بفوائد
منخفضة ومدعومة من وزارة الصناعة، التجارة والعمل (תמ"ת) بالاضافة لتقديم خدمات
استشارة للمصالح.
- جباية وجباية ومن ثم جباية – اذا كان هناك ثقب اسود يبتلع سيل النقد (فشل في
الجباية) فمن الافضل ان تغلقوا المصلحة وتبدأوا بالعمل كأجيرين، فمن هنا تبدأ ظاهرة
"تأجيل المدفوعات" المستحقة على المصلحة. فقط عبر ملاحقة سير عملية الجباية بشكل
منظم، دقيق، مدروس ومتواصل يمكنكم ان تحسنوا سيل النقد الداخل الى مصلحتكم. حتى لو
كانت مواجهة المدينون لكم ومطالبتهم بالدفع هي امر مزعج بالنسبة لكم، عليكم ان
تتعلموا ان تواجهوا خوفكم وتطوير قدراتكم في التواصل وحسن التصرف في هذه المواقف،
الجباية امر حيوي وضروري للمصلحة وتعثرها هو بمثابة قطع انبوب الاكسجين الذي يصل
الى رئتي المصلحة. الامر بسيط، "إنه حقكم الذي ينتظركم لتعيدوه".
- سيل النقد أو الربح؟ - إجعل مسألة سيل النقد الايجابي في مقدمة أولوياتك وليس
الربح! إن كان عن طريقة البيع بسعر اقل ولكن نقدا، شراء البضاعة من المزودين عن
طريق الائتمان (אשראי) بسعر اعلى بقليل، تحويل التكاليف الثابتة الى متغيرة ومرنة
حيث يمكن ذلك (انجز الامور التي يمكنك تنفيذها بنفسك بدلا من انفاق موارد المصلحة
على الاجور).
- ابقوا على اتصال مع المصرف – من المحبذ جدا أن تبقوا المصرفي الخاص بكم على اطلاع
دائم بحالة المصلحة المالية والتشغيلية (מצב פיננסי ותפעולי). إذا كنتم مدركين
بأنكم لن تتمكنوا من تغطية المصاريف القادمة للشيكات او القروض التي ستخرج من
حسابكم بعد شهر على سبيل المثال، لا تترددوا أبدا في مقابلة المصرفي الان واطلاعه
على حقيقة المصاعب التي تواجهونها، لا تخجلوا من طلب زيادة فترة الارجاع او حتى
تأجيلها لفترة محدودة لتسهيل الضغط على سيل النقد، ذلك سيمكنكم من "استرجاع انفاسكم"
ريثما تعيدون تثبيت اقدامكم في الارض من جديد. دعوا المصرف يرى بانكم تسيطرون على
حسابكم وليس هو من يسيطر عليكم. السر الوحيد يكمن في التوقيت الملائم، لا تنتظروا
حتى اللحظة الاخيرة لطلب المساعدة، في هذه الحالة ستضعون الموظف في المصرف ومديره
في موقف حرج لانعدام الوقت للتفكير في ايجاد حلول، ناهيكم عن صعوبة تساهل اقسام
تقدير الخطر معكم (מחלקות ניהול סיכונים). اذا شاركتم المصرف بمجريات المصلحة (دعوة
مدير البنك لزيارة للمصلحة مثلا) ستتفاجئون من تعامل المصرف معكم، يمكن للمصرفيين
او المدير تقديم حلول خلاقة لكم او استغلال معرفته المالية ومعارفه لمساعدتكم،
عليكم فقط ان تطلبوا وان تكونوا جديين ففي النهاية المصلحة مشتركة – ليس هناك من
مصرف يرغب في رؤية زبائنه يفلسون، بل انه يريدكم ان تنجحوا اكثر لتغدقوا خزائنه
بالمزيد من الايداعات، فبقائه متعلق ببقائكم.
- الاستثمار في سلم الاولويات – عليكم ان تتعلموا ان مدخولات المصلحه ليست لكم
وحدكم، بل ان المصلحة شريكة لكم فيها. ابنوا لكم خطة تجارية وضعوا اهدافا ومهمات
لتساهموا في نمو المصلحه في المدى البعيد. تذكروا ان النقود التي تنفقونها على
حياتكم الخاصة ستتحول للاستهلاك وتختفي على الاغلب، بينما تلك التي ستنفقونها على
شراء معدات، تشغيل المزيد من العمال، تجديد الاجهزة او الاعلان هي على الاغلب
مسؤولة عن رفع مدخولكم المستقبلي.
أسامة العجمي
مستشار اقتصادي للمصالح الصغيرة – ماطي
B.A. Economics & business management
Haifa University
إقرأ أيضاً: اسم اللعبة – كيف نحمي المصلحة(الجزء الثاني)