الجلاء
حسن شمس - 19\04\2009
نيسان هل حقّا يعود بك الجلاءْ
وتصفّق الأعلام في عالي السماءْ
وشقائقُ النّعمان تروي قصةًً ًً
عن شهيدٍ علّم الدُّنيا الفداءْ
عن أُباةٍ سطّرتْ أعمالهم
فجر تحريرٍ تخضّب بالدِّماءْ
عمّن تفانى في الدِّفاع عن الحمى
عن عصبةٍ للأرض قد لبّوا النداءْ
********
نيسان حدِّثني عن الماضي البعيدْ
كدتُ أنسى أنَّ فيك اليوم عيدْ
كدت أنسى أننا في كلِّ عام
يعترينا الصَّمت في ذكرى الشَّهيدْ
كدت أنسى أننا أبناء مَن
حرَّر الأصنام من جهل العبيدْ
*****
نيسان عذرا لا تلمني إنني
قد سئمت العيش مع حلم سعيدْ
مع شعاراتٍ تُجمِّلُ واقعا
أو خطيبٍ قد تلى الرأي السَّديدْ
من حديثٍ منزلٍ في كلِّ عامْ
لم يُنقَّص حرفُ أو حرفاً يزيدْ
قد مللنا من كلامٍ في كلام
أين فعل القوم والعزم الشديدْ
أين من ثاروا على القوم اللِّئام
أين خالد أين أحفاد الوليد
أين سلطان الّذي صنع الجلاء
قائدَ الثوَّار في الهيجا عنيدْ
أين يوسفَ صارخا من ميسلون
إننا ماضون للنصر الأكيدْ
أين صالح أين أسعدنا الهمام
أين ابرهيم للاعدا يُكيدْ
قادة ثاروا ولم يرضوا الهوان
بالعزم والإيمان بالربِّ المجيدْ
ما كانوا أرباب الخطابة والبيان
لم يدرسوا علم السياسة مع معيد
بل علَّمونا أنَّ حقَّنا بالتمام
"يُؤخذْ ولا يُعطى"من الخصم العنيدْ
لكنَّه ما زال فينا قائدٌ
خائفٌ أن يذبحوه من الوريدْ
ما همَّه شلال دمٍّ نازف
من بلدةٍ قد قدَّمت ألفي شهيدْ
ما زال يستعطي اللئيم ويرتجي
خيرا وسلم الذّل ما زال يريدْ
نيسان عذرا فالجلاء مقدَّسٌ
عن كلِّ شبرٍ داسه خصمٌ بليد
لكنَّه الجولان يشكو عاتبا
والقدس والأقصى به ملّ الوعيد
في كلِّ عامٍ للجلاء زيارةٌ
عيدٌ ولكن لا جلاءٌ من جديد