أهالي بقعاثا يلقنون «الأموال المتروكة»
درساً
بقعاثا\الجولان - «جولاني» - 23\04\2009
حدث تاريخي في بقعاثا: الأهالي يلقون القبض على ما يسمى بـ «سلطات الأموال المتروكة»
بالجرم المشهود. الجموع الغاضبة تلقي القبض على ثمانية من أفرادها أثناء قيامهم
بجريمة اقتلاع الأشجار من أرض أحد المواطنين وتقوم بإحراق سيارتين تابعتين لهم.
المئات من أهالي بقعاثا هرعوا إلى المكان بعد أن نادى المنادى في القرية
لنجدة أصحاب الأرض فحاصروا المنطقة وقاموا بإلقاء القبض على ثمانية من أفراد «سلطات
الأموال المتروكة»، ثم قام الحشد الغاضب بتكسير السيارتين التابعتين لهم وقلبهما ثم
إضرام النار فيهما، بينما علت الهتافات والأهازيج الوطنية.
صاحب الأرض المواطن حمد جادو الولي من قرية مسعدة يروي ما حدث قائلاً:
"قبل أسبوع أقدمت «سلطات الأموال المتروكة» على اقتلاع الأشجار من أرضي القريبة من
بقعاثا، وكان لنا شك بأنهم سيعودون لاقتلاع باقي الأغراس، لذا راقبنا الأرض دون أن
يلاحظوا ذلك. الليلة قمت بالاختباء داخل الأرض وفجأة رأيتهم ياتون، فاتصالت بواسطة
الهاتف الخلوي بأشقائي الذين كانوا على أهبة الاستعداد، فقدموا على الفور، وقمنا
بالتنسيق فيما بيننا فأغلقنا عليهم الطريق. وفي هذه الأثناء كان العشرات من أهالي
بقعاثا قد حاصروا المكان فتم إلقاء القبض عليهم وتم انتزاع سلاحهم منهم. عندها قمنا
باستدعاء الشرطة الإسرائيلية وسلمناها إياهم خوفا من أن يجهز المواطنون الغاضبون
عليهم وندخل في تعقيدات لا تحمد عقباها".
الشرطة الإسرائيلية التي قدمت على الفور قامت بحماية أفراد «سلطات الأموال
المتروكة» وأخلتهم من المكان، بعد أن لقنهم المواطنون درساً لن ينسوه بالتأكيد.
نذكر أن ما يسمى بـ «سلطات الأموال المتروكة» تقوم منذ سنوات بالتنكيل بالمواطنين
باقتلاع الأغراس والأشجار من أراضيهم تحت ادعاء أنها أملاك لدولة إسرائيل. وتقوم
السلطة بأعمال التنكيل هذه متخفية وتحت جنح الظلام، ليتفاجأ المواطنون عند قدومهم
إلى أرضهم بأنها خالية من الأشجار.
المواطنون يعانون منذ سنوات عديدة من هذه الممارسات ولكنهم لم يتمكنوا حتى الآن،
وبرغم المحاولات المتكررة وعمليات الحراسة التي نفذوها على الأرض، من الإمساك بهم.
أحداث الليلة تذكر بدون أدنى شك بمواقف
الثمانينات وأيامات الإضراب الكبير، واللحمة والشجاعة التي أبداها أهالي بقعاثا في
الدفاع عن أرضهم ستجبر
«سلطات الأموال
المتروكة» بالتأكيد على إعادة حساباتهم والتفكير ملياً قبل إقدامهم على
أعمال مماثلة مستقبلاً.
صور من المكان: