نعم للحياة نعم للمحبة نعم للجمال
المنتدى الثقافي – مسعدة – 28\04\2009
مع ساعات الصباح، مع نور الشمس، ساروا أطفالاً، شبابا وصبايا، سيدات ورجالا، من
مسعدة نحو شلال سعار. يبتسمون للحياة، للطفولة، للصحة، للعطار، لعشق الجولانيين
لأرضهم. يحمدون الخالق على نعمه. يقولون لتبدأ الحياة كل يوم كما لو أنها بدأت للتو.
وامتد المسار من مسعدة إلى "الحوشبة"، تابعوا بين بساتينها. كانت استراحتهم الأولى
على ضفاف الوادي وصخوره قرب جسر عين قنية، حيث أفطروا ثم تابعوا المسار بمحاذاة
الوادي، باتجاه شلال "الحوشبة"، بين الأشجار تارة، وتارة أخرى بين وعلى صخور النهر.
والمياه الرقراقة تنساب بعذوبة بين الصخور. حتى وصلوا على الشلال. وكانت روعة ورهبة
المكان، حيث ارتفاع الشلال يتجاوز العشرين متراً، على خلفية من صخور جبارة ذات رهبة
بعظمتها، نحت الزمن بمياهه هاماتها، ورسم سحر الطبيعة على جبينها رونقه وجماله.
جلسوا، التقطوا صوراً، غنوا. عاشوا ألقاً، ابتكروا قصائد. زادوا سعة الأرض فرحاً،
ثم مضوا عائدين من الوادي ثانية إلى جسر عين قنية. ساروا مع الوادي على مسار تارة
ضيق وتارة واسع.كان جمال الطبيعة أخاذا. تجاوزا جسر عين قنية. جلسوا ليستريحوا
قبالة عين قنية، وقد أرخت جدائلها فوق كتفيها بساتينا وكروما. استرجعوا أيام
استضافت عين قنية أهل مسعدة خلال حرب 1973. دعوا أن يبارك الله اهلها...
كانوا من مسعدة حنانها ودفء ربيعها، من بقعاثا وقهوة أهلها بالطيب عابقة، ومن مجدل
شمس حيث يعشقون الورد ولكن يعشقون الأرض أكثر.
كانت فرحة الأطفال عارمة حيث لعبوا بالماء. "طرطشوا" بأيديهم وأرجلهم وضحكوا وغنوا.
تابعوا المسار وكانت الدهشة والبهجة تطغى على وجوههم. فأغلبهم، وهم يعيشون قريباً،
لأول مرة يشاهدون هذا الجمال. شاهدوا خلال المسار العديد من الشلالات. منها 3 ذو
ارتفاع عال، والكثير من الشلالات المتوسطة. وكان المنظر أخاذا، حيث أشكال الصخور
وكيف هندست.. وصفرت عظمة المياه تارة وتواضعها وانسيابها بنعومة تارة أخرى.
عند شلال سعار كان المنظر رائعاً.. ثم تابعوا الطريق ووصلوا إلى مقام السلطان
ابراهيم (ع س)، ولم يشعروا كيف مضت هذه الساعات الست. كان بانتظارهم غداء جاهز،
تباركوا بالمقام وذكرى وتقى السلطان ابراهيم.
أكلوا.. فرحوا.. تبادلوا الأحاديث والابتسامات والفرح
عادوا بالباص. عنّوا كثيراً..
فإذا كانت بعض البلاد حلوة.. فالجولان هو الحلا والجمال بعينه...
وصلوا مرددين: "على لقاء قريب".
صور من المسار: