ثورة التكنولوجيا .. أم ثورة تكنولوجية؟
فاضل فخرالدين – 18\06\2009
إنها قصة لم تكتمل بعد، وما زالت فصولها قيد التدوين في الشوارع وعلى صفحات
الانترنت.
إلى أي مدى سوف تساهم تكنولوجيا القرن الواحد والعشرين في تغيير أنظمة القرن
العشرين؟
قبل حوالي سنة نشرت جريدة الشرق الأوسط مقالا في صفحتها الالكترونية، قصة من باتت
تعرف في مصر بفتاة الـ «فايس بوك» أو إسراء عبد الفتاح، الشابة المصرية التي تعمل
منسقة للموارد البشرية في إحدى الشركات الخاصة، التي تمكنت من استقطاب حوالي 70
ألفاً من جمهور النت، من خلال دعوتها على موقع الفايس بوك للمشاركة في إضراب 6
نيسان عام 2008 الذي شهد مواجهات وصدامات.
يقول الخبر في موقع الجريدة:
"لقد جذبت دعوة اسراء الالكترونية ما عجزت أحزاب سياسية مصرية عن تحقيقه، ويصعب
التصديق أنها هي نفسها كانت تدرك حجم التجاوب مع نشاطها عبر موقع الفايس بوك... لا
شك أن المستقبل الإعلامي يتحول تاريخيا باتجاه الإنترنت باعتبارها الوسيلة التي
تقدم منافذ إعلامية ذات قدرة على الاستمرار والصمود والتطور."
جاك كافرتي يكتب اليوم الاربعاء 17 حزيران 2009 بالسي ان ان:
"لا شك أن هناك ثورة تكنولوجية في إيران حتى إذا لم ينتج عن الأحداث الحالية ثورة
على النظام السياسي القائم. فالساسة الايرانيون يحاولون بكل الطرق التي يعرفها
النظام تهدئة الفورة العارمة في المعلومات، إما عن طريق الحد من حرية الصحافيين
الأجانب أو طردهم خارج البلاد أو إغلاق مواقع النت.
كل هذه الاساليب لم تعد تنفع الان بوجود انظمة الشبكات الاجتماعية كتويتر وفايس بوك.
فـ 70% من سكان ايران دون سن ال 30 والواضح انهم استعملوا هذه التكنولوجيا لتنسيق
مظاهرات الاحتجاج على نتائج الانتخابات وكذلك لنشر صور القمع لتلك المظاهرات" نهاية
الاقتباس.
وزارة الخارجية الأمريكية رصدت هذا الأمر منذ بداياته. فقد اتصل مسؤولون بالخارجية
برؤساء الشركة في تويتر وطلبوا منهم تأجيل التعديل الدوري على نظام برامج الشركة،
والذي كان مقررا ليوم الاثنين الفائت، وذلك حتى لا يتعطل التنسيق الدائر بين
المتظاهرين.
بل أن مسؤولين في الادارة الامريكية يتابعون مجريات الأحداث عن طريق الشبكات
الاجتماعية نفسها.
توماس فريدمان يتساءل في النيويورك تايمز يوم الثلاثاء 16 حزيران:
"هل تشكل فايس بوك للاصلاحيين ما مثله المسجد للثورة الاسلامية أيام ثورة الخميني،
وهل يكون تويتر بمثابة المؤذن؟"
ويستطرد: "ما يثير الاعجاب هو إلى أي حد تستعمل جماعات العلمانية والاعتدال
تكنولوجيا النت والمدونات والشبكات الاجتماعية، كتويتر وفيس بوك وفلكر، إن كان في
لبنان مما أدى لهزيمة حزب الله في الانتخابات الاخيرة، أو حاليا في ايران بحيث تكون
هذه التكنولوجيا بمثابة المسجد الافتراضي التي تنسق به تلك الجماعات قواها
وتحركاتها.
وإلى نتنياهو فقد تفاجأ الساسة في إسرائيل بالاحداث الاخيرة في لبنان وايران، وصرح
مسؤولون ان فوز أحمدي نجاد أفضل لاسرائيل، ليس لمحبتهم له بل لان تصريحاته المعادية
للسامية تمثل الوجه الحقيقي للنظام الايراني، وان فوز الاصلاحيين لن يوقف البرنامج
النووي الايراني بل سيلبسه قناعا أجمل". نهاية الاقتباس.
وجد أحد الشبان البريطانيين : «رايان كيلي» وعمره 25 سنة، وجد نفسه داخل المعمعة
الايرانية دون أن يدري، عن طريق موقعه لتحديث المواقع "بايج ريبووت".
موقع رايان ما هو إلا صفحة بسيطة يضع الزائر بها عنوان موقع ما على النت فيقوم
برنامج رايان بتحديث الصفحة المرادة كل 30 ثانية (اكثر أو اقل حسب طلب االزائر) .
هذه الطريقة كانت بالاصل معدة لتحديث صفحات مواقع البيع والمزاد الالكترونية، لمن
ينتطر الدقائق الاخيرة من مزاد ما على "اي باي" مثلا، فبدل ان يكبس المفاتيح كل
برهة للحصول على اخرثمن قبل أن يضع عرضه، يقوم برنامج صفحة رايان بهذا الامر
اوتوماتيكيا.
فقد أرسل المحتجون الايرانيون لبعضهم البعض تعليمات استعمال الموقع المذكور لكي
يغمروا بعشرات الافهم موقع الرئيس أحمدي نجاد بطلبات تحديث الصفحة مما أدى لسقوط
الكمبيوترخادم الموقع (السرفر).
يقول فريدمان: " لدى هذه السلطات ما لا يملكه المتظاهرون: السلاح، المسدسات تغلب
التلفونات الخلوية، والبانغ بانغ يهزم التويت تويت".
ويختم : "صعود هذه القوى المعتدلة حسب جيدي جرينسمان رئيس معهد ريعوت قد يكون من
أكبر عوامل تدعيم الامن القومي الاسرائيلي .. ولكن على اسرائيل ان تكون متيقظة
دائما لمتابعة عملية الصعود هذه ولا تعتمد على أنماط التفكير القديمة".
المصادر: مواقع متعددة على الانترنت.
فاضل فخرالدين
دالاس 17/6/2009