مضاء المغربي يزوج العود للـ «راب» - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


مضاء المغربي يزوج العود للـ «راب»
بقعاثا\الجولان – جولاني – 02\07\2009
هو طبيب أسنان يخوض تجربة شيقة في الموسيقى، دفعه إليها شغفه بها، حتى أصبحت جزءًا مهماً من حياته، فدرس نظريات الموسيقى وتعلم العزف على آلة العود. لم يستطع بريق نجاحه كطبيب أسنان أن بفرق بينه وبين العود، الذي بات رفيقه الدائم الذي يتنقل معه في السنوات الأخيرة بين الجولان وحيفا.
إنه طبيب الأسنان وعازف العود مضاء المغربي، التقينا به في بيته في بقعاثا وكان لنا معه الحديث التالي:

أنت طبيب أسنان ناجح، فلماذا تشغل بالك بالموسيقى؟

كان لدي شغف بالعزف على آلة العود منذ الطفولة، فاشتريت عوداً وأنا في الرابعة عشرة من عمري، واستعنت بصديق، هو عماد شمس، الذي كان يتعلم دروساً في العزف على العود في الناصرة، فكان عندما يعود من هناك يعلمني ما تعلمه.
بعد ذلك بدأت العزف في الحفلات المدرسية وتحول العود إلى جزء مهم من حياتي.
بعد إنهائي المدرسة الثانوية كان أمامي اختيار صعب: هل أذهب إلى الموسيقى أم إلى كلية طب الأسنان؟ وأعتقد أنني وقتها لم أكن ناضجاً بما يكفي لاختيار دراسة الموسيقى كدراسة أكاديمية، فدخلت كلية طب الأسنان في جامعة دمشق، ولكني كنت في نفس الوقت أتعلم العزف والغناء لدى مدرّسين خاصين.
بعد ذلك كنت طالباً مستمعاً في المعهد العالي للموسيقى في دمشق، ومن خلاله غنيّت مع كورال الفرقة الوطنية للموسيقى العربية، وفرقة الغناء العربي التابعة للمعهد العالي للموسيقى.

كيف تمارس هوايتك الموسيقية بعد عودتك إلى الجولان، وهو منقطع عن امتداده الثقافي، وفي ظل غياب المؤسسة الوطنية الراعية لمثل هذه الأنشطة؟

عدت إلى الجولان قبل ثلاث سنوات وأنا أمارس مهنة طب الأسنان، ولدي عيادتي الخاصة في حيفا، ولكن تبقى الموسيقى جزءًا من شخصيتي لا يمكنني التخلي عنها.
منذ عودتي كانت لي مشاركات متواضعة في أمسيات موسيقية وأدبية هنا في الجولان وفي مراكز ثقافية في أراضي الـ 48.
شاركت في فرقة "ذكرى" الموسيقية الجولانية، وكانت تجربة شيقة، ولكن في ظل غياب المؤسسة يصعب الاستمرار بمشروع في هذا الحجم، حيث أن المؤسسة الإسرائيلية هي مؤسسة احتلال لا نعترف بها، والمؤسسة الوطنية السورية غائبة عن المشهد الثقافي الجولاني، وهذا ما يعرقل تقدم هذا المشروع، بالإضافة لكون جميع أعضاء الفرقة غير متفرغين للموسيقى، فلكل مهنته التي يعمل بها في النهار لكسب لقمة العيش، ويمارس الموسيقى خارج أوقات العمل، لذا يصعب ضبط هكذا عدد من الأشخاص في مثل هذا المشروع.

ما هي نشاطاتك الموسيقية الحالية؟

حالياً أنا عضو في كورال "المشغل" العربي في حيفا، وكذلك أخوض تجربة شيقة وجديدة، وهي المشاركة في العزف على العود والغناء ضمن فرقة "دام"، وهي فرقة "راب" عربي .

فاجأتنا بقولك أنك تعزف وتغني ضمن فرقة "راب"، كيف ذلك ونحن نعرفك تؤدي الموسيقى الشرقية؟

من خلال مشاركتي في مهرجان "نعيش وتحيا فلسطين" الذي أقيم في الناصرة قبل حوالي الشهر، التقيت بأعضاء فرقة "دام" الذين شاركوا أيضاً في المهرجان، وقاموا بدعوتي للعزف والغناء معهم في تجربة جديدة يخوضونها، إذ سيقومون بعرض "راب" "حي"، أي أن الآلات الموسيقية ستتواجد على المسرح وتعزف عزفا حياً خلال العرض، وهذا أمر لا يتم عادة في حفلات "الراب"، إذ تكون الموسيقى مسجلة وتعمل في الخلفية. سيشارك في العزف غيري أنا على آلة العود أيضاً عازف ناي (كاوالا)، بالإضافة إلى غيتارة و"درامز". أعجبتني هذه الفكرة، وبعد أن بدأنا بالتمرين شعرت بأنني أتلمس جواً جديداً في الموسيقى. فهناك مسافة شاسعة بين أن تكون مستمعاً لموسيقى معينة، وبين أن تتلمسها بأصابعك، فاستهوتني التجربة.



كيف يمكن لآلة العود أن تندمج في موسيقى "الراب"؟

برأيي غرابة الأشياء هي جزء أساسي من جمالها. ولآلة العود توجد الإمكانية لأن تعزف النوتات الموسيقية ضمن سياق بعيد عن التعقيد الموسيقي، كالموسيقى التي ترافق المغنين في "الراب". فموسيقى "الراب" تعتمد بشكل أساسي على إيقاعات ترافق مغنين لا يحتاجون لامتلاك قدرات صوتية غنائية كبيرة، فهم يقومون بتأدية الكلام الموزون فوق نبضات معينة في كل مقطع، وهنا تدخل كل آلة في إحساسها الخاص. ومواضيع الأغاني التي تؤديها فرقة "دام" هي مواضيع حياتية فلسطينية عربية، ولا تبتعد آلة العود عن هذا الجو العربي من ناحية الموضوع. وفي النهاية تبقى هذه تجربة معرضة للنجاح أو لعدمه.

ما هي مشاريعك المستقبلية في الموسيقى؟

مشروعي الأساسي هو البحث عن مشروع موسيقي. حالياً أنا مستمتع في التمرين والتعلم إلى أن تنضج فكرة معينة علها ترضي هذا القلق الداخلي الذي يعيشه كل منا على طريقته الخاصة، وفي حال وجدت هذا المشروع فهذا جيد، وإن لم أجده أكون قد استمتعت في البحث عنه...