حنين
ياسر خنجر
مترع بشقاء الحنين،
شفاهي مكسوّة بالغبار الخفيف
الذي خلّفته القبل.
وكلّ ضجيج اللّهب،
خبا في مساء عيون بعيدة،
ومتعبة متعبة
من رماد الذهب
كحل هذي العيون رنين الذهب.
* * *
مترع بشقاء الحنين،
اسكب غيم يديّ برفق
على عشبه في الطّريق،
فقد يحمل العشب بين خطى العابرين
خطى امرأة عاشقة،
عائدة صوب حضن الحبيب،
تزفّ إليه احتمال اللّهب.
بها شغف لاحتراف الحريق،
وما فاض عن شفتيها من الياسمين
احتفال المجوس إلى الأبد.
ما زاد عن خصرها من الرّيح
نافذة مفتوحة لاحتمالات قلبي.
* * *
مترع بشقاء الحنين،
أتشظّى بين حتميّة السّماء
واحتمالات التّراب.
* * *
مترع بشقاء الحنين،
أسكب غيم يديّ برفق
على عشبة في الطّريق،
وأصغي طويلا لسحر حكايا القصب:-
كلّما جفّ نبضك يا نهر،
وابتعدت عن ضفافك سنونوة عاشقة،
أضعت طريقي
وأسرع سرت إلى السنديان.
صرت كما السنديان،
تجاعيد وجهي وشم يدلّ على ما أنا،
ما أحبّ،
وفي أيّ حلم أجول على مهل
علّ ما بي من وله
حين أتعب،
يبوح بما يغمر القلب من شغف وهواجس:
أيتسع الوقت بضع سنابل
تخفّف صمت يمام الكنائس،
حتى تمرّ الصلاة برفقة هذا الهديل
إلى شرفات المدى.
أتتّسع الأرض بضع تراتيل
تكفي ليزهر غصن من اللوز في أفق مهمل ويابس
تكفي لتفتح نافذة في مساء السجين،
تخفف في افق عينيه ضجة البوح،
ضجة الانتظار.
تخفف قلق الأسئلة:
هل للتراب وسائد تكفي ليتكئ المستحيل؟
هل للسماء مآذن تكفي
لتسند خصر العشب؟
* * *
مترع بشقاء الحنين،
أسكب وعي السؤال
لينطفئ غيب الجواب.