الجولان
المحتل ... قراءة في معضلات الواقع -ج3
أراضي
الوقف
سيطان نمر الولي - 13\07\2009
عندما تفتحت عيوننا على هذه الدنيا كنا ومازلنا نعرف أن محتلا واحدا يحتل أرضنا,
وحتى لا يشاع بيننا أن هناك ثمة محتلا أخرا من بين ظهرانينا , من أبناء البلد, ممن
" كسروا " أراضي الوقف, فأنني أتوجه إلى هؤلاء بان يبادرا فورا , وبكل ما عندهم من
حرص على أن يبقى أهل مجدل شمس يدا واحدة وقلبا واحدا , إلى التجاوب مع مطالب الشباب,
وبرنامج لجنة الوقف , ومع رغبة مشايخنا الأفاضل , لتوزيع محاضر العمار على الشباب
المقبلين على الزواج , وهم كثر, بروح أخوية ونفس طيبة . فنحن إخوة , ومن مبادئنا
حفظ الإخوان. ونحن أبناء مجتمع واحد , هدفنا الدائم , وسعينا الدائم , هو المحافظة
على ترابطه وتماسكه. ونحن أبناء وطن واحد, عمل أجدادنا , وعملنا من بعدهم على
المحافظة على أرضنا ووطننا وصيانة حياضه والذود عنه بوجه كل الطامعين. وجميعنا ,
ممن بذلوا , بذلنا الغالي والنفيس, لأجل أن نبقى متشبثين بأرضنا . وكانت الأرض
عنوان صمودنا وكفاحنا, ومنطلق البواعث الوطنية عندنا , والدافع الذي دفعنا نحو أن
تسجيل تاريخنا بالدم والروح .فمن لا ارض له , لا وطن له . ومن لا ارض له سيترك وطنه
ويهاجر وسيرمي وراءه كل تاريخه وارث أجداده , وهذا ما لا نريده لأحد , و لا أحدا
منا سيرضى لنفسه أن يكون سببا في تهتك نسيجنا الاجتماعي والوطني , ولا أظن أن أحدا
سيرضى على نفسه أن يكون موضوعا لمسبة المتضررين . وبذات الوقت فإننا لا نرضى أن نصل
في حل مشاكلنا إلى مرحلة التهديد بالحرمان الديني والمقاطعة الاجتماعية , لأشخاص هم
منا وفينا وبعضهم كان مشاركا في صناعة القرار الوطني, وساهم بالدفاع عن عروبة
الجولان , وضحى أيضا من اجل الأرض وما عليا . أن الحرمان الديني والمقاطعة
الاجتماعية كانت أسلوبنا ضد الخونة والجبناء والخارجين عن الموقف الوطني والإجماع
الشعبي , وليس وسيلة لحل مشاكلنا الداخلية , حيث لا تنقصنا الحكمة والرشاد والوعي
والدراية , لإتباع أساليب أكثر رقيا للتوصل إلى حل مشكلة أراضي الوقف, دون اللجوء
إلى وسائل لا تحمد عقباها .
لكن... وبالمقابل , فانه لا يعقل , ومن غير المقبول أن تقوم مجموعة قليلة من
الأشخاص بكسر أراضي الوقف واستملاكها والاستحواذ عليها. ومن ثم بيعها بأثمان باهضه,
وتكديس ثروة من ورائها, بالوقت الذي لم تكلفهم عملية الكسارة إلا علبة دهان
وأربعة"شلوفي". ولا يعقل أن يمتلك احدهم عشرات الدونومات , دون أن يبذل فيهم إلا
عشرات الشواقل, في حين أن هناك مئات الشباب يعملون أليل مع النهار ولمدة لا تقل عن
عشرين عام ليتمكنوا من شراء شفعة واحدة لا تزيد عن نصف دونم!!
وبحسبة بسيطة: فان الشاب الواحد يحتاج إلى (50000$) دولار ثمنا للشفعة الواحدة.
يضاف إليها ما لا يقل عن(150000 $) دولار تكاليف العمار ولوازمه. وما لا يقل عن
(50000$) دولار كسوة للبيت ولوازمه. و(20000$) دولار تكاليف الزواج ولوازمه. أي
بحدود أل(270000$) دولار, تكاليف إجماليه .
رب قائل هنا أن الأمر من البديهيات في أن يعمل الفرد ويجد للأجل أن يبني ويتزوج ,
فانه لن يفعل كل هذا على حساب الآخرين ! نعم و أنا أقول هذا أيضا لكن الحسبة التي
أوردتها هي للتدليل فقط على الفارق الكبير الحاصل بين هذا الشاب بالمقارنة مع فرد
واحد قام مثلا بكسر (50) دونم على سبيل المثال فانه لو باع أربعون دونم منهم أي ما
قيمته (4000000$ ) أربعة ملايين دولار, يستطيع أن يبني بها أربعة عمارات, كل عماره
فيها (15) شقه , وان يزوج (60) ولدا . فقط بعلبة دهان وأربعة (شلوفي).
هنا يجب أن يطرح السؤال هل على هذا" الكاسر " هل يحق له أن يزوج أبناءه وأحفاده
وأبناءهم على حساب غيره دون أن يعمل؟!!!
كنا نظن فيما مضى أن أراضي الوقف هي أراضي مشاع , يحق لأي كان أن يقتطع منها ما
يشاء , وكان السائد آنذاك بأنها أراضي مضمونٌ وجودها لكل شاب يحين له الأمر لكي
يبني ويتزوج ,وان الوقت مازال بعيدا حتى تدخل هذه الأراضي في الخارطة الهيكلية
للبلد. ولكن أن يتضح بعد هذه السنوات أن أشخاص قليلي العدد كانوا قد وضعوا يدهم على
كل هذه الأراضي , فانه الأمر الذي لم يتوقعه احد !!! ولا يقبل به احد كحقيقة مسلم
بها.
وعلى ضوء ذلك. وبناءا على ما ورد من أخبار على متن المواقع الالكترونية المحلية ,
والتعقيبات التي وردت فانه من الجدير القول:
1- أن الأراضي المكسورة وغيرها من الأراضي التابعة لمجدل شمس هي أراضي وقف لمجدل
شمس وأبناءها - من ذكور وإناث- وليست أراضي مشاع.
2- يعتبر ما تم من كسر واستملاك واستحواذ على هذه الأراضي لاغ وغبر شرعي .
3 -تتكفل لجنة الوقف وبدعم من المشايخ الأفاضل والشباب الواعد, بوضع يدها على هذه
الأراضي , بطريقه تقوم على التفاهم والرضى والقبول بعيدا عن أي وسائل خارجه عن
أعرافنا وتقاليدنا .
4 توزع الأراضي بإدارة من لجنة الوقف , بإشراف نخبة من الأشخاص من الطيف الاجتماعي.
5- التوزيع يشمل جميع الذكور _ محضر عمار لكل واحد_. ويشمل أيضا الإناث , وفقا
للمعايير الشرعية التي يكفلها مذهبنا , مذهب التوحيد السمح .
6- الأراضي المتبقية , تبقى بعهدة لجنة الوقف لتوزيعها على المولدون لاحقا .
7- يعطى كل مالك جديد , حجة ملكيه موقعة من أعضاء لجنة الوقف.
8- تراعي لجنة الوقف ألأولوية حسب التالي :
ا- تعويض أصحاب ارض البيادر الذين لم يعوضوا عن يبادرهم وملكهم فيه.
ب- الأسرى , المعتقلون والمحررون.
ج- الشباب المتزوجون , غير المالكين , الذين يسكنون بالإيجار .
د-الشباب غير المتزوجون, وليسوا مالكين.
ه- الشابات ما فوق سن (35).
9- مرفوض رفضا قاطعا اللجوء إلى المحاكم الإسرائيلية للفض بهذه الإشكالية .
10- مرفوض رفضا قاطعا اللجوء إلى العنف كوسيلة لحل الإشكالية هذه
11- مرفوض رفضا قاطعا اللجوء إلى أي أسلوب قد يؤدي إلى تدخل ما يسمى دائرة أراضي
إسرائيل بالأمر .
12- على القائمين على المشروع الحذر الشديد من أن تفلت الأمور من أيديهم بواسطة
المندسين الذين يمكن
أن تسول لهم نفوسهم التدخل للإفشال العمل والتخريب عليه وإثارة الفتن بين الناس.