«براد المجدل»: خطوة لصيانة زراعة الكرز في
الجولان
مجدل شمس\الجولان - «جولاني» - 22\07\2009
تعاني زراعة الكرز في الجولان، في السنوات الأخيرة، ضائقة أصبحت واضحة للعيان، يمكن
أن تؤدي إلى عواقب كارثية إذا لم يتم تداركها والبحث عن حلول مناسبة. فبعد ازدياد
رقعة الأراضي المزروعة بالكرز وإغراق السوق خلال الموسم، تتدنى أسعاره إلى درجة أن
أصحابه توقفوا عن قطفه في بعض المواسم وابقوا الثمر على الشجر لتخفيف الخسائر.
«براد المجدل» قام خلال السنوات الثلاث الماضية بمحاولة لتخزين وتسويق كميات من
الكرز وبيعها بطريقة منظمة. وقد ساعد ذلك على المحافظة نوعاً ما على السعر الذي كان
يتدنى في السنوات السابقة إلى مستويات لا تعيد أثمان أتعابه.
وقد أرسل «براد المجدل» مؤخراً وفداً إلى تركيا للاطلاع على طرق جديدة في تصنيف
وتخزين وتسويق الكرز، ضمن دراسة شاملة لطرق تطوير زراعة وتسويق الكرز في الجولان.
موقع «جولاني» التقى السادة فوزي الصباغ وخير الدين أبو صالح (أعضاء في لجنة البراد)،
والسيد نبيه أبو زيد مدير «براد المجدل»، واستمع منهم عن آخر المستجدات في هذا
الموضوع:
(من
اليمين) السادة: خير الدين أبو صالح، فوزي الصباغ ونبيه
أبو زيد
"نظراً للمخاوف حول مستقبل زراعة الكرز في المنطقة، ارتأت لجنة «براد المجدل» ضرورة إيجاد حلول لإنقاذ مستقبل هذه الثمرة، قبل الوصول إلى وضع كارثي بدأت معالمه تتكشف سنة بعد سنة، بسبب ازدياد المحصول وصعوبة التسويق.
هكذا سيكون مزكز تصنيف الكرز |
ومنذ ثلاث سنوات اتخذنا قراراً بتخزين وتبريد الكرز، وجدولة إنزاله إلى الأسواق
بصورة منظمة، لمنع الفائض الذي كان يؤدي إلى تدني الأسعار. وخلال ذلك كنا نقوم
بدراسة علمية لطريقة التخزين ومدى نجاعتها، وما هي أفضل الطرق لتخزين الكرز لأطول
مدة ممكنة، مع المحافظة على جودته، وذلك بالتنسيق والتعاون مع «شركة بحث وتطوير
أساليب تبريد الفواكه»، وهي شركة رائدة في هذا المجال، ومعتمدة كمستشار من قبل
وزارة الزراعة الإسرائيلية. وقد تم اعتماد الآنسة أنوار الصباغ للمشاركة في عملية
البحث من قبل البراد، وذلك من ضمن دراستها في كلية البيوتكنولوجيا في تل حاي.
ولم نكتف بهذا بل شاركنا في عدة مؤتمرات دولية في أوروبا، بمشاركة أكبر الدول
المنتجة للكرز في العالم، وعلى رأسها تشيلي (أكبر دولة منتجة للكرز في العالم)
وتركيا (ثاني منتج)، واطلعنا من خلال هذه المؤتمرات على أحدث الأساليب في العالم
لتبريد وتخزين وتسويق الكرز.
وقد توجت هذه الدراسة بالمشاركة التي قمنا بها الأسبوع الماضي في مؤتمر حول زراعة
الكرز في تركيا، شارك فيه 100 مندوب من مختلف دول العالم المنتجة للكرز. كذلك تمت
زيارة مركز لتبريد وتصنيف الكرز يعتبر ثاني أكبر مركز من نوعه في العالم، وهناك
اطلعنا على كيفية تطبيق هذه الدراسات والأبحاث على أرض الواقع، بدءًا من قطف الثمرة
في البستان وطرق جمعه ونقله، مروراً بتصنيفه في عبوات خاصة تناسب متطلبات السوق
العصرية، ثم تخزينه في البراد، حتى وصوله إلى الأسواق.
ووفقاً لما توصلنا إليه من خلال هذه الدراسة، التي استمرت ثلاث سنوات، قررت إدارة
البراد اعتماد طريقة تمثل مزيجاً بين عدة طرق متبعة في العالم، وذلك حسب أفضل الطرق
التي ارتأت اللجنة لكل مرحلة من المراحل. وبناء على ذلك تم الاتصال بالشركات
المنتجة، وقريباً سيصل مندوبون عن هذه الشركات لتوقيع اتفاقيات ستفضي إلى بناء مركز
لتصنيف وتبريد الكرز في الجولان، في «براد المجدل»، وسيكون هذا المركز موديلاً
فريداً من نوعه في العالم، نظراً لكونه مزيجاً من أحدث الطرق المتبعة حالياً.
وحسب نتائج الدراسات التي أجريناها، فإن هذه الخطوة التي سنقوم بها ستؤدي إلى إطالة
فترة تخزين الكرز إلى شهرين، مع المحافظة على نفس الجودة حين قطافه. وبرأينا فإن
ذلك سيساعد في عدم تدني سعر الكرز خلال فترة الموسم، الأمر الذي كان يحصل نتيجة
الفائض في العرض، وهو ما كنا نشهده في السنوات الماضية. كذلك فإن تصنيف الكرز وبيعه
في عبوات مناسبة، مع حفظ الجودة، سيساعد بدون شك على رفع السعر.
حسب الخطة الموضوعة، فإننا سنكون جاهزين قبل الموسم المقبل، ونأمل بأن تكون النتائج
متطابقة مع حساباتنا".
بقي أن نقول أن إدخال طريقة «التبريد المراقب» كانت قد أحدثت نقلة نوعية في زراعة
التفاح في الجولان قبل أكثر من عقد من الزمن، فهل سنشهد نقلة نوعية مماثلة في زراعة
الكرز؟ نترك للوقت الحكم على هذه التجربة، مع تمنياتنا القلبية بالنجاح، لأن ذلك
سيكون له تأثير إيجابي هام على اقتصاد المنطقة.