حورية البحر
زرقاء اليمامة - 02\08\2009
ذهبت للبحر حاملآ امالي وامنياتي واحلامي البعيدة... مشيت على شاطئ الخيال... أخذت أحصي حبات الرمل... الوقت بتسارع معي ومع مع الشمس والقمر... الوقت يذهب سريعآ... أتى وقت الغروب...وقت الأصيل... ما أجمل تلك اللحظة... حين يستطيع القمر أن يزيح عن كاهلنا عبء ضوء الشمس ولهيب حرارتها... ينتابني أجمل إحساس... لقد رأيت ملاكآ نوره يشع كثريات العسجد... سحرني نوره. جذبني خياله. لقد شل تفكيري... واجتاح سكوني ولم يبقى لي غير الأمل البعيد أنظر! أبحر! أغوص في عالمه الماسي... تخاله أمامك يجلس إليك بكل صفاء وهدوء... بوجه بريء واضح المعالم والملامح... وتتنازع الشهوات والغرائز في خاطرك... لا أحد يعلم ما بداخلها... إنها هي... تمامآ كالبحر. والبحر حينما تغوص فية وتتجاوز عالم النوازع والاقتتال سوف تصل الى درر ولألئ ومرجان... ستصل حتمآ إلى الصدفات وداناتها. سوف تلامس أنفس الأشياء والجواهر... إنها في أعماق البحر... وهكذا هي حورية البحر... انتظرها كل مساء. ها هي آتية من بعيد تشق عباب الموج باقدامها ووقع خطاها. بكل هدوء وبأجمل الحان يسحق هديره... هي سفينة نوح وقت الطوفان... هي ملاك الروح.. يقترب نورها مني فلا احتمل النظر اليه... يضعف بصري أمام هذا الجمال الخلاب والسحر الجلاب... سحرت عيني برؤياها.. لم اعشق سواها... إحساس جميل.. قلب محتل.. إحساس محاصر ما هذا البركان الذي يصول ويجول بداخلي....
ها قد أتى الظلام.. وذهبت الأحلام.. ولم يتبق لي سوى الأحاسيس ومزيدآ من الأمل... لا أملك الجرأة في الوصول.. لا أستطيع أن أنطق بكلمة أو بحرف ...!!!! وأتسائل: علها تشاركني الشعور؟؟؟
وفي اليوم التالي ذهبت إلى بحر الأحلام وانتظرت ملاكي الجميل.. حوريتي الجميلة.. ساعت وساعات.. ولم تأت. غربت شمس الاصيل.. وإذ بشعاع يخترق قلبي الهزيل.. ها هي.. ها هي.. آتية بشراعها السحري وقميصها الوردي.. عيناها تبرقان كالؤلؤ المنثور.. تتصادم الشحنات وتدور الامواج!!! أجمل احساس .
امطرتني بنظرة قوية... حاسرت افكاري الماسية... انتابني الصمت قليلآ... لااعر ف ما يدور بداخلي؟؟؟ أهو بركان ثائر؟ أم حنين جائر؟ إنه الاحساس بالأسر!!! نعم إنه أجمل إحساس.. لقد عرفت حينها أن قلبي وقع في شباك الأسر.. في شباك حورية البحر... عشقت الأسر.. وعشقت الحصار... عشقت البحر... وعشقت الرمال.. وذكرى الرمال ذكرى اللقاء وذكرى الحنين لقلب أحب الحياة وعشق الانتظار .