معن عماشه..
لم يأخذ حقه بالدار فتألق بالجوار
«جولاني» \ من سميح حسون – بقعاثا\الجولان – 03\08\2009
لا شك أن الفن رسالة حقيقية، وهو يلبي حاجة الإنسان إلى الجمال والاستمتاع، كما أنه
لا بد للفن أن يحمل مضامين اجتماعية، تربوية أو أخلاقية، ويعبر عن مقولة تريد
إيصالها. والطرب الأصيل ضرورة قصوى في التوعية وتنمية القدرة على النقد البناء وحسن
الاختيار والاصطفاء وإشاعة الثقافة الفنية والترويج للفن الهادف، فثمة فرق شاسع بين
الفن الأصيل وذاك الهابط المسيء.
ضيفنا عاشق الطرب الأصيل معن عماشه الذي لم يأخذ حقه بالدار فتألق بالجوار.
معن عماشه ابن قرية بقعاثا متزوج من ألسيده أميره عماشة (الصفدي) ولديه ابنتان
لوزان وسلاف. التقيناه في بيته وكان لنا معه هذا الحوار:
- عشقت الموسيقى ولم تختارها مهنة لماذا؟
عشقت الغناء والموسيقى منذ الصغر وأول دربكة اشتريتها عندما كنت في الصف الثامن
وكانت مصنوعة من الفخار. بعدها اشتريت دربكة أخرى وأنا في الصف الحادي عشر، وبدأت
اعمل مع فرقة البلد للمطرب بهجت أبو جبل لمدة 8 سنوات، وخلال كل هذه المدة اعتبرت
الموسيقى هواية وليست مهنة، فاخترت الهندسة المعمارية.
- كيف لك أن تصف المنعرج الموسيقي في حياتك؟
خلال فترة تعليمي الجامعي سافرت إلى مدينة شفا عمرو والتقيت الراحل عطية عبد الوهاب،
فدرست الإيقاعات دراسة دقيقة عن منهاج كان يدرس في «بيت الكرمة»، ثم توظفت كمعلم في
مدرسة مسعدة الإعدادية واستكملت دراستي في دار المعلمين العرب في حيفا، وحصلت على
ال BED، واستغليت هذه الفترة لتعلم العزف على آلة «التشيلو» على أيدي معلمة خاصة،
ثم النوطة الموسيقية وآلة الكمان لمده أربع سنوات، وبعدها بدأت العمل على تطوير
نفسي ذاتيا، وخاصة في مجال الإيقاع، دارسا ومدرسا، لكن مرحلة الغناء الجدية كانت من
2000-2004مع مجموعة من الشباب: عازف الكمان عماد شمس والمغني مهدي صبرا وعازف العود
بشار أيوب والإيقاع طارق عماشة (مع حفظ الألقاب طبعا)..
- هل كنت تلقى التشجيع داخل
الأسرة؟
طبعا.. خاصة بوجود ي في أسرة تعشق الفن. فجدي شاعر وعازف ربابة وكنت استمع إلية
بشغف.
- عمالقة الفن الأصيل كثر، بمن تأثرت؟
تأثرت بالفنانين صبري مدلل وصباح فخري، فهم بنظري عمالقة الموشحات والقدود الحلبية.
- من المعلوم انك تعزف على العود وتغني، فأين تجد نفسك؟
أجد نفسي في الغناء أما العود فهو زميلي.
- إن الطموح إلى الشهرة حق مشروع فهل لديك الحافز والإمكانيات؟
لا اطمح إلى الشهرة لكني أعمل دائما على تحسين قدراتي.
- في ظل موجة الفرانجو والراب، هل هناك ثمة خوف على القدود والموشحات؟
بالتأكيد. وما نحن بحاجة إلية هو تدريس هذا اللون كتعليم منهجي عزفا وغناءاً،
وبالتالي خلق جيل مستمع.
- للفن الأصيل جمهور قليل وريع ضئيل فمن المسؤول؟
لا اتفق معك بصيغة السؤال فجمهور الفن الأصيل كبير والمشكلة تكمن في تعويد الجمهور
على هذا اللون الغنائي.
- أعلم انك تبحث في الغناء الأصيل ولديك مجموعة كبيرة من التسجيلات النادرة؟
دائما أبحث عن الأصل، فمن الممكن أن تجد أغنية يغنيها أكثر من مطرب، وهنا ابحث عن
صاحبها الأصلي. فمثلا أغنية "نويت أسيبك" التي غناها صباح فخري، هي بالأساس للراحل
كميل شمبير، وهو حلبي الأصل وقد غناها عام 1918 في مصر. ولدي تسجيلات للمرحوم الشيخ
المسلوب، الذي يقال انه عاش 130 عام وامتاز بغناء الأدوار، وتسجيلات لداود حسني
والشيخ أبو العلا محمد وآخرون من مصر، ومن الشام صابر الصفح وياسين محمود ورفيق
شكري وأديب الدايخ وغيرهم، ويصل حجم التسجيلات في الحاسوب إلى 250 جيغا بايت.
- ما هي مشاركاتك على مستوى المهرجانات؟
اشتركت في مهرجان الأغنية العربية على مسرح اللاز في عكا.
شاركت في حفلة مهرجان دمشق عاصمة الثقافة العربية لعام 2008 التي أقامها مركز تواصل
الثقافي في بقعاثا.
شاركت في احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية لعام 2009 على مسرح أنيس في حيفا.
بالإضافة إلى عدد كبير من الحفلات الخاصة في قاعات وفنادق.
- ما هي مشاريعك المستقبلية؟
تقديم عروض على مسرح الناصرة مع جمعية موال، بالتنسيق مع السيد معين شمشوم المدير
السابق للمركز الثقافي في الناصرة .
- هل تعتبر نفسك مغنيا أو مطربا؟
مغنيا. فالطرب حالة يصل إليها المستمع بتفاعله وسلطنته ولا يمكن لي أن أكون مطربا
بوجود عمالقة كبار، لكن لدي تجربة تلحين .
- حوارك الإذاعي اخير مع راديو الشمس محطة أم شهرة؟
محطة، وبعد اللقاء الثالث مع السيد أحمد البحيري مقدم برنامج "غنو معنا" تم اختياري
كأفضل مشارك في لقاء إذاعي.
- ما رأيك في تجربة نجم الجولان1؟.
تجربة جميلة تحتاج إلى تنسيق على نطاق أوسع.
- لماذا لا تغني في حفلات الأعراس؟
لست ضد الفكرة، إنما باللون الذي اؤدية وهو الموشحات والقدود .
- هل تستشعر ميول موسيقية
لدى بناتك؟
لوزان وسلاف عازفتان جيدتان على التي الكمان والبيانو، وهن مستمعتان للفن الأصيل
والحديث.
- ما هي أحلامك؟
على المستوى الشخصي لقاء مع الكبير صباح فخري، أما العام فهو إقامة مسرح غنائي في
الجولان.
- هديتك لزوار موقع جولاني؟
أنا على استعداد لتقديم وصلة غنائية من أرشيفي الخاص بشكل أسبوعي، مع تمنياتي
للموقع بمزيد من التقدم والانتشار.