ألشَّاعِر المَوْكِب - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


ألشَّاعِر المَوْكِب
مُهْداة إلى روح الشاعر المناضل
محمود درويش في ذكرى رحيله الأُولى
شعر: نواف مهنا الحلبي
09\08\2009

شَرِبْنا مَعاً من مياه الأسى
        مياه احتِلالٍ لَها دَنَّسا

فَرُبَّ احْتِلالٍ بَغِيْضٍ أَرْقَطٍ
        يَؤُوبُ لِيَأْتِيَ صِلاًّ أَمْلَسا

لَقد دَمَّرَ الإحْتِلال القلوب
        وَفُرْقَةَ أَهْلي لَهُ سَيَّسا

أَمَحْمودُ هَلْ من صَباحٍ طَرُوْب
            يَعُوْدُ لِتَحْيا بِكَ الأنْفُسا

فَشِعْرُكَ طَوْقُ النَّجاةِ لَنَا
            وَفِكْرُكَ نُوْرٌ لَنا أُسِّسا

وَعامٌ مَضَى والسّكونُ رَهِيْب
            فَمِنْ غَيْرِكَ القَلْبُ يَبْتَئِسا

رَبِيْبَ الشّعورِ أَميْرَ البَيان
            فَأَنْتَ عَلَى العَرْشِ مَنْ يَجْلِسا

حَنِيْنُكَ لِلأرْضِ مَهْدُ الْتِصاق
            بِإذنِ الشّعورِ لَها تَهْمسا

وَرِيتَّا لَهَا مِنْ عيون الشَّجَر
            لِزَيْتُونِها قَدْ هَفَتْ أَنْفُسا

بَنادِقُ أَحْرارِ هَذا الثَّرى
            زَغَارِيْدُ عُرْسٍ لَهُ تَحْرُسا

حِصانٌ وَحِيْدٌ سَيَبْقى الأمَل
            فَلَيْتَ بِشِعْري لَهُ فَارِسا

فَشِعْرُ الأَصِيْلِ عَبِيْرُ الغُرُوْب
            وَمِنْ بَعْدِهِ الفَجْرُ يَنْبَجِسا

فَراشاتُ شِعْرِكَ وَرُوْحُ الحَيَاة
            تُعَانِقُ شَاماً وَأَنْدَلُسا

وَأَمَّا الغُرابُ الذي قد بَدا
            فَمِنَّا الحَيَاةَ فَلَنْ يَخْلِسا

وَأَمَّا ثَراكَ الطَّهُوْرُ الذي
            يَضِمُّ الأقاحَ كَذا النَّرْجِسا

سَيَبْقى نَزِيْهاً كَطُهْرِ البِلاد
            وَلَنْ يَأْتِيَ اليَوْمَ أَنْ يُدْنَسا

وَشِعْرُكَ فِيْ مَتْحَفِ الفَنِّ سَوْف (م)
            يَبْقى لَنا مَرْجِعاً يُدْرَسا

سَلامٌ عَلى المَوْكِبِ الطَّاهِرِ
            سَلامُ التَّلامِيْذِ لِلْمَدْرسه !...