الرجل
الطاووس...
أبو جلال الجولاني - 16\08\2009
رجل
جسده قوي، مشيته متغطرسة وتفكيره محدود.
يذهلك هذا الرجل بتبذيره وكأنه أبو الكرم. لا يمكن ابدآ الغوص في أعماقه، لأنه يدرك
أن سره ينكشف عند إدراك حقيقته.
إذا جالسته واستمعت إليه، ودققت في تحليلاته، ينتابك شعور من الأسى، لأنه يحلل على
أساس ما يراه، ويقرر على أساس تحليله، ولا يرى الحياة إلا من خلال نظرته هو.
الرجل الطاووس، إذا راقبته عن بعد تراه نشيطاً مجتهدا، صديقا متواضعا، مبادرا كريما،
وإذا رافقته عن قرب تكتشف أنه نشيط إذا ربح من نشاطه مكانة، صديقا إذا كنت على
مقاسه.
الرجل الطاووس لا يعتذر أبدا، وإذا اقترف خطأ ما يخلق قصصا ويبحث عن أعذار لتثبيت
روايته، حتى وإن اضطر لتلفيق قصص من خياله ليدعم فكرته.
بالتالي، الرجل الطاووس دائم الادعاء أنه مثالي، لا يخطئ، وأنه من يحدد مصداقية
الآخرين؛ أي يعتبر هذا الرجل أن ابتعاده عن الآخرين خسارة لهم، واقترابه منهم مفخرة
لهم. يعتقد الرجل الطاووس انه بمجرد إظهار انزعاجه من احد فأن الأخير سوف ينهار
متسائلا عن السبب...
يستطيع رجل الطاووس التعامل حسب مبدأ من (من ليس معي فهو عدوي)، وحتى ينتصر على
عدوه الذي استحضره بذاته يحاول توريطه بأي عمل يسيء له، ويعمل على تلفيق تهمة،
ليخرج منتصرا رافعا رأسه أمام الناس، كطاووس لا يرى بالوجود إلا من هم اقل منه شأنا.
الرجل الطاووس إذا جالسته كثيرا تكتشف انه سطحي برؤيته، لكنه مقتنع أن رؤيته هي
الحقيقة الأبدية.
إذا أردت أن تكتشف شخصيته قبل التورط في مرافقته، راقبه في المناسبات التي فيها
خطابات ومنابر، وراقب حيرته إذا لم يُطلب لأداء دور ما. راقبه في أي حفلة شعبية
خطابيه وغنائية. إذا لم يأخذ دوره خطابيا يذهب إلى إشعار الآخرين بوجوده بطريقه
أخرى، من خلال الرقص مثلا الذي لا يجيده أصلا، أو من خلال أي تصرف يلفت إليه النظر،
فتكتشف أن غرور الرجل الطاووس يختفي وراء تصنع رجل متواضع يحب الرقص والناس، حتى
أنه يشرب حتى الثمالة ليستطيع إخراج هذا الأداء للنور، ولكنه يفشل، لأن في داخله
طاووس هو حقيقته الأزلية.
الرجل الطاووس، يعيش بأي وقت. تاريخ ميلاده من 01\01 إلى 31\12 من أي سنه.
العنصر: جلمود صخري.
صفاته: أناني
اسعد أيامه: عندما يكون من حوله رجاله.
خصائصه: مبذر، عنيد، قاسي، ضميره على مقاسه، ولا تلمس هذه الصفات إلا عند مرافقته
أو مشاركته، لأن أهم صفة من صفاته هي ألقدرة على التمثيل...