شاعر من بلدي.. تخليدا لذكرى الراحل مفيد أبو رافع
بقعاثا\الجولان – من سميح حسون – 30\08\2009
حينما يرثى شاعر لا نفقد شاعرا فقط ، بل نفقد حرفا أبجديا، وكل الكلمات تلبس ثوب
الحزن، والخواطر ترثيه، تختنق الأحرف بدموعها وتغرق القوافيفي بحر الآهات...
الشاعر الراحل مفيد ابو رافع |
حينما يرثى شاعر أو يهجر، من يرثي الدنيا ويكتب آهات الحب، ويمسح بشعرة دموع
البسطاء، ويغازل
غادة الجولان، بعد أن أنشد لقاسيون وميسلون والعروبة؟!
ونحن على حالنا باقون فلا نفقد من نفقده إلا حين نفقده... أعوام أربع مرت وبعض من
الأيام... اذكر ذاك اليوم - يوم الرحيل، يومها حضر النحيب وغاب النديب.. قد تأخرنا
لكننا لم ننساك والعودة أحمد...
تحت شعار شاعر من بلدي "لن ننساك يا مفيد" أقامت المؤسسات الوطنية في بقعاثا
(الأمل, قاسيون, الشباب
وتواصل) أمسية ثقافية فنية تكريما للشاعرالراحل مفيد أبو رافع في الذكرى الرابعة
لوفاته (8-8-2005) وتقديرا لإرثة الأدبي.
بداية الحفل كانت بدقيقة صمت، ثم كلمة المؤسسات الوطنية ألقاها السيد شوقي أبو
شاهين، فقال:
في ذكراك يا شاعرنا الغالي مفيد نجتمع كي نزف إرثك الشعري والأدبي من جديد, ونعانق
كلماتك وأبياتك المتقدة من وهج أحاسيسك، ونبعث إليك نثر الورود عبر معلقة الياسمين
التي تركتها إلى جيل استعصى علية تحمل الفراق والغياب...
بعدها كلمة للدكتور نزيه بريك، فتحدث عن الراحل بكلمات مقتضبة وبعدها ألقى قصيدته
أبا القاسم.
رفيق الدرب الشيخ حسن شمس تحدث عما جمعه بالفقيد ونثر بين سامعيه قصيدة أعدها لروح
الفقيد.
كلمة أهل الفقيد كانت للأخت نهاد المقت (أبو رافع)، فكانت كمناجاة لروح الأخ الراحل
وشكرت معدي هذه الأمسية.
الفقرة الفنية كانت بمجملها أغان من كلمات الشاعر الراحل مفيد، لحنها السيد ياسر
الشاعر، وتناوب على الغناء كل من بهجت أبو جبل (كشموخ قاسيون), عمر إبراهيم (يا
حلوه يا جولانية ويا جبل الشيخ العالي)، وديان صبرا (الشهيدة غالية فرحات)، في حين
ألقت جيانا وميسلون عماشة قصائد للراحل. أما عرافة الحفل فكانت من نصيب السيد سلمان
عماشه.
حضر الأمسية عدد لا بأس به من الأهالي وذوي الشاعر الراحل، تقدمهم والد الشاعر
الشيخ جهاد أبو رافع.
تغمد الله الراحل بواسع رحمته ولنا وذويه الصبر والسلوان ولن ننساك.. فإذ ما استشرى
الجهل في عالمنا كالوباء.. الشاعر وصاحب العلم.. لا يغيب من الذاكرة.. كالنجوم كل
ليلة.. تضيء بالسماء...