العنف القروي في الجولان إلى أين؟
«جولاني» - 07\09\2009
ما هو الدافع لتزايد العنف القروي الذي نشهده في السنوات الأخيرة؟ إنه سؤال جدي
يطرح نفسه علينا جميعا في الجولان. ففي كل يوم تطل علينا "خناقة" جديدة، لا نكاد
ننساها حتى تأتينا أخرى. مرة بين شباب من بقعاثا وآخرين من مسعدة، ومرة أخرى بين
شباب من المجدل وآخرين من بقعاثا، وثالثة بين شباب من المجدل وعين قنية.. "طوشة ورا
طوشة".. والجميع يجلس مكتوف الأيدي ولا يحرك ساكناً، وكأن ها العنف القروي المخزي
أمر طبيعي!
دوري كرة القدم لهذا العام ألغي بسبب الخوف من عدم القدرة على السيطرة على الجماهير
الهائجة أثناء المباريات.. بعد ما حدث من عنف قروي خلال مباريات دوري العام الماضي...
في المدرسة الثانوية في مسعدة، وبسبب العنف القروي، أوقف التعليم لعدة أيام السنة
الماضية، ولم تهدأ الأمور وتفتح المدرسة أبوابها من جديد إلا بعد وضع شريط عازل
يفصلها عن المدرسة الإعدادية، ويخفف الاحتكاك بين الطلاب من مختلف القرى.
قبل ثلاثة أيام كادت الأمور أن تنفجر أثناء مسابقة سوبر ستار في مسعدة، ما اضطر
المنظمين إلى طرد المتسببين بالشغب إلى خارج القاعة.. وهنا أيضاً كان العنف على
خلفية قروية مخجلة، خاصة وأن الأمسية كان فيها الكثير من الضيوف من خارج الجولان.
قبل يومين قام شباب في ساحة مجدل شمس بالاعتداء بالضرب المبرح على شاب من قرية أخرى،
ما أدى إلى إصابته بجروح ورضوض قوية الأمر الذي أوصله إلى المستشفى.
هذه الأحداث التي أوردناها ما هي إلا نماذج لما يحدث يومياً من عنف قروي بيننا،
ونحن نغمض أعيننا وكأن ذلك سيساعد على حل المشكلة.
الأسباب المباشرة لهذه "الخناقات" دائما ً تكون تافهة ومضحكة، ولكن جذورها بدون شك
عميقة في تربتنا العشائرية (القروية)، ونحن جميعاً شركاء فيها، ولا نفعل شيئاً للحد
منها.. وربما كان بيننا من يجهل مدى خطورتها على مستقبلنا ووجودنا.
إن استخدام العنف من قبل شبابنا بهذه الصورة المتخلفة ليس بالأمر المضحك نهائياً،
وعلينا أن لا نستغرب أبداً إذا ما فجعنا يوما ما بضحية تخلفها إحدى هذه "الطوشات"،
ساعتها لن ينفع الندم أبداً. فهل ننتظر حتى تقع الواقعة لنبدأ البحث عن حلول؟