استياء كبير
من اقتصار السماح فقط للنساء
اللواتي تجاوزن السبعين بالسفر إلى الوطن
الجولان - «جولاني» - 23\09\2009
يسود جو من الاستياء والغضب بين النساء على اقتصار السماح بزيارة الوطن للنساء
اللواتي تجاوزن السبعين عاماً فقط، بعد وعود قطعت لهن بأن يضم الوفد هذا العام أكثر
من مئة منهن، خاصة من بين النساء اللواتي قدمن من دمشق إلى الجولان في السنوات
الأخير كزوجات لجولانيين، وتمتنع السلطات الإسرائيلية عن السماح لهن بزيارة أهلن في
الوطن لأسباب لا يمكن تفسيرها.
بعد شيوع خبر القائمة المسموح بها تداعين إلى اجتماع في مقام اليعفوري (ع)، حيث كان
يعقد اجتماع للهيئة الدينية في الجولان للتباحث في قضية الزيارة الدينية التي ستبدأ
يوم الخميس.
النساء طلبن مقابلة رجال الدين والاحتجاج أمامهن على هذا القرار التعسفي، والطلب
منهم العمل بشتى الوسائل على فتح الطريق أمامهن لزيارة أهلهن في الوطن.
رجال الدين من جهتهم رحبوا بوفد النساء، وأعربوا عن تضامنهم التام معهن، وتحدثوا عن
جهود جبارة بذلت من قبلهم لحمل السلطات الإسرائيلية على السماح لهن بالانضمام إلى
الوفد، لكن دون جدوى. وأكد رجال الدين على تصميمهم على الاستمرار بطرح هذه القضية
الإنسانية في كل مناسبة لدى الجهات المعنية، حتى يستجاب لطلبهن الشرعي بزيارة أهلهن
في الوطن.
السيدة نجوى عماشة تحدث نيابة عن النساء فقالت:
"إن قرار الداخلية الإسرائيلية هو استفزاز لمشاعرنا واستخفاف بعقولنا. بداية
نشكركم وندعو بأن توفق مساعيكم المشكورة أنتم رجال الدين. العام الماضي عبرت 16
امرأة واعتبرنا ذلك بادرة خير. وهذا العام السماح لـ 43 امرأة كذلك نعتبره انجازا
كبيراً ويدل على احترامكم لنا كنساء.. ونحن نحترم وقفتكم إلى جانبنا كثيراً. يغمرنا
الفرح لحصول 43 امرأة على تصريح بالسفر إلى الشام، ولكن من داخلنا يعتصرنا الألم
على عدم السماح لنا أيضاَ بالسفر. نتمنى أن تستمر مساعيكم وأن توقفوا هذا الاستفزاز
لمشاعرنا. نحن جميعا في الجولان عائلاتنا مشتتة، ونحن لا نتحدث هنا فقط عن النساء
اللواتي قدمن مع أزواجهن من الشام، فهناك نساء من الجولان لم يرين أحباءهن منذ
العام 1967، ولهن كل الحق في ذلك.
نحن نطالب بأن يكون هناك معيار إنساني وأخلاقي في تحديد مستحقي الزيارة.. لماذا
يسمح لرجال الدين الذكور اعتبارا من سن 35 عاما بالزيارة وللنساء فقط فوق 70 سنة؟
لماذا هذه الازدواجية في المعايير؟ جئنا نتحدث إليكم من وجعنا.. نتمنى أن تكلل
مساعيكم المرة القادمة وأن تشمل القائمة 86 امرأة أو أكثر.
أما السيدة عائدة عماشة فتحدثت قائلة:
"نحن غير قادرات على حبس عواطفنا وأنتم ترون دموع النساء.. ليس لمصلحتكم
كرجال دين ولا كأبناء طائفة أن نضطر نحن النساء إلى السفر إلى القدس أو تل أبيب
للاعتصام مطالبة بحقنا في الزيارة.. نحن اضطررنا لفعل هذا في الماضي لشعورنا بضعف
في دعمكم لنا في الماضي وضعف في موقفكم. كذلك السلطة قالت لنا في أكثر من مناسبة "أن
المشكلة من مشايخكم".. لكننا لم نقبل ذلك. نحن نرى أنه ليس من اللائق أن نذهب
للاحتشاد أمام مكتب الصليب الأحمر في القدس وحضراتكم تقفون جانباً وتنظرون إلينا
وتتفرجون على آلامنا ومأساتنا. ما نرجوه منكم هو وقفة تكون وقفة كرامة للجولان..
وهو لكرامة لكم أن تدعموا موقفنا لفتح الطريق لكي نتمكن من رؤية من بقي من أهلنا".
السيدة حنان فخر الدين توجهت لرجال الدين بالسؤال:
"هل علينا الانتظار حتى يتوفى أخ أو أم لكي يسمح لنا بالزيارة؟!".
من جهتهم رجال الدين أبدوا التضامن التام والتفهم لمشكلتهن. وقد تحدث عدد منهم
موضحين مقدار الجهود التي بذلت من قبل الهيئة الدينية لفتح الطريق أمام الزيارات
إلى الوطن، لكن هذه الجهود اصطدمت بالرفض الإسرائيلي.
الشيخ أبو أحمد طاهر أبو صالح، رئيس الهيئة الدينية في
الجولان، قال:
"الحقيقة أن كل المشايخ متضامنين معكن، والجميع يتعاطف مع مشاعركن، وسعادتكن
هي من سعادتنا وحزنكن من حزننا، لكنه لم يكن بمقدورنا فعل أي شيء. المشايخ يعملون
بكل جدية على هذا الموضوع منذ عدة أشهر، وكان الطلب الأول في كل مناسبة هو فتح باب
الزيارات عن طريق معبر القنيطرة أمام أهالي الجولان لزيارة الأهل في الوطن، وقد
قلنا لهم إذا كانت المشكلة في العدد فنحن على استعداد لاستبدال 200 اسم من رجال
الدين بنساء ومائة أخرى من الشباب، لأن الحق في زيارة الوطن ليست حصرا لرجال الدين،
بل هي حق للمرأة وللشاب وللجميع.. لكن الأمور ليست بيدنا.. في الأيام الأخيرة لم
نترك باب مسؤول إلا وطرقناه.. حتى الساعة العاشرة مساء أمس استمرت اجتماعاتنا مع
أعضاء كنيست ومع مسؤولين.. واليوم كان لنا اجتماع مع أحد الوزراء وبحثنا معه هذا
الموضوع، وقلنا له أن هذا الأمر غير مقبول وأن لا يعتمد مستقبلا السماح فقط للنساء
فوق سن السبعين بالزيارة، فوعد بنقل شكوانا إلى اجتماع مجلس الوزراء وأن يكون هناك
حل في المستقبل.
مؤخرا أتى إلى هنا مراقب الدولة وهو الذي حرك الموضوع أكثر من غيره.. حيث طرح الأمر
أمامه بكل معطياته وهو ما فتح المجال للسماح للقائمة الحالية بمرافقة الوفد.. وهناك
وعود بأن تزداد القائمة في المستقبل".
الشيخ علي أبو جبل تطرق إلى ما تروجه السلطات
الإسرائيلية عن معارضة رجال الدين لزيارة النساء، مؤكداً على أن هذه السلطات إنما
تسعى لزرع الفتنة بين المواطنين، وإن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة.
أما الشيخ إسماعيل فرحات فتحدث عن توجهه مع مجموعة من
رجال الدين إلى مكتب الداخلية في صفد واقتراحهم بأن يتم استبدال مائتي اسم من قائمة
رجال الدين بنساء، لكن مكتب الداخلية رفض ذلك. وفي المقابل عرضوا علينا إقامة
لقاءات في خيمة تعد خصيصاً لذلك في القنيطرة، لكننا رفضنا ذلك وطالبنا بأن تتمكن
النساء اللواتي قدمن إلى الجولان من زيارة مسقط رأسهن وأهلهن وأصدقاءهن.. لكن جواب
الداخلية كان بأن القانون يسمح لرجال الدين فقط بالزيارة..
الشيخ أبو سلمان سليم الصفدي رحب بسماح السلطات لـ 40
امرأة بالزيارة قائلا أن ذلك يعتبر كسراً للحاجز الذي كان يعيق الزيارة حتى الآن،
معتبراً أن ذلك سيفتح الباب مستقبلاً أما زيادة العدد حتى يصبح بالمئات.
الشيخ أبو كمال حسن أبو صالح أكد على عدم جواز القبول
بالمعيار الذي وضع لزيارة النساء (فوق 70 عاما)، وقال أنه يجب أن يكون المعيار
واحدا للنساء والرجال، وتحدث على ضرورة العمل المستمر حتى يتم فتح باب الزيارات على
مدار السنة وليس فقط الزيارة الدينية.