43 سيدة
و481 شيخا عبروا اليوم إلى الوطن
الجولان - «جولاني» - 24\09\2009
بعد طول انتظار وتقلبات دراماتيكية والكثير من الترقب شهد معبر القنيطرة اليوم عبور
43 سيدة و481 شيخا من الجولان إلى دمشق، تاركين خلفهم المئات من الجولانيين مع
دموعهم وحسرتهم لعدم حصولهم على تصريح بالسفر إلى الوطن.
عملية العبور استمرت عدة ساعات، حيث
احتشد مئات رجال
الدين والمواطنين في ساحات القرى، بانتظار قدوم الحافلات
التي أقلتهم إلى معبر القنيطرة. النساء من جهتهن وصلن بسياراتهن الخاصة إلى منطقة
المطار العسكري القديم في سهل المنصورة، ومن هناك تم نقلهن بالحافلات إلى معبر
القنيطرة، ثم بسيارت الصليب الأحمر إلى الطرف الآخر، حيث كان الأهل والأقارب في
انتظارهن بقارغ الصبر.
ومن الجهة المقابلة أقيم للوفد استقبال رسمي وشعبي كبير، بينما قام التلفزيون
السوري بنقل مباشر للأحداث.
النساء اللواتي سافرن اليوم إلى الشام بدت الفرحة على وجوههن، حيث مضت على معظمهن
العديد من السنوات دون أن يتمكن من لقاء أهلهن في الوطن.
السيدة عطر القلعاني لم تحبس دموعها عندما خرجت من بيتها في مجدل شمس صباح اليوم
وهي لا تصدق بأنها ستزور مسقط رأسها بعد 42 عاما من
الفراق. وتقول السيدة عطر:
"42 عاما لم أر أهلي.. توفي والديّ ولم أتمكن من إلقاء
نظرة الوداع عليهما.. أخي لم يتمالك نفسه عندما أتى لرؤيتنا عبر الأسلاك الشائكة،
في منطقة عين التينة قبل عدة سنوات، فأصيب بسكتة قلبية
فارق الحياة على إثرها.. ودفن دون أن أتمكن من المشاركة في تشييع جنازته.. اعتقدت
أنني سأذهب من هذه الحياة قبل أن أتمكن من رؤية الباقي منهم على قيد الحياة..
أنا في غاية السعادة اليوم وأتمنى أن يتمكن جميع الأهل هنا من السفر إلى الوطن
ولقاء أحبائهم".
وبينما كان وفدا النساء ورجال الدين يعبران إلى الشام كان العشرات من المواطنين
يعتصمون أما حاجز أقامته الشرطة الإسرائيلية قبل المعبر قرب عين الزيوان، مانعة
إياهم من الاقتراب باتجاه المعبر. المواطنون احتجوا على عدم سماح السلطات
الإسرائيلية للعائلات الجولانية المشتتة بالسفر عبر خط وقف إطلاق النار للقاء أفراد
عائلاتهم، رغم انقطاعهم المستمر منذ العام 1967، وبرغم حدوث العشرات من الحالات
الإنسانية التي أوجبت السماح لهم...
السيد سميح أيوب تحدث أمام عدد من الشخصيات السياسية الإسرائيلية التي واكبت عملية
العبور، فأبدى غضبه من السياسة الإسرائيلية اللا إنسانية التي تمارس بحق أهل
الجولان في هذا الخصوص، متسائلاً عن السبب الحقيقي الذي يدعو سلطات الاجتلال إلى
منع العائلات من الالتقاء.
وقال أيوب أن حائط برلين قد هدم، ونظام الابرتهايد قد انتهى.. حتى كوريا الشمالية
والجنوبية سمحتا لمواطنيهما بتبادل الزيارات، ولم يبق في العالم إلى الجولان يعاني
أهله من سياسات المنع هذه، فإلى متى ستستمر هذه الحالة؟
وتوجه السيد سميح إلى كل من السيدين أيوب القرا نائب وزير تطوير النقب والجليل
وسعيد معدي مساعد وزير الداخلية الإسرائيلية قائلا: إننا لن نسكت بعد اليوم،
فسياسات حكومتكم تخالف القانون الدولي ومعاهدة جنيف لحماية المدنيين تحت الاحتلال..
سنتوجه إلى الأمم المتحدة وإلى منظمات حقوق الإنسان، وإلى المحاكم الدولية لتحصيل
حقنا بزيارة الوطن، فهذا حق لنا وليس منة من أحد.
بدوره تحدث السيد أيوب قرا، نائب وزير تطوير الجليل والنقب في الحكومة الإسرائيلية،
فقال أنه يعمل من أن بدأ مهامه كنائب وزير على حل مشكلة سفر مواطني الجولان إلى
سوريا، وأكد أنه يعمل على أن يفتح معبر القنيطرة ليس مرة واحدة في العام، بل مرة كل
شهر، لكي يتمكن جميع الأهالي من زيارة أهلهم وعائلاتهم هناك، وأن هذا الاقتراح
موجود في الحكومة وهناك مؤشرات إيجابية على اعتماده.
أما السيد سعيد معدي، مساعد نائب رئيس الحكومة ووزيرالداخلية، فقال أنه يشعر بمأساة
الناس، وهو يبذل جهودا كبيرة في هذه القضية، وأنه عمل بشكل جدي مع وزير الداخلية
إيلي يشاي حتى تحقق موضوع زيارة الوفد الحالي من النساء، وهذا يعتبر بادرة جيدة
لفتح الطريق مستقبلا أمام باقي المواطنين.
صور من منطقة معبر القنيطرة والمطار والقرى: