في مصلحة من يصب زرع الشقاق بين فئات
المجتمع?
نبيه عويدات – 08\10\2009
فاجأني ما قرأت من تهجم على المهندسين في بعض المواقع المحلية (والغير محلية) بخصوص
علاقتهم بمشروع الوقف. للحظة اعتقدت أن هناك أمور أجهلها، أو تطورات غابت عني خلال
متابعتي وتغطيتي لكل شاردة وواردة في قرانا، وبالتحديد بما يخص مشروع الوقف، الذي
يهمنا جميعاً، والذي نتابع سيره خطوة بخطوة.
بعد قراءتي لما كتب سارعت للاتصال بأحد أعضاء لجنة الوقف، لأستفسر منه عن الخطأ
الذي ارتكبه المهندسون بحق لجنة الوقف، أو مشروع توزيع الأراضي، فكان جوابه أنه لا
يدري عما أتحدث، وأن لا علم له بالموضوع نهائياً.
وللتأكد أكثر اتصلت بعضو آخر في لجنة الوقف ووجهت له نفس السؤال، فجاوبني أنه ليس
هناك أي خلاف أو سوء فهم بين اللجنة والمهندسين، بل على العكس، فإن اللجنة في هذه
المرحلة بحاجة للمهندسين لأن المشروع دخل مرحلة يحتاج فيها لأصحاب الخبرة والمعرفة،
والمهندسون هم العنوان. وحدثني عضو اللجنة بإيجابية عن الاجتماع الأخير مع
المهندسين، وعن الروح الإيجابية التي سادت، وعن أهمية ما اتخذ فيه من قرار لانتداب
لجنة من المهندسين لرفد لجنة الوقف بالخبرة الهندسية.
وبعد أن ألححت في سؤالي وكررته بأكثر من صورة، لاستدراج محدثي للبوح بأمور ربما لا
يريد الإفصاح عنها، قال أن المهندسين هم جزء من المجتمع، وكما أن في المجتمع أشخاص
مؤيدين وداعمين، وآخرين مشككين في نجاح المشروع، فإن المهندسين شأنهم شأن باقي
أفراد المجتمع، ربما يكون هناك من بينهم من شكك بإمكانية نجاح المشروع، ولكن ذلك
ليس نابعا من كونهم مهندسين، بل كونهم شريحة من هذا المجتمع.
ولتكتمل لدي الصورة اتصلت بصديقي المهندس عزت مداح، الذي طرح مؤخراً فكرة إقامة
إطار مهني يجمع المهندسين، وأنا أعرف أن من بين الأمور التي سرعت في هذا الطرح هو
الرغبة في تقديم العون لمشروع الوقف. سألت المهندس عزت مداح عما إذا كان هناك أي
خلاف مع لجنة الوقف، أو أن حساسية معينة ظهرت بعد عرض المهندسين رغبتهم في المساعدة
في المشروع، فأجابني أنه متفاجئ من السؤال، وأنه ليس لديه أي علم بوجود خلاف أو
حساسية أو أي سوء فهم، وأكد أن الاجتماع مع لجنة الوقف كان بناءً وخلص إلى تفاهمات
مهمة جداً لتقدم المشروع. وأضاف المهندس عزت بأن هناك إجماع بين المهندسين على
تقدير الجهد الهائل الذي قامت به لجنة الوقف خلال السنوات الماضية لدفع مشروع توزيع
الأراضي، وأن هذا المشروع ما كان ليتحقق لولا هذه الجهود المضنية من قبلها.
بعد ما سمعته من الجهتين يتبادر إلى ذهني السؤال بمن هو المعني بإيهام الناس بأن
هناك خلاف أو صراع بين اللجنة والمهندسين؟ إنه فعلا سؤال مهم يجب طرحه بعد أن نجح
المشروع في تذليل كل الصعاب والعقبات، والوصول كما يقال في لغة الرياضة إلى المقطع
الأخير قبل خط النهاية – من يخدم التسويق لمثل هذا الكلام؟
هناك أجواء رائعة تسود البلدة منذ اليوم الأول لـ "هبة مشروع الوقف"، وهناك تعاضد
والتفاف حول المشروع أجمع الكل بأننا لم نشهد مثله منذ أيام الإضراب الكبير. خيمة
الوقف سميت قبل يومين بـ "خيمة المحبة"، لما فاح من عطر المحبة بين الناس في الأيام
الأخيرة. القلوب تصافت ومن كان بينهم خلاف تصالحوا. من كان بالأمس معارضاً للمشروع
ها هو ينضم له ويشارك الناس فرحهم في خيمة المحبة. الناس يتوافدون إلى أماكن عمل
اللجنة والبسمة تزيين وجوههم، ولم أسمع أبدأ أن هناك خلاف، أو أن أحدا قسم الناس
لفئات: مهندسين، فلاحين، أطباء، عمال، معلمين، مقاولين، تجار.. إلخ... ما سمعته
وأسمعه أن هناك فئة واحدة هي أبناء مجدل شمس، ملتفون بقوة حول مشروع حلموا به منذ
زمن، وكلهم تصميم على إنجاحه. فلا يحاولن أحد زرع الفتنة والشقاق بين الناس، فإن
ذلك لا يخدم إلا أعداءنا.