الصحة
الرياضية
مجد
شمس* - 10\10\2009
شخص واحد من بين كل عشرة أشخاص يمارس الرياضة (أحيانا اقل)، يعد هذا خطرا على مجتمع
أصبح العدد الأكبر منه أطباء، مهندسين وجامعيين... الخ. فبينما تضج المطاعم
والمقاهي بعدد روادها من قبل مدمني النارجيلة، تكاد تخلو الصالات الرياضية والملاعب
من ممارسي الأنشطة الرياضية بكافة مجالاتها.
البيت, المدرسة, الشارع, الأصدقاء, التربية والوعي الصحي، جميعها متغيرات تلعب
الدور الأهم بالتوجيه الصحي السليم، نحو مستقبل زاهر وواعد واقل عرضة للأمراض
والمخاطر الصحية. مجتمعنا تربة خصبة لأمراض كثيرة: القلب، ضغط الدم، السمنة، السكري
والضعف العام، ونحن فريسة هذه الأمراض نتيجة الخمول والكسل وقلة العمل. كما يقال "الصحة
تاج فوق رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى".
الجسد والروح مرتبطان ببعض ارتباطا وثيقا، لذلك إذا أردنا أن نشعر براحة نفسية
علينا أن نعتني بأجسادنا. في صراعنا مع مغريات ومتطلبات الحياة العصرية الكثير من
الناس يشعرون بتوتر, ضغوطات نفسية, تعب وإرهاق، ولا يمارسون الرياضة، ويتجاهلون
التغذية السليمة، ولا يحصلون على الراحة الكافية وساعات النوم المناسبة. الكثير منا
يعتقد أن الاعتناء بالجسد معقد جدا ويتطلب الكثير من الوقت وتكلفته المادية كبيره،
لذلك هم يبحثون عن الحلول السحرية لحل مشاكلهم كالحمية بشكل قاسٍ، العمليات
الجراحية, حبوب التخسيس, أدوية وأعشاب متعددة، ويتجاهلون احتياجات أجسادهم وراحتهم
اليومية.
نحن كمدربين لياقة بدنية نشدد على المقولة: "ليس من الممكن أن نتجاهل صحة ولياقة
أجسادنا ونأمل بإحساس وشعور جيد"، وعلينا إتباع برنامج أسبوعي لكل من يبحث عن زيادة
مستوى الطاقة في الجسم، شد العضلات، الحد من الإصابة بأمراض القلب، تحسين المزاج
والدورة الدموية. من خلال إتباع هذا النظام علينا إتباع عادات صحية وبرمجتها في
عقولنا، حتى تكون منهجيه ضمن العادات اليومية التي نقوم بها وهذه العادات تتضمن:
1.النشاط البدني
2.النوم الكافي
3.التغذية السليمة
وهذه العادات الصحية تعد بحد ذاتها مواضيع بحث كامل بحاجة لكتب حتى تفهم فوائدها
وهنا نختصرها للفائدة:
النشاط البدني:
يجب مزاولة رياضة الايروبيك ما بين 20 إلى 40 دقيقة على الأقل ثلاث مرات أسبوعيا.
حيث إنها تساعد على تنشيط الدورة الدموية، وان كان هنالك وقت كاف علينا الإكثار من
تمارين الليونة قبل وبعد النشاط الرياضي. وأهم رياضات الايروبيك المشي, ركوب
الدراجة, السباحة, الركض والرقص.
ومن أهم أنواع الرياضة حديثا التي غزت العالم رياضة رفع الأثقال لما فيها من فائدة
بتقوية عضلات الجسم وتحسين المظهر الخارجي وخفض نسبة الدهون في الجسم.
والاهم من كل هذا هو البدء بفعل شيء وأي نشاط جسدي أفضل من لا شيء.
النوم الكافي: يقول تعالى: "وجعلنا نومكم سباتا". ويؤكد سعيد عبد العظيم -أستاذ
الطب النفسي بجامعة القاهرة، على أن النوم العميق "هو النوم المفيد نفسيا وجسديا،
حيث يفقد العقل الباطن سيطرة الجهاز المركزي أو العقل الواعي عليه، فيطلق العنان
لنفسه فيما يسمى بالأحلام وتشمل الرغبات المكبوتة والضغوطات النفسية المختلفة،
والتي قد تظهر فيما يعرف بالكابوس".
وعدم كفاية النوم للإنسان يؤدي إلى بعض المخاطر:
انخفاض اللياقة البدنية, إضعاف القوة الدفاعية عن الجسم وحدوث اضطرابات نفسيه. لذا
ينصح بالنوم من 8 إلى 9 ساعات يوميا, وان كانت العبرة ليست بعدد الساعات التي
ينامها الفرد, لكن العبرة في شعور الفرد بالراحة الجسمية. وأهمية عملية النوم هو
التخلص من التعب والإرهاق وعودة الجسم للحالة الطبيعية.
التغذية السليمة:
من قوانين الطبيعة "على الإنسان أن يأكل ويشرب فقط إن جاع أو أحس بالعطش"، ونختصر
أهم العادات التي يجب أن نتبعها:
1. موعد الوجبات : وجبة الفطور إجباري. وجبة الظهر وجبة مغذيه غنية بالكربوهيدرات
والبروتينات. وجبة المساء يجب أن تكون خفيفة والطعام سهل الهضم (مفضل قبل غروب
الشمس).
2. عدم الأكل بين الوجبات.
3. كمية الأكل متوسطة والتوقف عن الأكل قبل الشعور بالشبع وملئ المعدة.
4. يجب علينا الأكل والشرب بحالة الجلوس بهدوء وتروي، وان لم يكن لدينا الوقت
الكافي يمكن تأجيل موعد الوجبة.
5. الإكثار من شرب الماء وليس خلال الوجبة.
6. الأكل قبل النشاط الرياضي بساعتين وبعد النشاط الرياضي ب 30 إلى 40 دقيقة.
7. النوم على الاقل بعد الاكل من 2 الى 3 ساعات لتسهيل عملية الهضم.
وفي النهاية نقول لا خير في الحياة إلا مع الصحة, وان جاع الجسم شبعت الروح، لذا
صحة الجسم تنعش الروح. لا تتجاهلوا أجسادكم، وعندما تشعرون بالتعب والألم فهو إنذار
من الجسم بوجود الخطر وعلينا ردعه... والله على كل شيء قدير..
* مجد شمس: طالب ماجستير في علوم التربية البدنية