على مفترق.. حب
عيون القمر – 30\10\2009
في مفترق الشوق.. وقفنا..
وجهتكَ الصمت وبوصلتي.. يداك..
الطريق تشبهني فسيحة\قلقة..
والحب مفاجئ يشبهكَ..
في مفترق الحب.. وقفنا..
جرح بـ جرح.. كأننا غرباء..
كأن الذي بيننا جوع وماء..
كأن البلدة ظلت أسيرة.. ترقب خيباتي في النسيان.. وتحرض الذاكرة علي..
في مفترق اللحظة.. وقفنا..
قامتكَ ظلي.. وظلكَ في الغياب يضيع...
اندلق شاي الوقت على أثواب شوقنا..
وتناثر زجاج الأماني..
ولم نعبأ..
سكبنا كؤوس أخرى للثواني.. ورحنا نرشف الزمن نظرة.. نظرة..
خطر لك أن تراقصني كأميرة.. وخطر لي أن أنازلكَ كانتظار..
خطر لنا أن نكسر كل الساعات التي لا تدق مواعيدنا..
أن نحطم العقارب.. والنواقيس..
في مفترق الوقت.. وقفنا..
هُنا.. حيث للعمر فصل خامس..
لا تشكله المواسم والعيون..
وحيث للحنين.. ملحمة.. تقوم وتحيا وتموت بين الضلوع..
هُنا.. حيث يكفي أن تقف منتصباً كشمعة.. لأعرف أن الاحتراق يأخذ أيضاً شكلَ مطر..
وأن الشمس التي سكبت كل قارورات الدفء.. بايعتكَ على قمم الانتظار..
هُنا.. في هذه المساحات الغائمة جزئياً، بين دمعه وابتسامة، بين وطن و وطن..
في مفترق الدمع انسكبنا..
يرتديكَ قلبي.. وتلبسُ لهفتي عليك..
أيها الموشوم في دمي منذ آلاف الأخيلة..
أصرخ..
أحبكَ.. والغربة التي دوخت سفني.. أحبكَ..
والقلق والشك والأرق.. والصباحيات الندية.. أحبكَ
وكل ما لم يأتِ ولن يأتِ معكَ.. أحبكَ.. كوطن تجزأ قسمين..
وطن يبدأني.. وقلب.. يمتد بي.. ينتهي إليكَ..
***
كافرة تلك اليد التي ما تأبطت ذراعكَ يوماً.. ما طوقت عنقكَ.. ما شدتكَ إليها
بعمق.. ما احتضنتكَ..
حزينة تلك الأصابع التي ما عرفت يوماً طريقها إلى الدفء..
خائبة تلك المناديل التي لوحت لكَ يوماً..
باهتة كل اللحظات التي مرت ولم تشبهكَ..
يا جرحاً بين الكتفين.. لا أقوى أن أراه.. أو أداويه...