بعد طول انتظار.. وليدة ورويدة تعبران إلى الوطن وتلتقيان
الأب المريض
مسعدة\الجولان - «جولاني» - 09\11\2009
بعد عشر سنوات من الفراق بين أفراد العائلة في الجولان المحتل وأشرفية صحنايا قرب
دمشق.. بعد عام من إصابة الوالد في الأشرفية بمرض عضال.. وبعد عشرات الطلبات التي
قدمت للسلطات الإسرائيلية للسماح لهما بالسفر إلى دمشق، نظرا للوضع الإنساني الخاص
الذي تمر العائلة به بسبب مرض الوالد الخطير الذي يهدد حياته في كل لحظة، سمحت
السلطات الإسرائيلية صباح اليوم للشقيقتين رويدة ووليدة حمد من مسعدة بالسفر إلى
دمشق لمدة أسبوع للقاء العائلة وربما وداع الوالد المريض جداً للمرة الأخيرة.
وليدة
ورويدة لحظة عبورهما في القنيطرة صباح اليوم...
وليدة
ورويدة تلتقيان الوالد على فراش الموت.. بعد عشر سنوات من الفراق
فقد عبرت الشقيقتان رويدة ووليدة خط وقف إطلاق النار تحت إشراف الصليب الأحمر
الدولي عند الساعة الثامنة من صباح اليوم في معبر القنيطرة، وسط تخوف حتى اللحظة
الأخير من عدم تمكنهما من العبور، حيث تأرجحت الأمور في الأيام الأخيرة بين أخذ ورد
وتأجيل الموعد.
موقع «جولاني» التقى الشقيقتين في بيتهما في مسعدة صباح اليوم قبل انطلاقهما إلى
دمشق وسألهما عن مشاعرهما في هذه اللحظات السعيدة والحزينة في نفس الوقت:
السيدة
وليدة حمد في بيتها في مسعدة صباح اليوم
قالت رويدة:
"بلّغنا بالقرار عند الساعة الثامنة من مساء أمس فلم أصدق بعد كل الاضطراب الذي حصل
مؤخرا. الحمد لله سمح لنا. كنت متوترة جداً ولم أصدق وتذكرت في تلك اللحظة باقي
الصبايا اللواتي لن يتمكن من السفر للقاء عائلاتهن فأتمنى لهن الخير. وصول الخبر
لوالدي المريض بالسماح لنا بالسفر أعطاه معنويات عالية جداً، وضحك للمرة الأولى منذ
شهرين".
السيدة رويدة حمد في بيتها في مسعدة صباح اليوم
أما وليدة فقالت:
"الصراحة سررت جداً لتبليغنا وبنفس الوقت حزنت جداً. مسرورة لأنني بعد 10 سنوات
سأذهب لبلدي وأزور أهلي الذين لم أرهم منذ 10 سنوات، وحزينة لأن الشخصان اللذان من
المفروض أن يلتقياني على المعبر، وهما والداي، لن يكونا هناك، لأن والدي يرقد
مقعداً ومريضاً بالمستشفى ووالدتي هناك بجانبه. أتمنى أن يتكرر هذا الأمر وأن يتمكن
الجميع من السفر ولكن ليس في حالة مثل حالتنا، بل أتمنى أن يفتح المعبر بشكل دائم
وأن يتمكن الجميع من العبور. أشكر كل من قدم لنا المساعدة ووقف بجانبنا وأتمنى أن
يتكرر فتح المعبر وأن يتمكن الجميع من السفر لكن ليس في مثل حالتي".
موقع «جولاني»التقى على معبر القنيطرة أيضاً نائب الوزير الإسرائيلي لتطوير الجليل
والنقب، السيد أيوب قرا، وسأله عن مستقبل فتح معبر القنيطرة أمام أهالي الجولان
بالتنقل إلى داخل الوطن، خاصة وأنه صرّح أكثر من مرة بأنه يعمل على هذه القضية،
فقال:
"هذه أول حمامة تعبر إلى دمشق وجرمانا وإلى مناطق أخرى ترغب السيدات بالوصول إلى
أقاربهن وذويهن، على أمل أن تكون استمرارية لهذا الموقف انشاء الله ومفاجآت إنسانية
مستقبلية في هذه المنطقة. نحن لا نفتش عن مكاسب سياسية أو أي شيء آخر إنما نقوم
بخدمة أمتنا وهذا واجب على كل إنسان. أتمنى أن أنجح في هذا الموقف لأنني مقتنع
تماماً بأنه يجب أن لا تكون هناك حواجز بين هضبة الجولان وسوريا وبين كل هذا
المجتمع وسوريا. في سوريا يوجد تفهم في الآونة الأخيرة وفي الغرب يضغطون ويسعن
للوصول إلى حلول سلمية في هذه المنطقة، وحسب رأيي هذا جزء لا يتجزأ من الحلول
السلمية القادمة في المنطقة".
موقع «جولاني» وجه للقرا سؤالا عن وجود قائمة بـ 140 شخصا من الجولان سيسمح لهم
بالسفر إلى دمشق فأجاب:
"لا أريد الكشف في الوقت الحاضر عن هذا الموضوع، ولا أعرف من أين لك هذه المعلومات،
ولكن نحن نسعى في عدة برامج لإعطاء فرص للزيارات لسوريا وتبادل منتوجات زراعية
وأمور اقتصادية بين الجولان وسوريا، ونحث كلا الطرفين إلى الوصول إلى ظروف أحسن نحن
نهيئها، ومن خلال هذا ستكون كما ذكرت مفاجآت قريبة إن شاء الله".
الوصول إلى دمشق \ من علي الأعور
انه الوطن، القلب الكبير الذي يحتضن أبنائه ويلف
وشاحه الأخضر على هاماتهم...
هناك عند هذه النقطة..نقطة العبور من والى الجولان العائد التقوا بعد فراق طال
لسنوات عشر ..التقوا فكانت صيحات الألم والفرح معا لقد اكتملت فرحتهم المنقوصة، لان
رب الأسرة راقد على فراش الموت ولا ن الأهم من هذا وذاك أن الطفل المدلل "الجولان"
ما زال محاصرا بين أسلاك الحقد والهمجية الصهيونية وعلى ترابه الطاهر آلاف العائلات
التي تتمنى ولو للحظة واحدة مجرد لحظة عناق مثل هذا العناق ..عناق مع تراب الشام ،
وإطلالة من ذرى جبال الساحل الخيرة والزاوية المعطاءة والعرب الأشم والحرمون
الصامد، وقاسيون قبلة العرب،نعم حنين لايترجم إلى كلمات لتبق الصورة هي التي
تتحدث..
محافظ القنيطرة الدكتور "رياض حجاب" الذي استقبل الأختين "وليدة ورويدة حمد"
وعائلتهم نقل للأهل الصامدين في الجولان محبة الوطن كل الوطن لهم وفي المقدمة سيد
الوطن السيد الرئيس بشار الأسد، وأكد لهم أن العبور القادم سيكون من هنا من ارض
الشام إلى الجولان لأننا على موعد مع رفع علم التحرير فوق كل حبة تراب في الجولان
بقيادة قائد الوطن وحامي عزته وكرامته زكما قام باستقبال الشقيقتين رئيسة وأعضاء
الاتحاد النسائي بالقنيطرة اللواتي قدمن باقات من الورد لهما
وفي مشفى الشهيد ممدوح أباظة حيث يرقد والدهم المريض قام المدير العام للمشفى
والطاقم الطبي والإداري باستقبال الشابتين وقدموا لهم أكاليل الزهر ورافقوهم إلى
الجناح الخاص الذي يقيم فيه العم أبو كمال.
نعم انه الوطن الذي يحتضن أبنائه على موعد مع عناق اكبر ولكن مع الجولان الحبيب..كل
الجولان
في
المستشفى.. لقاء الوالد.. لحظات مؤثرة جداً
محافظ القنيطرة الدكتور رياض حجاب استقبل الشقيقتين وليدة ورويدة
الأهل والأصدقاء من الجانب الآخر لمعبر القنيطرة
الأهل والأصدقاء من الجانب الآخر لمعبر القنيطرة
صور قبل العبور: