منظر
للشارع العام.. تنقصة المنحوتة في الوسط
إزالة إحدى منحوتات مهرجان النحت في مسعدة لدوافع دينية
مسعدة\الجولان - «جولاني» - 22\11\2009
تفاجأ المارة في الشارع الرئيسي في مسعدة مساء اليوم باختفاء أحد الأعمال الفنية
التي وضعت مؤخراُ هناك بعد اختتام مهرجان النحت الثاني في الجولان والذي أقيم في
مسعدة هذا الصيف.
المنحوتة هي تلك التي أنجزتها الفنانة سونيا محمود ضمن المهرجان والتي زينت، مع
ثمانية أعمال أخرى، الشارع الرئيسي في مسعدة، إلا أن ذلك كما يبدوا لم يرق للبعض.
هنا
كانت المنحوتة...
موقع «جولاني» تقصى الحقيقة
حول الموضوع فتبين أن مجموعة من المتدينين الشباب هي التي مارست ضغطاً على أعضاء
المنتدى الثقافي في مسعدة، الجهة التي نظمت مهرجان النحت المذكور، ودفعتهم
للموافقة على إزالة التمثال من المكان، فتم إحضار رافعة وشاحنة حيث أزيل التمثال من
المكان، بسرية وتكتم، ونقل إلى مكان آخر بعيداً عن مرأى الجمهور.
موقع «جولاني»توجه للشيخ مجد الحلبي الذي كان المبادر لذلك وترأس حملة ضد التمثال
المذكور أدت في نهاية المطاف لإزالته، وسأله عن السبب الذي دعاه لمعارضة وجود
التمثال، فقال:
"التمثال يصور جسد امرأة مستلقية على الأرض وهذا يتعارض مع قيم وأخلاقيات دين
التوحيد، وهو لا يمثل الصورة التي نريد أن يرانا عليها الناس عندما يأتون إلى مسعدة،
لذا توجب إزالته".
المنحوتة
في مكانها الجديد في الحديقة الخلفية لوحدة الاطفاء
هنا
كان التمثال...
السيد خالد الولي، أحد أعضاء
المنتدى الثقافي في مسعدة، أعرب عن صدمته لما حصل، ووجه انتقادا حاداً لزملائه في
المنتدى الذين وافقوا تحت الضغط على إزالة العمل، وشبه ذلك بإقدام طالبان أفغانستان
على تدمير تمثال بوذا، قائلاً إنه عمل بربري. وقد أعلن السيد خالد انسحابه من
المنتدى الثقافي احتجاجاً لما سماه تقاعس زملائه في المنتدى عن حماية الفن والإنتاج
الفني.
وجاءت ردود الشارع في مسعدة مستنكرة في غالبيتها العظمى لإزالة التمثال. فقد التقى
موقع «جولاني» عددا من المارة في المكان وسألهم عن رأيهم فيما حصل، وكانت ردة فعل
الجميع دون استثناء الاستهجان وعدم فهم الدوافع التي أدت لذلك.
السيد ياسر إبراهيم وجه اتهاما لأعضاء المنتدى الذين لم يدافعوا عن مشروعهم، وقال
أن موقف الأندية الرياضية في النقاشات التي دارت مؤخراً حول القضية كان أصلب وأوضح
من موقف المنتدى، وهو ما أدى فيما بعد لاستثناء الأندية من الحوار.
ولام السيد ياسر رجال الدين على التفاتهم إلى القشور وترك المشاكل الحقيقية التي
يعاني منها أهالي مسعدة، مثل قضية أراضي الوقف، واستباحة الكاسرين لحمى مسعدة،
وقضية مياه الصرف الصحي التي باتت تهدد صحة المواطنين في القرية، وازدياد عدد
المراهقين الهائمين في شوارع مسعدة ليلاً، وأمور أخرى هامة يحب معالجتها، لكن رجال
الدين لا يعيرونها أدنى اهتمام.
موقع جولاني توجه أيضاً لأعضاء المنتدى الثقافي سائلاً عن موقفهم وعن رأيهم في
الاتهامات التي وجهت لهم.
عضو المنتدى السيد مهدي صبرا قال أنه غير راض عما حصل ولكن الظرف الاجتماعي هو الذي
فرض نفسه، ونحن لم نرد إثارة المشاكل، وجاءت إزالة هذا التمثال بالذات كحل وسط، إذ
كانت للمتدينين طلبات إضافية.
أما السيد نزيه مسعود، وهو أيضاً عضو المنتدى، فقال أن الموافقة على إزالة التمثال
جاءت صيانة للسلم الأهلي، فلو لم نوافق على ذلك كانت الأمور ستؤدي إلى مواجهة بين
الشباب ورجال الدين، وهذا أمر لم نرد له أن يحصل. وقد توجه لنا مؤخراً عدد من
الشخصيات الفاعلة في المجتمع للنزول عند رغبة رجال الدين، وهذا ما دفعنا للموافقة
على ذلك كي نتجنب أي انشقاق في المجتمع.
إقرأ أيضاً: