بيان عن مركز فاتح المدرس للفنون والثقافة - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


بيان عن مركز فاتح المدرس للفنون والثقافة
مجدل شمس - الجولان المحتل
28\11\2009

منذ أسابيع قليلة، اختتم مهرجان النحت الثاني في الجولان السوري المحتل ـ حجر من بلدي ـ الذي بادر إليه المنتدى الثقافي في مسعدة، وساهمت فيه مجموعة من فناني الجولان وتلاقت جهود الكثيرين من أبناء مسعدة (مادياً، عينياً ومعنوياً) والجولان عامة، لإنجاز هذه التظاهرة التي حظيت بتجاوب شعبي رائع شهدناه خلال أيام المهرجان. وتوج هذا النشاط بتنصيب الأعمال التي أنجزت بمحاذاة الشارع الرئيسي في مسعدة.
إلا أن الأحداث الأخيرة التي طالت بعض أعمال المهرجان، وأعمالاً فنية قبلها، هي الدافع الأساسي لإصدار بياننا هذا بهدف الاحتجاج على مسلكيات غير مقبولة أو شفافة أو حضارية.. وتحط من قيمة الفن، وقد تجلت في مسألتين:
الأولى: إزاحة أحد الأعمال النحتية بعد وضعه النهائي بين سائر الأعمال لاعتبارات لا يمكن وصفها بأقل من ضيق الأفق وسطحية المعرفة وسوء التقدير.
والثانية: الاعتداء المتعمد الذي يطال الأعمال الفنية؛ وكان أولها في مجدل شمس حيث قام مجهولون بكسر جزء من تمثال المسيرة للفنان حسن خاطر، وآخرها- بالأمس- تمثل بكسر الجزء العلوي من تمثال الفنانة أدال الشاعر في مسعدة.
وبغض النظر عن هوية الفاعلين وغاياتهم يبقى الاعتداء على الأعمال الفنية أجلى صور الانحطاط الأخلاقي والثقافي والإنساني.
نحن في مركز فاتح المدرس للفنون والثقافة نرى من واجبنا أن نرفع الصوت لرفض هذه المسلكيات وللدفاع عن الفن، كرسالة إنسانية وأخلاقية واجتماعية تتعدى الفهم المحدود للفن- كفعل تزييني ترفيهي أو كأداة تعبوية تمنح نفسها لكل الأغراض- إلى كونه مجالاً للبحث في الإنسان والوجود والحرية.
لن يبقَ من الفن شيء إذا أُخضع "للفتاوى الظلامية" أو "التوازنات التكتيكية" أو "الاعتبارات المصلحية والأيديولوجية".
وكما ندافع عن الحق المطلق لكل إنسان في أن يؤمن ويعتقد بما يشاء، فإننا، وبذات القدر، ندافع عن حقنا في المساواة المواطنية التي لا تتفق مع استبداد فئة صغيرة بفرض رغباتها على عموم الناس، ونستغرب لمن يدعي السعي لإعلاء شأن الثقافة الإنسانية المنفتحة أن يكون أول المنسحبين من الدفاع عنها وتركها نهباً لأهواء العابثين أياً كانوا.
من هنا ندعو كل الذين ساءهم- كما ساءنا- ذلك الفعل، أن يرفعوا أصواتهم بوجه هذا المد الظلامي، الذي لم يبدأ هنا ولن ينتهي هنا.
الرضوخ والسكوت عن هذه الأعمال العدائية هو بمثابة تشريع الأبواب أمامها لتنتهك كل حرياتنا ولتقتحم كل تفاصيل حياتنا.

باحترام
مركز فاتح المدرس للفنون والثقافة
مجدل شمس – الجولان المحتل
28.11.2009

ملاحظة من إدارة موقع جولاني: التعقيبات على هذه المادة بالاسم الثلاثي الصريح فقط