مقاطع من الكلمات التي ألقيت في الافتتاح
الجولان يشارك في فعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية
رام الله\«جولاني» - 06\12\2009
اختتمت يوم أمس في مدينة رام الله فعاليات المشاركة الجولانية التي أتت ضمن فعاليات
«القدس عاصمة للثقافة العربية»، كحلقة في سلسلة التواصل الثقافي المستمر بين
الجولان وفلسطين، بتنظيم من اللجنة الشعبية للقدس عاصمة الثقافة العربي في الجولان
السوري المحتل وبلدية رام الله.
وكانت فعاليات التظاهرة الثقافية قد افتتحت في قصر الثقافة في مدينة رام الله بحضور
ورعاية الدكتور رفيق الحسيني، مدير احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية، والسيدة
جانيت ميخائيل رئيسة بلدية رام الله، حيث ألقيت عدة كلمات من قبل المنظمين رحبت
بالوفد الجولاني وبالمشاركة الجولانية في فعاليات "القدس عاصمة الثقافة العربية"
وأكدت على عمق التواصل والعلاقة النضالية التي تربط الجولان بفلسطين، وعلى أهمية
الثقافة كركن أساسي لتعزيز الهوية على طريق نيل الحرية والاستقلال.
ومن الجولان ألقى الأسير السابق سيطان الولي كلمة باسم أهالي الجولان، أكد فيها
كذلك على أهمية العلاقة مع الأشقاء في فلسطين، لما يعطيه ذلك من عمق استراتيجي يدعم
نضال الجولان في سبيل التحرر من نير الاحتلال الإسرائيلي.
قدمت «فرقة الجولان» للغناء الملتزم، مع إياد ورياض أبو شبلي، أمسية غنائية ملتزمة،
شاركت فيها المغنية الجولانية الصاعدة تمارا حلبي. لاقت الأمسية تفاعلا كبيرا
وتصفيقاً من قبل الجمهور.
وكان قد افتتح في وقت لاحق معرض للصور الفوتوغرافية للمصورين الصحفيين عاطف صفدي
وجلاء مرعي، ثم معرض للفن التشكيلي والأعمال الفنية اليدوية شارك فيه كل من
الفنانين: علاء عرمون، آدال الشاعر، سليمان طربيه، تركية أبو صالح وإكرام عويدات.
إكرام عويدات: عملي يعرض مشكلة الألغام في الجولان من خلال
معاناتي الشخصية
السيدة إكرام عويدات تحدثت عن مشاركتها في المعرض فقالت:
"كان من دواعي سروري أن أشارك في هذه التظاهرة الثقافية الرائعة، التي تجسد عمق
العلاقة بيننا نحن الجولانيين وأشقائنا في فلسطين المحتلة، فكانت ثلاثة أيام قضيتها
هناك مليئة بعبق الثقافة والأجواء العربية التي نتوق لها نحن في الجولان، بحكم
انقطاعنا عن محيطنا العربي الذي فرضته علينا ظروف الاحتلال منذ العام 1967.
مشاركي في التظاهرة جاءت بعدة لوحات تحدثت عن مشكلة خطيرة نعاني منها في الجولان،
وهي مشكلة الألغام، وقد رويتها في لوحاتي من خلال مشكلتي الشخصية، حيث يحاصر حقل
ألغام زرعه الجيش الإسرائيلي حديقة منزلي الخلفية.
اللوحات مركبة وهي عبارة عن مزيج بين صور حقيقة التقطت في المكان ورسم وورود طبيعية
اقتطفتها من حديقتي المزروعة بالألغام، حاولت من خلالها إيصال معاناتي الشخصية أنا
وأسرتي، ومن خلال ذلك معاناة الكثير من أهالي الجولان من مشكلة حقول الألغام
المزروعة بين بيوتنا.
ويبرز في الأعمال أهم الأحداث العالقة في مخيلتي ومخيلة أسرتي، حيث انهار حقل
الألغام بين عامي 2002 و 2003 فوصلت الألغام إلى نافذة منزلي، وأنفجر أحدها عند
اصطدامه بحائط المنزل، في الوقت الذي كانت فيه ابنتى في الجانب الآخر من الحائط،
وهو ما أدى إلى إصابتها بجروح طفيفة في قدمها، لحسن الحظ، إذ كان من الممكن أن
ينتهي ذلك بكارثة لاقدّر الله".
وجاء
في البروشور الذي وزع على زوار المعرض:
حديقتي\نافذتي
يحكي العمل عن الأحداث الممتدة من العام 2002 وحتى الآن... الحديقة الخلفية للمنزل..
انهيار تلة الألغام، وصول التراب إلى باب مطبخي ونافذة غرفة أطفالي.. الألغام أصبحت
موجودة في حديقتي.. محترقة صيفاً.. ومنزلقة شتاءً.. أثناء عمل جرافة الجيش
الإسرائيلي بالحديقة خلف منزلي.. كان الانفجار المدوي.. بحائط المنزل.. أثناء وجود
ابنتي في نفس الغرفة من الجانب الآخر للحائط...
تاريخ الحدث 15\03\2003
حيث براعم الياسمين لم تتنفتح بعد.. الياسمين.. الذي غمرته الأتربة والألغام في
حديقتي.. الأشجار والزهور شاركتني مع عائلتي المعاناة ذاتها.. إكليل الجبل.. الدفلة..
المنثورة.. الجوري.. السرو.. شجرة المحبة.. والكرز.. شجرة الجوز المحاصرة بالألغام
حتى الآن...
منذ سنوات والحكاية تتكرر.. والأيام تمضي والألغام ما زالت تهدد سلامة أطفالنا
وتحيطهم بالخطر دائماً وهم يلعبون بجانب بيوتهم.
الاختتام بعرض مسرحية "طبيب رغماً عنه"
وقد اختتمت فعاليات المشاركة الجولانية بعرض لمسرحية "طبيب رغماً عنه" قدمها مسرح «عيون»
الجولاني.
السيد معتز أبو صالح، مدير مسرح عيون الجولاني، قال في حديث لموقعنا:
"لقد شاركنا بعرض مسرحية «طبيب رغماً عنه»، وهي آخر عمل لمسرح عيون. كان لنا هدف
ورغبة بأن تكون المشاركة من خلال الجيل الصغير، ليس فقط كمشاركة فنية بحتة، وإنما
التواصل الاجتماعي والثقافي والسياسي، وبالتحديد منح فرصة للشبيبة والصغار أن
يحتكوا عن قرب بالمجتمع الفلسطيني، وبالتحديد في الضفة، وإعطاءهم الفرصة أن يعيشوا
واقعاً مغايراً تماماً للواقع هنا في الجولان، وخلق الفرصة لكي يعيش هؤلاء الأطفال
جواً عربياً بحتاً.
فضلت شخصياً أن تكون المشاركة ليس فقط من خلال المهرجان نفسه، وإنما جعل الإقامة في
رام الله أوسع من المشاركة الفنية نفسها، لكي يكون هناك مجال لهؤلاء الأطفال
للاحتكاك بالجو العام والمجتمع الفلسطيني، وهذا بحد ذاته هدف مهم.
بالنسبة للفعالية نفسها، فالعرض كان ناجحاً جداً، حيث أقيم في قصر الثقافة الذي هو
أكبر القاعات في فلسطين، وكان الحضور كبيراً جداً، حتى أن البعض من رفاقنا هناك
قالوا أنه نادر ما يكون حضور مسرحي بهذا الكم، وهو من دواعي سرورنا أن يكون هذا
الحضور الكبير من أطفال رام الله وما حولها، حيث كان واضحاً تواصل هؤلاء الأطفال مع
المسرحية، وهذا ما أكد لنا أن حضورنا ومشاركتنا في فلسطين المحتلة يجب أن تكون
مستمرة ودائمة، وليس فقط في إطار المهرجانات.
صور ومقاطع فيديو من الفعاليات. تصوير سليمان شمس:
مقاطع من الأمسية الغنائية الملتزمة لفرقة الجولان
مقطع للمغنية الجولانية الصاعدة تمارا حلبي