في ظلِّ الحصاد - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


في ظلِّ الحصاد
حسام عباس - 09\12\2009

عندما يحتضرُ الوقتُ في جَسدِ ساعةِ حائط ٍتدعى الحياة
وعندما يَنتظِرُ الغضَبُ عاشقاً هادئاً يُقال عَنهُ ماءُ السماء
يستلقي في حُنجرتي اليتيمة، عسكريٌّ يُتقن فنَّ اصطياد الهواء
وبين الفينةِ والأُخرى، يتألقُ كمُتسولٍ في جَمعِ التبغِ والأغنيات
كأنَّهُ يُدركُ جيداً كيفَ ينبُتُ الرصاصُ في بُندقيةِ الكلمات

***
هي اللُغةُ حينَ تَستيقظُ صباحاً في شَعْرِ أُنثى تشتهي يداً رُخامية التفاصيل
هي اللُغةُ حينَ تَغسلُ ملامحَ النومِ في وجهها، من جُثةِ الليل الغريب
هي اللُغةُ حينَ يلبسُها صباحٌ عَلقتْ عندَ أطرافهِ نافذةٌ عربيةٌ يرفُضُها الرحيل
وما بينَ الارتداءِ والانتعالِ، يخرُجُ من تضاريس صَدْرِها حليبُ البلاد العتيق
وكتلميذةٍ أرخَتْ ضفائرَها فوقَ ثَدْيها المالح استعداداً لقُبلةِ السُكّر في الخريف
تنصرفُ لُغتي برتابة الصمت إلى مدرسةِ الحقوقِ في مُنتجعِ الضمير

***
هُناك، وعلى المقعدِ الأوَّلِ في درسِ قانون الدول والمخيمات
هُناك، حيثُ تَحومُ قاعةُ تدريس العدل حولَ فراشةٍ عسليةٍ تجلسُ في المرطبان
هُناك ،عندَ مُجالسةِ الضوء الأخرس لزمنٍ أعمى في مسرح الذئاب
يرتطمُ نبضُ الغضبِ في زُجاجِ الوجوهِ القادمةِ من تاريخِ المستنقعات
ثمَّ يأتيكَ طفلٌ لُغويٌّ يخرجُ للتو حيَّاً من خلفِ مجزرةٍ ما،
كي يسألكَ بلباقةِ الحزنِ عن أحوالِ الطقس والمفردات

***
وحيثُ لا وقتَ لممارسةِ الزُكامِ فوقَ أهدابِ نصٍ لا يُعاد
يرتمي السُعال على أصابعٍ ترتشفُ عرَق الشِفاه
ليرسُمَ مشهداً إباحياً في معانقةِ السؤالِ للجواب
وكالخارجِ من حكايةٍ في أدبِ الأطفالِ،
تنساكَ يدُكَ المُنتصبة من عادةِ الذهابِ
...

***
على إيقاعِ خَطواتٍ تجتثُ من الصدى صوتَ الكلام
كان اسمي يلملمُ حقائبَهُ من أفواهٍ تلطختْ بدمِ الزيتونِ والبرتقال
وكطفلٍ أربكتهُ عُلبةَ كبريتٍ نَضجتْ بُغتةً في جيبهِ عندَ معبرِ الحصاد
قُلت بشغف الضباب لرجلٍ يقفُ على خشبةِ المكان
:

سيّدي المُحاضر

ثمّة خطأٌ إملائيٌ يكبرُ في وثيقةِ السلام
...