افتتاح معرض «الحياة على أرض مجزأة» في «فاتح المدرس» - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني

افتتاح معرض «الحياة على أرض مجزأة» في «فاتح المدرس»
مجدل شمس\الجولان - «جولاني» - 13\12\2009
افتتح مساء أمس في صالة مركز فاتح المدرس للفنون والثقافة في الجولان معرض الصور الفوتوغرافية للفنان محمود دبدوب، بدعم من المركز الثقافي الفرنسي الألماني في رام الله وبحضور مديره السيد يورك شوماخر وحشد من الفنانين ومحبي الفن في الجولان.
ويستمر المعرض لمدة ثلاثة أسابيع وسيكون مفتوحاً يومياً من الثالثة وحتى الثامنة مساء.

وعن المعرض والصور المعروضة يقول المنظمون من مركز فاتح المدرس:

عمدت عدسة محمود دبدوب إلى مواكبة الحياة اليومية في العقد الأخير من عمر جمهورية ألمانيا الديمقراطية (ألمانيا الشرقية) قبل أن ينفرط هذا العقد وتتلاشى هذه الدولة. خلف عدسته هذه وقفت جملة من المشاعر الفنية والإنسانية تستقبل وترسل من خلال عينين تشكلان أصلً آلة تصوير طبيعية قبل أن تحتاج إلى آلة تصوير يدوية تنتفي حاجته إليها، لولا الرغبة بالتوثيق، ولولا أن الحدث تحوّل إلى جانٍ ينتظر قبض الصورة عليه. لم يكن الفنان يتربص بالحدث، بل ربما كان العكس صحيحاً. فالصور الملتقطة تعود إلى الحقبة الأخيرة من حياة هذه الدولة، وهو ما لم يكن يدركه، لا هو كمصور، ولا الناس كباعث على هذه الصور. فبالرغم من أن مؤشرات كثيرة على دولة آيلة إلى السقوط كانت تلوح في الأفق، إلا أن أحداً لم يكن بقادر على التصديق أنها بداية النهاية لجمهورية ألمانيا الديمقراطية، نهاية ارتسمت في كل الصور: في الواجهات المتصدعة للمدن المتضررة من الصناعات الكيمياوية، في بيئة فقدت اخضرارها، في مواقف السكان التي لم تجد السلوى، سوى في طول الانتظار والكآبة والاستسلام للواقع. في تلك العناصر العاطفية الجوفاء التي ترصعت بها الدعاية التي احتكرتها الدولة، والتي بالرغم من كل المؤشرات على قرب الانهيار، استمرت وبصوت عالٍ تبث دعايتها الزائفة حول "التقدم" والتقدمية.
وقد يلاحظ المرء، أن الذين تم التقاط صور لهم لم يبدو ممانعة وتفاعلوا مع المصور دونما تحفظ. ذلك أنه كان يمكن بسهولة تميزه كأجنبي، لم يعرقل حسب أقواله، العمل أبداً. بل على العكس، إذ غالباً ما تولد لديه الانطباع أن كونه بالذات أجنبياً هو الذي دفع بالناس دون كلفة وتكلف للوقوف أمام آلة تصويره. إنهم أولئك "الناس البسطاء" من شيّالي الفحم وسائقي الشاحنات والبائعات في المتاجر وعلى الطرقات وعمّال الطرق، الذين وقفت عواطفه ومشاعره دائماً إلى جانبهم. وقد جعل الفنان من إطار فضاء المدينة المفتوح إطاراً لصوره، التي التقطت في الطرقات والأماكن العامة والحانات، ومحطات القطار.
لقد وثّق محمود دبدوب في لوحاته المصورة معاناة الناس اليومية، حين يكون الاصطفاف في الطابور بحثاً عن السلع النادرة أمراً لا مفرَّ منه، حين يُحْمَل الفحم إلى القبو، حين يتمّ الانتظار في مواقف الحافلات والقطارات الداخلية. أما دعابتهم وعبثهم وفرحهم بمباهج الحياة في إطار خلانهم وأصدقائهم وانتصاراتهم الصغيرة عند التغلب على النقص الأبدي في التموين، فهو ما لا تنكره العدسة وتشهد عليه الصور.

عن المصور محمود دبدوب:
عمل محمود دبدوب (من مواليد لبنان 1958) في المكتب الثقافي الفلسطيني في بيروت من 1976-1981. التحق بالمعهد العالي للجرافيك وفن طباعة الكتب في مدينة ليبزغ في جمهورية ألمانيا الديمقراطية عام 1981. يعمل منذ 1987فناناً مصوراً بشكل حر في مدينة ليبزغ.
وقد أقام منذ العام 1987 وفي إطار إبداعاته الخلاقة، سلسلة من المعارض كان آخرها معرض "جاليري مطلات" في أيلول 2009، والذي احتضنته مجلة جَستايج في ميونخ.