حيرة سليمان سمارة - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


حيرة
شعر سليمان سمارة

جمحت بنا الأيام يافهدُ !  
  وتنكرت لغرامنا هندُ
وعلت مفارقنا منفّرةٌ  
  شمطاء من عشاقها الزهد
ذهب الشباب الطلق والهفى !  
  ما بعد ذلك عيشةٌ رغدُ
شبنا، وما شاب الفؤاد، وما  
  زال الهوى يغزوه الوجدُ
شبنا، وما ينفك يصرعنا  
  لحظٌ، ويسحر لبّنا قدّ
وملامحٌ في روض طلعتها  
  يتعانق النسرين والوردُ
وفمٌ، طوال العمر، حيّرنا  
  خمرٌ على الشفتين أم شهدُ !
هذا وذا وردٌ لذي ظمإ  
  عبر اللمى كم يعذب الورد !
كم من رزين العقل راجحه  
  أغوت نهاه العين والخدّ !
يا ويح قلب الصب من رشإ  
  منه يموج الشعر والنهد !
عمرٌ وعبد الله ضمّهما  
  بعد الكهولة مسلك جدّ
هجرا بيوت القصف واتزنا  
  وخبا لنار جواهما وقد
أفنحن نحذو الآن حذوهما  
  يحدو خطانا العقل والرشد؟
ماذا تقول؟ وأنت مرشدنا،  
  هل نرعوي، يا صاح، أم بعد؟
أم هل نسير بأمرنا وسطاً؟  
  لا ننحني للغيد بل نشدو
قل لي بربك، هل يليق بنا  
  نغم لعل شدلتَهُ مرد؟
"لهفي على دعدٍ وما خُلقت  
  إلا لطول تلهفي دعد"
"أن تُتهمي فتهامةٌ وطني  
  أو تُنجدي إن الهوى نجد"
تهنا ببحر لا حدود له  
  سيان فيه الجزر والمد
الامر بات معقداً حرجاً  
  فأمدنا بالرأي يا فهد !
هل ترتئي حلاً لمشكلنا؟  
  أم أنت أيضاً للهوى عبد؟

  * البيتان بين مزدوجتين من قصيدة غير معروف قائلها، ولذا سميت "اليتيمة"