وفد من دير الأسد والمثلث في الجولان استكمالا لمساعي تصفية الخواطر
مجدل شمس\الجولان - «جولاني» - 25\12\2009
زار الجولان اليوم الجمعة وفد ضم شخصيات اجتماعية من دير الأسد وقرى المثلث في
الداخل الفلسطيني، في زيارة تأتي رداً على الزيارة التي قام بها وفد رجال الدين
والفعاليات الوطنية من الجولان قبل أسبوعين إليهم في أعقاب حادث الاعتداء على شباب
من المثلث ودير الأسد في مجدل شمس قبل حوالي الشهر، وذلك في مسعى لتطييب الخواطر
وتطويق أي أبعاد سلبية قد تنتج عن هذه الحادثة.
وكان في استقبال الوفد في ساحة سلطان الاطرش في مجدل شمس شخصيات دينية واجتماعية
ووطنية من قرى الجولان، حيث استقبل الوفد بحفاوة، فأقيم حفل خطابي في مركز الشام
تحدثت فيه شخصيات من الجانبين، أكدت على عمق العلاقة التي تربط الأهل في الجولان
وعرب الداخل، أكدت الكلمات على استنكار العنف الطائفي وضرورة تفويت الفرصة على
أولئك الذين يبنون على التفرقة الدينية بين أفراد القومية الواحدة.
من الجولان تحدث الشيخ طاهر أبو صالح، رئيس الهيئة الروحية، فرحب بالضيوف وقال:
"نحن في هذه الأيام أحوج ما نكون إلى الوقوف يداً واحدة وجبهة واحدة في وجه التعصب
الديني والطائفي، وأطلب من الأهل في الجولان والمثلث التحلي بالتسامح الديني
والتعالي على كل النزاعات التي قد تنشب في المستقبل".
ثم تحدث السيد نصر صنع الله رئيس مجلس محلي دير الأسد فقال في كلمته:
"نحن أمة واحدة وشعب واحد يجمعنا الكثير الكثير... نحن معا في كل المواقف، كنا هكذا
وسنبقى هكذا... أحمل من الجليل والمثلث رسالة كتلك التي حملتموها قبل أسبوعين إلينا،
وهي نبذ العنف من أي مصدر كان مهما كانت أسبابه، نحن أهل نساند بعضنا في كل المواقف...".
ثم تحدث رئيس اللجنة الشعبية في المثلث السيد سميح أبو مخ فقال:
"إن اللقاءات الأخوية هي صابون القلوب، تقوي روابط الإلفة والمحبة بين أبناء الوطن
الواحد، علينا أن نكثف مثل هذه الزيارات لمحاصرة السلبيات وتطويق دعاة الفتنة
والتفرقة الطائفية...".
وألقى الشيخ صبحي بيادسة كلمة المثلث قال فيها:
"كان منظر هذه العمائم التي نورت سماء بلدنا والتي وصلت إلى باقة الغربية قبل
أسبوعين غريبا علينا - أن نرى هذا الوفد العظيم الذي جاء ليعتذر عن عمل ليس له يدا
فيه - عن عمل صبياني طائش – ولكن رفضتم وجئتم بوفودكم تعتذرون... أنا لا أدري إن
كان في فلسطين كلها حدث حادث من هذا النوع وجاء وفد بهذا الشكل ليعتذر عما حدث -
نحييكم على هذه الوفادة والاستقبال الرائع الذي استقبلتمونا فيه...".
وألقى الدكتور مجد أبو صالح كلمة أهل الجولان حيث قال:
"تقتضي الأصالة التي نشأنا عليها جميعا أن نقول لكم من كل قرى الجولان أهلا وسهلا
بكم، لكم صدر البيت ولنا العتبات، هذا الجولان الذي أتيتم إليه اليوم سطّر عبر
التاريخ روع الصفحات في تاريخ العروبة. قاوم كافة الاستعمارات التي حلت عليه، فأهل
هذه المنطقة لم يألوا جهداً إلا وبذلوه لتبقى هذه الأرض عربية سورية.
أنتم بين أهل لكم، وأنتم لنا الرئة التي نتنفس بها. رأيناكم منذ بدء الاحتلال
تساعدون وتدعمون في كل المواقف الوطنية، وكنتم دائما لنا السند والمعين، تاتون
إلينا اليوم لنترجم مقولة شعب واحد.. يجمعنا الألم الواحد والأمل الواحد".
كما قدم الوفدان الضيفان هديتين رمزيتين لأهالي الجولان، تأكيداً للأخوة والوحدة في
التاريخ والمصير والأمل، تسلمهما الشيخ أبو أحمد طاهر أبو صالح .
بعد ذلك أقيمت للضيوف مأدبة غداء في مقام اليعفوري (ع).