قصة شجرة زيتون - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني

قصة شجرة زيتون
عين قنية\الجولان - «جولاني» - 19\01\2010
تشتهر قرية عين قنية عن باقي قرى الجولان بزراعة الزيتون. وتعود زراعة الزيتون في القرية إلى مئات السنين، حيث يؤكد كبار السن فيها أن أشجار الزيتون الأصلية المزروعة في بساتين القرية تعود إلى العهد الروماني.
قبل أيام روى لنا صديق من عين قنية، وهو الشاب بهجت منذر،
عن شجرة زيتون معمرة، تم اقتلاعها من مكانها بسبب بناء بيت للسكن في المكان، وكيف تمت إعادة زراعتها من جديد نظراً لعمرها الذي يزيد، حسب وصفه، عن ألف ومائتي عام، وكذلك بسبب أهميتها تاريخياً إذ تحكى عنها بعض القصص والخرافات المرتبطة بتاريخ القرية، هذا بالإضافة إلى جودة زيتونها النادر وكثر حملها، ما يجعلها مصدراً لتحسين أشجارالزيتون في القرية عن طريق عملية التركيب في أشجار جديدة. فقمنا بزيارته في بيته لنرى هذه الشجرة ونسجل الرواية كما حكاها والده السيد وهيب منذر. وقبل الحديث عن الشجرة قمنا بقياس محيط جذعها فوجدنا أنه يزيد قليلاً عن 360 سم.

وعن الشجرة يتحدث السيد وهيب فيقول:
عمر هذه الشجرة يقارب الألف ومائتي عام، فقد اشترى والدي هذه الأرض التي كان يملكها المرحوم علي عمران. وكان بجانب شجرة الزيتون هذه بيت يسمونه «بيت أبو نمر». وكان والدي والمرحوم علي عمران يحدثوننا أنه في قديم الزمان قام «عبيد» باحتلال منطقة القلعة وقام قائدهم المدعو أبو نمر ببناء بيت تحت شجرة الزيتون هذه، فأصبح الناس يسمونها بـ «شجرة أبو نمر». وفي يوم من الأيام بدأ أبو نمر هذا يتحرش بإحدى السيدات، ووعدته بأن تأتي إليه لكنها التجأت إلى أهالي قرية عين قنية، فجاء هؤلاء وقاموا بقتله، ودفنوه قرب هذه الشجرة، وحتى أيامنا هذه يعرف هذا المكان باسم «قبر أبو نمر».

ويضيف السيد وهيب:
مؤخراً قام أولادي ببناء بيت لهم في المكان الذي كانت فيه الشجرة. وفي يوم من الأيام عندما عدت من العمل في البساتين، وجدت أن أولادي قاموا باقتلاعها من مكانها، فغضبت جداً وأحسست كأن أحداً أطلق علي رصاصة في قلبي، فأصريت على نقل الشجرة وزرعها من جديد في مكان آخر. فقمنا بنقلها بواسطة بلدوزر وحفرنا لها حفرة بلغ قطرها أربعة أمتار، وزرعناها هنا على بعد مئة متر من مكانها الأصلي.

ويصف السيد وهيب الشجرة فيقول:
هذه الشجرة فريدة، تحمل كماً كبيراً من الزيتون كل عام، ومن زيتونها نستخرج الزيت بكميات تصل إلى 40% وهذه نسبة عالية جداً، فكل «مد» من الزيتون يعطي «رطلا» من الزيت، وهذا نادر جداً. كذلك لزيتها مذاق لذيذ ومميز.
الكثيرون من أبناء القرية يأتون لأخذ عينات منها لتركيبها (تطعيم) على أشجارهم، مثل المرحوم قاسم أبو سلمان، والسيد حسن حمود بشارة، والمرحوم سليم أبو صالحة وغيرهم كثر.