«خطيئة بلا خطأ».. اكتمال عناصر المسرح في الجولان
مجدل شمس\الجولان - «جولاني» - 23\01\2010
لم تتسع قاعة مسرح عيون مساء أمس لتكفي عدد الراغبين بحضور العرض الأول لمسرحية "خطيئة
بلا خطأ"، إذ كان عدد الراغبين بذلك أكثر من قدرة قاعة الجلاء على الاستيعاب. بيع
التذاكر بدأ قبل أيام والذين أرادوا شراء تذكرة قبل العرض مباشرة اكتشفوا أن جميع
التذاكر قد بيعت قبل يوم من ذلك واضطروا إلى العودة أدراجهم على أن يتمكنوا من
حضورها في يوم آخر.
قاعة
المسرح وقد امتلأت عن بكرة أبيها
هكذا كان الحال في مسرح عيون يوم أمس، إذ يبدو أن حياة مسرحية آخذة بالتبلور،
والجهود التي بذلها المسرح على مدى السنوات الخمس منذ تأسيسه بدأت تأتي ثمارها في
تشكيل جمهور عريض من محبي المسرح والمتذوقين له.
جمهور الأمس كان من مختلف قرى الجولان، كما هم الممثلون الذين يلعبون أدوار
المسرحية، وهي ظاهرة إيجابية أخرى لهذا العمل، وفرصة نادرة في أيامنا لتلاقي جيل
الشباب وتشكيل الصداقات، بعد أن أصبحت قرانا في السنوات الأخيرة "غيتوات مغلقة"،
حتى أن كثيرين من الجيل الجديد لم يزوروا يوما ً القرى المجاورة ولا يعرفون أحداً
فيها.
الفنان
الكبير محمد بكري يحضر عرض الأمس
وكان من بين حضور المسرحية
أمس الممثل القدير محمد بكري، الذي قدم من الداخل الفلسطيني لمشاهدة المسرحية، وهذا
مؤشر إيجابي آخر على أن المسرح الجولاني قد بدأ اسمه يخترق حدود الجولان.
إن تطور المسرح بهذه الصورة أدى إلى تطور البنية التحتية والخبرات اللازمة لذلك.
فعادة ما كان يعتمد على خبراء من الداخل الفلسطيني في إنجاز العمل، إلا أن مسرحية
الأمس كانت إنجازاً جولانياً 100%. فبعد اعتذار خبيرة الماكياج التي كان من المفترض
أن تأتي من حيفا، استعان المسرح بخبير التجميل صالح ابراهيم، الذي لبى النداء وقام
بإتمام هذا العمل بمهنية عالية، بالرغم من أنه لم تكن لديه خبرة سابقة في هذا
المجال.
خبير التجميل صالح ابراهيم يقوم بماكياج الممثلين
وهكذا تكون عناصر المسرح قد اكتملت محلياً، من كاتب العمل إلى المعلم والمخرج، مصمم الأزياء، مهندس الصوت، الإضاءة، الماكياج، وأخيراً الجمهور، وهذا أمر يدعو فعلا للفخر وإنجاز رائع في مجتمع قروي لا يزيد تعداد سكانه عن عشرين ألف نسمة.
االممثلة،
معلمة التمثيل، ومخرجة العمل آمال قيس: أمر مفرح أننا وصلنا إلى وضع أصبح الناس
يحجزون التذاكر لمشاهدة العرض المسرحي قبل أيام من بدء العرض.. هذا يبشر بالخير على
جميع الأصعدة.
آية
الصفدي - ممثلة في المسرحية، وأول مرة على خشبة المسرح: يسرني جداً أنه أصبح لدينا
مسرح في الجولان، والناس أصبحت تحب الذهاب للمسرح، حتى أن البطاقات نفقت
قبل يوم من
العرض الأول، وهذا أمر مفرح جداً.
جيل
شاب يتذوق المسرح