آلاف السياح يؤمون الجولان للتمتع بالثلج
الجولان – 05\02\2010
بعد انحسار العاصفة الثلجية التي هبت على شمالي الجولان اليومين الماضيين، عجّت قرى
وبلدات الجولان بآلاف السياح الذين قدموا إلى المنطقة للتمتع بالثلج وبحسن
الضيافة التي يلقونها لدى السكان.
عدد كبير منهم توجه إلى منتجع جبل الشيخ الشتوي للتزلج على الثلج، بينما عدد آخر
فضل التمتع بالثلج مجاناً داخل القرى وعلى جوانب الطرقات المغطاة بطبقة من عدة
سنتمترات من الثلج.
ومع التحول إلى السياحة الذي نشهده في السنوات الأخيرة، نتيجة الأزمة الخانقة التي يعيشها قطاع الزراعة في الجولان، وبدء البحث عن مصادر دخل بديلة للسكان، فإنه بدأت تظهر العديد من المنشآت السياحية والمصالح والبنى التحتية في محاولة لجذب السياح، التي بدأت أعدادهم بالتزايد عاماً بعد عام، وبدأت المنطقة تشكل جاذباً مغرياً لهم، ليس في فصل الشتاء وموسم الثلوج فحسب، بل أيضاً باقي أيام السنة.
وبالرغم من التطور الكبير الذي طرأ على صناعة السياحة في المنطقة، إلا أنها لا تزال في بدايتها، ولا يزال الأمر يتطلب الكثير من الجهد والتنظيم والعمل للوصول المستوى الذي يخول المنطقة من الاستفادة من الإمكانات السياحية الهائلة الموجودة فيها، بحكم موقعها الجغرافي وغناها الذي وهبته لها الطبيعة.
كان من الواضح اليوم، وخلال تجولنا في قرى الجولان، عدد الأشخاص المستفيدين من الحركة السياحية النشطة، وذلك بالرغم من الطريقة البدائية والغير منظمة التي تقدم فيها الخدمات لهؤلاء السياح، وكان من الطبيعي التصور كم من الممكن أن يصبح حجم هذه الصناعة، وما هي الفائدة التي يمكن جنيها منها، وكم سينعكس ذلك إيجابياً على حياة الناس فيما لو هيئت لها الظروف والشروط المناسبة.
طبعاً تبقى العقبة الحقيقية في وجه تطور السياحة في الجولان غياب مؤسسات الدولة الوطنية الداعمة، وهذا ما يفرض على المواطنين، وبالتحديد على الأشخاص العاملين والمعنيين في هذا المجال، تنظيم أنفسهم وخلق بنية متكاملة وبيئة ملائمة لتطويرها، ولتقديم الخدمات بصورة لائقة للسائح وجذبه إلى المنطقة.