اقتراح غرفة تجارية للجولان
نبيه حلبي – 09\02\2010
...ليس الجولان بحاجة لمن يعلنه دويلة مستقلة "مؤقتا"..فها هي حقيقته..وقبل أن
ينفجر البعض بالضحك أو الاستهزاء..تعالوا نقرأ الحالة السياسية والاجتماعية
والاقتصادية للجولان..لتكتشفوا سريعا بان هذا الكلام صحيح وبنسبة عالية ...
......سياسيا ..يا سادة يا كرام ,,نحن نقع في إشكالية فقدان الحكم والسلطة..أي أننا
لا نعترف ولا نتماشى مع سلطة الاحتلال الإسرائيلي..ولسنا بفعل القانون, وبسبب رفضنا
للجنسية الإسرائيلية مواطنون بدولة الاحتلال..لا من الدرجة الأولى, ولا حتى من
الثانية...بل بالعكس, يفرضون علينا ضرائبهم كاملة ..مثلنا مثل اليهود..ولا نأخذ من
حقوقنا المشروعة"قانونيا"إلا النذر اليسير...ومن جهة ثانية لسنا محكومين بسلطة
الدولة الأم سورية .بسبب الاحتلال..وتلويح البعض منا, بهيبة الدولة الأم ونظامها .من
فوق الشريط الفاصل.لم يترك بالنفوس, سوى بعض القلق والترقب وبأحسن الحالات البلادة...
....أي أننا وبعد ما يقارب النصف قرن من الاحتلال, ما زلنا نعيش هذا
الاعتلال..وصرنا نعتبره طبيعيا..فهل يستطيع احد أن يعطيني مثالا شبيه بحالتنا على
وجه البسيطة؟؟
....اجتماعيا ..يا سادة يا كرام..وبجولة سريعة على طلاب المدارس وجيل
العشرينات..لاستقراء موقفهم من هويتهم ...ستجدون تشوها غريبا في تفسيرهم
لذاتهم..فالنسبة الأكبر منهم خليط من (درزية على إسرائيلية على سورية).ورغم كون هذه
الحقيقة مؤلمة, إلا أنها نتاج طبيعي للوضع السياسي الشاذ الذي لا نرى له نهاية لحد
الآن ..وهو مستمر والتشوه يزداد حدة..
اقتصاديا وهو بيت القصيد في مقالتنا...يحمل نفس سمات الوضع السياسي والاجتماعي..لا
بل هو الضحية الأولى لحالة الفوضى وفقدان النظام والأمن..
نحن كنا ضحايا الحرب .وما زلنا ..وهناك ما يعرف باقتصاد حرب .وهذا صار من
ورائنا..ويبدو أننا اليوم سنصبح ضحايا سلام..وهناك أيضا ما يعرف باقتصاد السلام...فمتى
سنتوقف على أن نكون ضحايا .ومتلقين ومفعول به..؟؟؟؟
..إن تحليل الوضع الاقتصادي للجولانيين,, وعلى مدار 43 عما من الاحتلال يحتاج لبحث
مطول وعميق...لكن سمته الأساسية كانت ولا تزال الفوضى وعدم التنسيق والمنافسة الغير
شريفة وانعدام التنظيم..
فتنظيم الحالة الاقتصادية لأهل الجولان هو هدفنا .الذي نحاول من خلال هذه المقالة
الموجزة, تسليط الضوء عليه عله يرى النور...عبر اقتراح غرفة تجارية لكل قرية وغرفة
تنسيق شاملة للجولان كله..والغرفة التجارية الموجودة في كل مدينة ومنطقة في العالم,
هي الهيئة التي تضم كل أصحاب المصالح الصغيرة والمتوسطة والكبيرة...حيث يتم فيها
تنظيم الحياة الاقتصادية للسكان, وضبط أمورهم ومنع الفوضى ..ومن يريد التعمق في فهم
الغرفة التجارية ودورها وأهدافها ..فليبحث بنفسه عن تلك المعلومات..واعده بأنه
سيكتشف فورا بان هذا ما ينقصنا في الجولان ..وسيدفع باتجاه تشكيلها وسريعا دون
إبطاء....
يقف مستوطن على مدخل المجدل ليوجه السواح باتجاه مستوطنة "نفي اتيف...فيرد عليه
المجلس المحلي بتوزيع الورود...وهي لفتة جميلة .لكن هل هذا يكفي؟؟...تتزاحم النسوة
على الشوارع الرئيسية بصاجاتها وخبزاتها لتتلقى فتات موسم السياحة ..فهل هذا يغني
أو يشبع..بدأت تتناثر هنا وهناك الفنادق الصغيرة وغرف الإيجار لاستيعاب ألاف السياح
..فنبقى تحت المستوى المطلوب بكثير.....
ونرى من جهة أخرى أن رغيف اللبنة السخن وكاسة الشاي وبعض غرف الإيجار السياحية.وبعض
صناديق التفاح. بدأت تزعج المستوطنين.وتقلقهم .وترعبهم أكثر فكرة أن يستفيق السكان
الأصليين للجولان, ويبدؤوا بالمطالبة بحقهم في الاستفادة من صناعة السياحة...
....إن المهمة الأولى المقترحة للغرفة التجارية.. هي بالعمل على نظام المهرجانات في
الجولان ...مثل:
أولا: مهرجان الثلج الذي يستمر لأربعة اشهر تقريبا..
ثانيا:مهرجان الكرز الذي يستمر لشهر كامل وأكثر..
ثالثا:مهرجان التفاح الذي يستمر لشهرين وأكثر..
ما عدا باقي أيام السنة ,,التي يمكن استثمارها والاستفادة منها .عبر جلب السياحة
وتقديم أفضل الخدمات الفندقية والبيئية والثقافية والترفيهية وغيرها..
إن المجال المفترض لصناعة السياحة للجولان هو أولا..عرب فلسطين الداخل والذي يتجاوز
عددهم المليون...ثانيا..عرب القدس والضفة وهم أكثر من مليونين وثالثا..يهود
إسرائيل..والذي من واجبنا أن نريهم الوجه الآخر للجولانيين الذين يحلمون بالسلام لا
بالحرب والعنف.وهم أكثر من خمسة ملايين..ورابعا.. السياحة الخارجية ...فربما يكون
السلام دافعا للسياحة والاستثمار ..فهل ستقفون تتفرجون عليه؟؟؟
...طريقة عمل الغرفة التجارية تبدأ بوضع نظام داخلي لها ,وانتخاب لجان ,بتخصصات
مختلفة..تكون على رأسها. لجنة العلاقات الخارجية .الموكلة إليها .التسويق والدعاية,
واقتحام المواقع الإعلامية الإسرائيلية للترويج لسياحتنا .وبناء مواقع الكترونية
توضح واقعنا وإمكانياتنا وخدماتنا..ومنافسة سياحة المستوطنين لا بل التفوق
عليهم..بما أنهم بدؤوها حربا سياحية هدفها قطع رزقنا من السياحة..
إن الحديث في هذا الموضوع يطول ويطول..وكلنا ثقة بان منطقة تزخر بهذا الكم الهائل
من الخريجين والجامعيين والمهنيين ..تحمل أفكارا خلاقة وعملية تستطيع أن تنظم وتقوم
باقتصادنا المحلي...الذي لا خلاف سياسي يفرقنا حول تطويره..فقوتنا الاقتصادية هي
ثبات لنا جميعا في أرضنا ,وبناء سليم لأجيالنا ومستقبلهم..ولقمة عيشنا تجمعنا جميعا
(ودون استثناء) حولها... وكلنا يعلم أن خلواتنا هي راس هرم السلطة السياسية
والاقتصادية البديلة عن الدولة الأم الغائبة .ريثما نتحرر.فنتمنى أن تأخذ المبادرة,
وتتبنى هذه الفكرة لما هو خير للجولان كله...