الحب الأبدي
صوت الحزن - 11\02\2010
تعاهدنا أن نبقى اثنين أنا المكان وأنت الزمان، وما زلنا على عهدنا، وفي قلبنا تجري
المحبة كالأنهار بين الوديان.
فالأرض موطننا والسماء مرجعنا، والورود في كل مكان تشهد على حبنا على مدى الدهور
والأزمان.
طائران نحن يا حبيبي، نرفرف في كل مكان. روحنا مقدسة وقلوبنا ملوعة تبكي موعد الهجر
والنسيان.
نحط هنا وهناك، على أرصفة الحب والغفران، ونعود لنحلق ثانية على أرفع الأغصان.
هكذا بقينا، ولم يغيرنا شيء، ولا حتى استطاع أن يغلبنا إنسان، ولكن شاطئ الأمان لم
يعطنا فرصة لنرسو على رماله، لنروي للأجيال حكايات كان يا مكان...
حبنا يا حبيبي ولد منذ بداية الكون، عندما قال تعالى للدنيا كوني فكانت، فبعث فيها
المحبة والحب والحياة، وغرد الطير وحلق مختالا في سماء الصفاء والعطاء، وجرت
الأنهار في وديان الوعر والشقاء، حتى بزغ أول فجر على الرجال والنساء، وبدأت حكاية
ادم وحواء، فانتهت القصة بندم وبكاء، وبقي البشر في حيرة منذ ذلك اليوم حائرين
تائهين يملؤهم الغباء...
تائهة أنا في قلب أروع إنسان عرفته منذ عصور وأزمان، فكنت له الأرض والوطن والمكان،
وكان لي الهواء والعطاء والزمان. أحببته كما لم أحب من قبل رجلاً، وأحبني كما لم
يحب من قبل امرأة. حبنا رمز الحنان والتضحية والوفاء، صافيا طاهرا كطهارة الملاك
والأنبياء، ولكن مشيئة القدر لا ترضى باكتمال الحياة والإنسان، فبقي حبنا صامدا لا
تهزه ريح ولا يد شيطان، وبقيت أنا في حيرة من أمري لا أعرف حدوداً لي سوا حدود هذا
القلب، أتخبط فيه بكل الاتجاهات، ولا أعرف أي سبيل أسلك حتى أخرج مع أول شريان لأصل
حدود عقله وأرفع عنه خيوط الهجر والنسيان، وأفك ذلك السر الذي حيرني وأبقاني مقيدة
الأيدي، لا أعرف سر غرابة هذا الانسان. فحبه لي لا يوصف ولا يقدر بكلمات ولا أرقام،
ولكن حيطان قلبه سميكة لا يخترقها لا رصاص ولا شعاع. حيرني هذا اللغز فيك يا إنسان.
حبك يخترق السماء ويملأ الكون والفضاء، ولكن قلبك مجرد قلب إنسان يخفق اليوم وغدا
ينقلب جماداً وجفاء، وأعود لحيرتي.. ترى من هذا الذي أحببته؟ أكان إنساناً أم مجرد
وهم وهراء؟! وأعود لدائرة قلبك أتخبط لا أجد تفسيرا لهذا الداء.
وأغمض عيني لأحلم بقصة جديدة لغد تحمل في جعبتها حلول لأسرار قلوب باتت من الحرقة
مجرد نبض يمضي على جسر يصارع البقاء، وأروي لهم حكاياتي مع حبيب تملكني وصار لي
الماء والهواء.. لا أعرف العيش بدونه ولو لحظة في دنيا الفناء...