القشّة
التي تقصِمُ ظهرَ المُدير
وهيب أيوب - 21\02\2010
تعوّدنا في المجتمعات العربية، وعلى كل المستويات من أعلى الهرَمِ إلى أسفله، أن
تكون لغة البيانات والخطابات هي أقصى ما نقدّمه لأي قضية نعالجها، ثم ننتظر قدوم
الفَرَجْ. ومن أين سيأتي؟
أرى أن على لجنة أولياء الأمور في ثانوية وإعدادية مجدل شمس أن تتوقف عن لعبة القط
والفأر وتجريب المُجرّب عدة مرّات ولسنوات، وبعد إصدار العديد من البيانات كان
آخرها في 31 آب 2009 الذي وعدت فيه باتخاذ إجراءات عملية إن لم تتم الاستجابة
لطلباتها المُحقّة حول الإصلاحات المرجو إحداثها على صعيد المدرسة والإدارة، وخاصة
مدير المدرسة نفسه السيد محمد خاطر.
الشيء الخطير في الأمر، استمرار التسويف والمماطلة في تنفيذ الإجراءات اللازمة وعلى
وجه السرعة، وإلا فإن النتيجة الحتمية لتلك المماحكات التي لا طائل منها على ما
يبدو، ستجعل المدرسة وطلاّبها ومعلميها وأيضاً إدارتها وأهالي الطلاب في حالة
ارتباك دائم، وانعدام أدنى حالات الاستقرار النفسي لدى الطلاب لمتابعة دراستهم في
أجواءٍ طبيعية، مما يؤدي لنتائج كارثية على تحصيلهم العلمي والتربوي.
فاللجنة تقوم بإصدار البيانات ونشرها على النِت، بحيث ينهمك الطلاب والأهالي بالأخذ
والرد وكتابة المداخلات، والمعلمون يراقبون، بالتأكيد، وينتظرون انقضاء المعارك
وانجلاء الغبار وظهور الحل واستقرار الوضع التربوي والتعليمي في مدرستهم، ففي هكذا
أجواء مشحونة ومسمومة، لا يمكن للمعلم أداء مهمته بشكلٍ صحيح ولا الطلاب قادرون على
أن يمارسوا تعليمهم على الصورة المرجوّة. ومدير المدرسة أيضاً سيكون مشغولاً حتى
أقصى همّتهِ بتجنيد ما تيسّر له من أساليب وأدوات لردّ الصاع صاعين للّجنة ومحاولة
دحرها، سيّما وأنه يعتبر مسألة كُرسيه كمدير، أكون أو لا أكون، ومعركة لا تقل
أهميتها عن "داحس والغبراء" ولو استمرّت أربعين سنة.
والنتائج المؤكّدة، في ظل تلك الأجواء التي ذكرنا، عندما يكون كل طرف فيها مُنهمِكاً
بالتحضير والتحفّز للرد على الآخر، ستكون وخيمة على الجميع، وأوّلهم الطلاب.
يجب ألا تُقلَّل لجنة أولياء الأمور والأهالي من خطورة تلك الأوضاع واستمرارها
وانعدام الاستقرار والأمن النفسي لطلاّبنا، فالأمر أخطر مما يظن البعض، وهذا أول ما
يجب أن تُدركه اللجنة، وإلا فإنها يجب أن تتحمّل مسؤولية تردّي الأوضاع بينما تستمر
بإصدار البيانات وحسب.
لقد تم استنفاذ جميع الوسائل المُمكِنة، وعلى مدار سنواتٍ عِدّة، في إقناع مُدير
المدرسة السيد محمد خاطر بالتخلي عن منصبه كمدير رغم شبه الإجماع بين الطلاب
والمعلمين والأهالي أنه الشخص الغير مناسب لترؤس إدارة مدرسة تضم أكثر من 1000
طالباً، بالأساليب التربوية الرجعية المُتخلّفة التي أكل الدهر عليها وشرب منذُ زمنٍ
بعيد. وهو أولاً وقبل كل شيء قد فشلَ فشلاً ذريعاً بالتواصل مع الجهات الثلاث التي
تقوم عليها أي مؤسّسة تربوية وتعليمية في العالم: الطلاب والمعلمين والأهالي، عبر
لجنة أولياء الأمور. وهذا يكفي لاستنتاج الطرق والأساليب التي انتهجها المدير عبر
كل تلك السنوات وأوصلت الأمور إلى ما هي عليه، ولنفهم أيضاً وببساطة شديدة داء
المشكلة ودواءها.
رأيي، أن بيان لجنة أولياء الأمور الأخير، يجب بالفعل أن يكون آخر البيانات وكفى،
وليتداركوا المزيد من تردّي الظروف التعليمية والتربوية في ثانوية مجدل شمس.
وإذا كانت لجنة أولياء الأمور حقاً تُمثّل الطلاب وأهاليهم، فيجب ألا يتقاعسوا أو
يتأخّروا يوماً واحداً عن اتخاذ ما يلزم من إجراءات لحل الموضوع بشكلٍ جذري ونهائي.
ويجب ألا يقبل بعد اليوم أهالي مجدل شمس أن يكون مدير أيّ من مدارسهم وكأنه "حاكم
عسكري"، هو يأمر والباقي يُجيب!
أخيراً، أقترح على لجنة أولياء الأمور أن تُعدّ قوائم بأسماء أهالي الطلاب الذين
تُمثّلهم، وتكتب بياناً واضحاً لا لُبس فيه بضرورة تغيير مدير المدرسة السيد محمد
خاطر، وأن تطلب من الأهالي التوقيع عليه ليشاركوا في مسؤولية مستقبل أولادهم -
المتضرّرين المباشرين أولاً وآخراً من الأساليب التربوية والتعليمية الرجعية التي
ينتهجها ويفرضها السيد المدير على المُعلمين والطلاب، دون قبوله أي آراء أو
اختلافات معه.
ولا أرى حلاً غير الذي اقترحته أو هدّدت به لجنة الأولياء في بيانها الذي ذكرته
سابقاً والمنشور في 31 / 8 / 2009 ، فأي محاولة للدخول في إجراءات أُخرى ستطيل
الأزمة لأعوام إضافية، لا يمكن للمدرسة والأهالي تحمّلها.
لقد قُلت في مقالٍ سابق حول هذا الأمر: أن آخر الدواء الكيّ، وهذا مع الأسف ما يُصرُ
عليه السيد محمد خاطر، إذن فليكُن. ولتكن تلك هي "القشّة التي قَصَمتْ ظهر المُدير".
وأنا على ثقة لو أن أهالي الطلاب واللّجنة يحزمون أمرهم دون تردّد أو تلكّؤ،
ويصرّون على مطلبهم وإجرائهم بتنفيذ الإضراب، لاستطاعوا بسهولة حجب الثقة الكاملة
عن السيد المدير محمد خاطر تمهيداً لاختيار مدير آخر، ولا أظنّ أن مجدل شمس تخلو من
كوادر تعليمية وتربوية مؤهّلة لإدارة كل من الثانوية والإعدادية.
waheeb_ayoub@hotmail.com