أين يكمن الخطأ ؟؟
نضال الشوفي – 22\02\2010
تحدثنا عن السرقات التي تجري على صفحات المواقع الإلكترونية منذ زمن وجيز. ثار
البعض واتهمونا بتهم مختلفة، لكن البعض الآخر على ما يبدو لم يتعظ، أو أنه كان
غافلا عما يدور من نقاش.
بتاريخ 15. 2. 2010 نشرت بانياس مادة بعنوان " أين يكمن الخطأ !! " وكاتبها يدعى
معروف أبو شاهين، وتبين أن المادة مسروقة من كاتبها الحقيقي د. محمد بن شديد البشري،
عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود، والمضحك أن السيد معروف أبو شاهين
قد سطا أيضا على مداخلات المعقبين ودمجها ضمن المادة، ربما لأنه وجد أن الموضوع
الأساسي للدكتور محمد بن شديد قصير ولا يلبي طموحاته.
كي لا يسخر الأستاذ معروف منا نحن القراء، أقدم لكم المادة الأصلية لتقارنوها
بمادته المنشورة في موقع بانياس في الصفحة المحلية.
إليكم فيما يلي المادة الأصلية كما هي في الأصل:
هذه هي نسخة Google لعنوان
http://www.imam1.com/vb/showthread.php?p=1103000. وهي عبارة عن لقطة شاشة
للصفحة كما ظهرت في 4 شباط (فبراير) 2010 03:20:56 GMT. ربما تم تغيير الصفحة
الحالية في غضون ذلك. تعرف على المزيد
نسخة نصية فقط
المعاهد العلمية المعاهد العلمية التابعة لجامعة الإمام ...
ليـــث
إذا سألت فاسأل الله تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشاركات: 561
أيحق للمعلم أن يلوم أم يجب أن يلام؟
___________________
بسم الله الرحمن الرحيم
أيحق للمعلم أن يلوم أم يجب أن يلام؟
د. محمد بن شديد البشري
تدور في الميدان التربوي تساؤلات تتعلّق بالمعلّم تتباين الإجابة عنها ما بين
مؤيِّد ومعارض، وما بين مناصر ومهاجم، فهل المعلم حسب نظر البعض ظالم أم مظلوم؟ وهل
المعلم مفتر أم مفترى عليه؟ وهل المعلم مخطئ أم هناك من أخطأ عليه؟ وهل المعلم مدع
أم مدعى عليه؟ وهل المعلم يلوم أم يلام؟ وهل المعلم هو السبب في ضياع هيبته أم
المتسبّب في ذلك غيره.
كل هذه التساؤلات اليوم تذكّرنا في جدلية عقيمة قديمة أزلية وهي هل البيضة أولاً أم
الدجاجة؟
بغض النظر عن هذا وذاك يظل المعلم حجر الزاوية في العملية التربوية والتعليمية ويظل
المعلم ربان السفينة التعليمية وقائدها وموجهها وأي قصور منه يطول العملية التربوية
برمتها.
تزيد قناعاتي يوماً بعد يوم بأن المعلم ظالم ومظلوم ومفتر ومفترى عليه ومدع ومدعى
عليه.
أكاد أجزم أن عدداً غير قليل من المعلمين مظلومون ومفترى عليهم ومدعى عليهم ولكن في
المقابل هناك الكثير من المعلمين ليسوا كذلك، بل هم كما يُقال (مع الخيل يا شقراء)
يرددون ما يُقال عن المعلم ويتوهمون ما يتداول ويصدّقون ما ذكر وفي الحقيقة أنهم
معزّزون مكرّمون ينعمون بعيش رغيد ويتمتعون بمميزات جيدة وعملهم مريح وبيئتهم
التعليمية مشجعة ولكن عطاءهم ضعيف.
ولعلي أضرب مثالاً على ذلك لمسته عن قرب في إحدى المدارس القريبة من كلية تربوية
تزوّد هذه الكلية المدرسة كل فصل دراسي بعدد من المتدربين (المطبّقين) الذين
يساعدون المعلمين في التدريس ويخفّفون من أنصبتهم التدريسية ولا يتعدى نصاب
المعلمين في هذه المدرسة ثلاث عشرة حصة ولا يتعدى طلاب كل فصل عشرين طالباً.
ومع هذا تجد التسيّب واضحاً والتبرّم دائماً والأنشطة معدومة ولم يتغيّر أداء
المعلمين، بل أصبحوا عبئاً على المدرسة، فطرائق تدريسهم عقيمة قديمة وفاعليتهم تكاد
تكون معدومة. ومثل معلمي هذه المدرسة كثير وبخاصة معلمو الهجر والقرى.
إنك لو قلت لمعلم ما: لماذا لا تبدع ولماذا لا تكون جاداً؟ لقال لك: كيف تريدني أن
أبدع وأن أكون جاداً وهيبتي مفقودة وفي الصف أكثر من أربعين طالباً ونصابي التدريسي
أربع وعشرون حصة، وفي الواقع أن هذا ليس هو السبب الوحيد الذي يجعل المعلم لا يبدع
ولا يكون جاداً فقد رأينا معلمين يأخذون النصاب الكامل وهيبتهم حاضرة وشخصيتهم
محبوبة وعملهم مؤثّر وطلاب الصف الواحد عندهم لا يقل عن أربعين طالباً ومع ذلك هم
مخلصون منتجون.
التعليم رسالة ومن جبل على الجدية والإبداع لا يمنعه كلام المخذّلين ولا لوم
المتقاعسين عن تحقيق أهدافه والوفاء برسالته.
كم نحن بحاجة ماسة إلى معايير أكثر دقة ومواصفات أكبر عمقاً عند اختيار المعلمين،
وكم نحن بحاجة إلى وجود حوافز ومميزات تبعد المثبطين والمهملين الذين يتزايد عددهم
يوماً بعد يوم. أتمنى ذلك حتى لا يكون التعليم كما يقال مهنة من لا مهنة له.
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود
¤¤ أقوال متفرقة ¤¤
- إن المعلم طبيب لمجتمعه، يقيه أدواءه وشروره، ويعالجه من أمراضه وأوبئته، وهو
مهندس، يبني ويقيم.
- إن المعلم يعيش وسط الظلام ليحوله إلى نور، وهو خلال ذلك رائد مكتشف رحاله .. يضع
أقدامه على أرض لم يطأها إنسان، ويرتاد الآفاق الفكرية التي لم يصلها بشر .. يجب أن
يكون عنده دائما أكثر مما يقول، وأعظم مما يحيط به، إنه ليس منجمَ ذهب، أو ماس، بل
أروع، فالمنجم يعطي ولكنه ينضب، أما المعلم فهو أشبه بطبقات الأرض، كلما وصلت لطبقة
وغصت وجدت طبقات أكثر ثراء وغنى ..
- قد يشتكي المعلم من الإرهاق والضغوط المحيطة ولكنه ينسى كل ما يعانيه عندما يرى
طلابه وقد تفوقوا في دراستهم أو عندما يرى التلميذ ضعيف التحصيل وقد تحسن أداؤه
وهذه متعة ..
- إن مهنة التدريس ليست عظيمة وحسب، بل أميز تجربة وخبرةٍ قد يتعرض لها الإنسان ..
تجربة تبقى في الذاكرة يسترجعها المعلم بين حين وآخر ..
م الغانم - المعهد العلمي