الجولان المحتل... قراءة في معضلات الواقع 10
أراضي الوقف .. أراض عربية سورية محتلة
درجت العادة إن نسمي الأراضي العامة (المشاع), التابعة لقرانا العربية
السورية في الجولان المحتل, أراضي وقف أو أراضي مشاع, وهذا حسن في ما نتداول, ولا
يطاله أي شائب, الا عندما ينظر إلى الأمر بالمنظور السياسي في واقع الاحتلال, وهذا
أمر لا يستطيع احد إنكاره أو التغاضي عنه, خاصة وإننا ندرك جميعا, كل محاولات
إسرائيل ودوائرها ومؤسساتها للاستيلاء على أراضينا التي هي المجال الحيوي لنا
للتمدد العمراني, بما يوازي التمدد السكاني. هذا بعد إن تسنى لدولة الاحتلال تهجير
غالبية سكان الجولان والاستيلاء على أراضيهم. فهنا يكون للمصطلح معنىً آخر في
التداول اليومي المسموع والمقروء, ويأخذ منحنىً مغايرا لما نقصده بالمعنى الريفي
والشعبي , فيكون حجة علينا, لا حقاً لنا, وإن كنا نجزم
بان حقنا محفوظ بكل المصطلحات التي نتداولها.
إن جميع أراضي الوقف والمشاع التابعة لقرانا، وفق
الأعراف المعمول بها قبل الاحتلال، إضافة لجميع أراضي
الجولان, هي أراض عربية سورية محتلة، لا يحق لفرد أو
جماعة ما, مهما كانت صفتها الاجتماعية المحلية, التصرف بها أو المساومة عليها أو
إخضاعها لأي شكل من أشكال المفاصلة على ملكيتها مع أي جهة – أفراد أو مؤسسات– تابعة
لدولة الاحتلال, على قاعدة قانونية أو بوساطة ممثلي دولة الاحتلال, تحت مسوغات
خلافية, أو مرطبات " طائفية", تحت عنوان "غيرتو على الطائفة – ومصلحة الطائفة – ومن
شان طائفتو", كلها مصطلحات لا تزن عند أهل الجولان أي وزن, وان المشكلة التي لا
تحمد عقباها, ليست تحول هذه الأراضي إلى ملكية دائرة
أراضي إسرائيل, لأننا في الجولان نعرف كيف نحمي هذه الأراضي ونحافظ على ملكيتها,
وان قوات الاحتلال تعرفنا جيدا في ساحات المواجهة, ولكن العتب على من هو من جلدتنا,
ولا يعلم مدى همتنا وصلابة موقفنا, فيطلع علينا بوساطات من خلال مندوبين في سلطة
الاحتلال بغرض التفاصل على أراضينا وتحويل ملكيتها إلينا مرورا بتمليكها لدائرة
أراضي إسرائيل، حيث تقوم هذه الدائرة بادعاء الملكية على
هذه الأراضي بحجة إنها أراضي غائبين, أو ارض غير متملكة لمواطني الجولان, لتحصد رد
الفعل عليها من قبلهم, فيتدخل "الغيورين" على الطائفة ليصلوا مع دائرة أراضي
إسرائيل إلى حلول وسط أو حلول دائمة - سيان هذا أو ذاك - ويقوم من يقوم بين
ظهرانينا ليرش القمبز أمامنا ليقنعنا بصوابية الحل
والنوايا الايجابية الخالية من المصالح الشخصية, ليحرف الاتجاه والأنظار عن الحقيقة
التي لا وجه آخر لها: بأن هذه الأراضي ليست أراضي
غائبين, إنما أراضي مُهجرين قسرا عن أراضيهم, وهي أراض عربية سورية محتلة, وان
استطاعت دولة الاحتلال الاستيلاء على هذه الأرض بالقوة, فإننا نقاومها بقدر عزيمتنا،
وان لم نستطيع إلى ذلك سبيلا, فان هذا ما يميز دولة الاحتلال , فلا يزيدنا الا
ثباتاً على موقفنا وقناعتنا أن الاحتلال إلى زوال, وتبقى
الأرض لأصحابها.